هناك من يظن أن السلطات المصرية تحاول التقليل من طبيعة الاعتداء على الكنائس القبطية في الإسكندرية عندما وصفت المعتدي بالمختل لكنها لم تخالف الحقيقة أو تهون منها فما نراه من تطرف في واقع الأمر حالة خلل عقلية واسعة النطاق فمن شهر سيفه وضرب المصلين في الكنيسة كان رجلا مهوسا كما أن الذي اعتدي على المصلين في مسجد في اليمن في اليوم نفسه هو الآخر مهوس مثله.فالتطرف حالة هوس واختلال عقلي لا أكثر تستدعي أطباء لا شرطة لعلاجها وهنا عليكم بالبحث عن الدعاة الذين هم عادة وراء انجاب هؤلاء المعتوهين وإطلاقهم ضد الغير لذا من ردد ادعاءات بان الحكومة المصرية تحاول إخفاء حقائق الهجوم يعجزون عن فهم طبيعة المشكلة، فهي ليست تنظيما سياسيا أو مؤامرة خارجية بفعل "القاعدة" كما وصفوها، أو ميلا حكوميا مع طرف ضد آخر، كما لمح البعض إلى ذلك، بل عملية شحن مستمرة ضد الكفر والكفار والانتصار للإسلام المزعوم بأنه محاصر الدعاة والمناشير التحريضية التي أصبحت جزءا عاديا من حياة المساجد المسيسة خاصة في المناطق المختلطة، وكذلك بعض المدارس والمعاهد مسؤولة عن التطرف الخطير المستمر في المجتمع الإسلامي.وهنا أمام السلطات أن تحارب بلا كلل هذه الظواهر التي لم تتوقف وان هدأت خلال السنوات الثلاث التي أعقبت الحملة الدولية ضد الإرهاب نتيجة لهجمات سبتمبر الشهيرة وبكل أسف ركزت معظم الحرب ضد التنظيمات الإرهابية لا المجاميع الفكرية المتطرفة فالمشكلة ليست المنظمات الإرهابية التي تعمل وفق مشروع عدواني صريح ضد المؤسسات الرسمية، بل المشكلة الأكبر هي في ظاهرة التطرف التي تتم تغذيتها عبر المسجد والمدرسة والمطويات والإعلام، ولا تستهدف الحكومة بشكل مباشر، بل تهاجم المجتمع. فالذي هاجم امام مسجد في اليمن صارخا الموت لأميركا والموت لإسرائيل ومثله صراخ المعتدي ضد المصلين في الكنيسة الاسكندرانية هما ضحيتان للشحن النفسي الذي أصاب آلاف الناس وليس بضعة أفراد صار لدينا مجتمع كبير في حالة هيجان وبعضه عدواني.الاختلال العقلي في هجمات فردية على مساجد وكنائس ينشر سريعا الفتنة ويخرب العلاقات بين فئات المجتمع الواسع رواد المسجد اليمني والكنائس الاسكندرانية يظنون الآن أن الحكومة متواطئة، أو متهاونة، وهم مستعدون للثأر بهجمات مضادة تشعل نار الفتنة كما يحدث اليوم في العراق فرغم قناعة الكثيرين بان المهاجمين للمساجد فئة لا تمثل السنة أو الشيعة، كونها جزءا من تنظيم عدواني يريد حربا أهلية، إلا أن الأمر بلغ من التوتر الذي لا يحتمل والحد الانتقام المتبادل بدعوى العين بالعين والسن بالسن. وفي رأيي أن على السلطات الأمنية إدخال المهاجمين في مصحات عقلية والزج بدعاتهم وأساتذتهم في السجون، فالتلاميذ ضحايا أيضا رغم أنهم حملة السيوف وطالما أن الدعاة المتطرفين يشعرون بأنهم لا يحاسبون على نتائج طلابهم فلن يتوقفوا. * نقلا عن ((الشرق الا وسط)) [email protected]
دعاة الكراهية وراء سيوف المتطرفين
أخبار متعلقة