في السابع والعشرين من شهر آب 2001 طالت يد الغدر والخيانة الصهيونية بطائراتها الاباتشي وصواريخها الثلاثة المناضل القائد امين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مكتبه في مدينة رام الله بالضفة الغربية من فلسطين .اغتالوه لانه كان عقبة في المشروع الصهيوني. اغتالوه لانه قال مهما بلغت التضحيات سندافع عن سلاحنا وشعبنا. اغتالوه لانه قال يوم عودته من الشتات الى قلب فلسطين عدت لاقاوم لا لأساوم.اغتالوه لانه قال ان سياسة الجبهة التي دعت إلى حوار شامل لايمكن ان تقوم على مساومة أو قبول بالحاصل اليوم، ولاتقبل باستمرار المفاوضات ، بل تدعو لوقفها لان استمرار المشاغلة فيها ما هو الا مكسب اسرائيلي في كسب الزمن لصالح برنامجه.اغتالوه لانه رفض كل الاتفاقات المهينة والمذلة التي أوقفت أفدح ظلم على الشعب الفسطيني واختزلت نضاله وحركته الوطنية، بكل ما مثلته من عظمه من الصعب ان نعطي ابو علي مصطفى حقه مهما كتبنا ومهما تحدثنا خاصة انه من مؤسسي حركة القوميين العرب ومن مؤسسي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومن مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية وعضو لجنتها التنفيذية حتى استشهاده ومن ابرز قادة الثورة الفلسطينية ومناضلي حركة التحرر العربية والتي ربطته بها علاقة النضال والمصير المشترك.تركنا القائد الكبير الشهيد ابو علي مصطفى ولكنه لم ينس ان يوجه النداء الاخير لابناء شعبه ورسالة الحب التي جاء فيها:يا شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات، من موقع المسؤولية الوطنية في ذكرى مرور ثلاثة عشر عاما على اندلاع انتفاضتكم الكبرى عام 1987م، وثلاثة وثلاثين عاما على تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومن فضاء بطولاتكم النادرة، التي تجددت بزخم منذ التاسع والعشرين من ايلول الماضي، اجد نفسي مشدودا بمشاعر ثورية جياشة، لمخاطبتكم جميعا بل كل واحد منكم، فانتم بانتفاضتكم ومقاومتكم اعدتم انبعاث كل ما هو اصيل ومجيد في تراث وتاريخ شعبكم وامتكم، بل وابرزتم للملأ كل ما هو انساني في تاريخ البشرية. كما ان القائد الشهيد ابو علي مصطفى لم يفته ايضا ان يوجه نداء للجماهير العربية نداء من القلب الى جماهير الامة العربية والاسلامية، نداء الى كل مناضلي الحرية وحقوق الانسان في العالم.نداء يقول فيه : اقول لكم اننا صامدون مستمرون في انتفاضتنا لن نسقطها حتى تحقيق الاستقلال . . لن نرضخ.لا مجال للحياد والضبابية في معركة اصطفت فيها الجماهير العربية بكل قواها الحية ومؤسساتها في مواجهة العدوان الاسرائيلي الامريكي البشع والظالم وجه النداء تلو النداء وكأنه كان يعرف موعده مع القدر هذا هو ابو علي مصطفى المناضل، الكبير في عطائه وبلا حدود والبسيط في حياته والتي يعرفها كل من عاشره والقريب من القلب صاحب النكتة والدعابة التي صعب علينا نسيانها.منا العهد ولك الوفاء ان نسير على نفس الدرب حتى تتحقق كل الاهداف الوطنية التي من اجلها ناضلت واستشهدت.
في ذكرى رحيل الشهيد (أبو علي مصطفى)
أخبار متعلقة