أبوبكر ناجي تراقب الأوساط السياسية والشعبية في اليمن باهتمام واسع الزيارة التي بدأها أمس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء زوزير الدفاع والطيران المفتش العام للمكلا لرئاسة اجتماعات مجلس التنسيق السعودي اليمني .وثمة آمال في أن تأتي نتائج اجتماعات الدورة الحالية للمجلس بمبادرات ورؤى جديدة في علاقات التعاون بين اليمن والمملكة تنطلق من تعزيز مبادئ الشراكة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية استنادا إلى تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تجاه العلاقات مع اليمن وعلاقاته المستقبلية مع محيطه الخليجي . وطبقا لتصريحات رئيس الوزراء اليمني عبد القادر باجمال فقد مهدت تصريحات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بشأن اليمن الطريق لأن تكون مداولات ونتائج اجتماعات مجلس التنسيق السعودي- اليمني القادمة على درجة كبيرة من الأهمية والجدية.ويقول المسؤولون اليمنيون ان زيارة ولي العهد الحالية إلى اليمن تكتسب أهمية كبيرة كونها تأتي متزامنة مع بدء تحريك ملف المساهمة الخليجية في تأهيل اليمن اقتصاديا فضلا عن أنها تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لليمن الذي يستعد حاليا للمشاركة في مؤتمر لندن للمانحين الذي سيضع الأساس العملي لخطط تأهيل اليمن للاندماج في اقتصاديات دول مجلس التعاون.ولأبعد مما تحمله أجندة اجتماعات الدورة الـ 17 لمجلس التنسيق اليمني السعودي تبدي الساحة السياسية اليمنية اهتماما خاصا على المستوى الرسمي والشعبي تجاه الزيارة الحالية لولي العهد إلى اليمن خاصة في ظل التطلعات اليمنية بزيادة حجم الدعم السعودي التنموي لليمن الذي يصنف بكونه البلد الأفقر بين جيرانه في دول مجلس التعاون الخليجي.وفي حين يتطلع المسؤولون في اليمن إلى دور سعودي أكبر في رفد عجلة التنمية في اليمن فهم ينتظرون بالمقابل دورا سعوديا في قضية اندماج اليمن بالمنظومة الخليجية خاصة في ظل السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي فتح بتصريحاته الأخيرة بشأن اليمن آفاقا واسعة وجديدة في مسار التحركات التي دشنت في مكة المكرمة مؤخرا والهادفة إلى تأهيل اليمن اقتصاديا ودمجه في مجلس التعاون الخليجي .وقد عكست التصريحات الرسمية تجاه الزيارة المرتقبة لسمو ولي العهد إلى اليمن حجم التطلعات اليمنية في أن تحقق هذه الزيارة الكثير من النجاحات في مسار التعاون بين البلدين ومدى الرغبة اليمنية في أن تكون المملكة اللاعب الأساس والأكثر قوة في معادلة اندماجه في التكتل الخليجي وفي أن تكون المرحلة المقبلة فاصلا تاريخيا في علاقات اليمن مع جيرانه الخليجيين . ومنذ العام 2000 وبعد التوقيع على اتفاقية جدة لترسيم الحدود والتي أنهت الخلافات الحدودية بين البلدين أخذت العلاقات بين صنعاء والرياض مسارا جديدا نقلت مستوى التعاون من الجيرة إلى الشراكة والتكامل تماما كما شهدت العلاقات السياسية بين البلدين توافقا في الكثير من القضايا السياسية والأمنية.وينظر اليمن إلى مجلس التنسيق اليمني السعودي الذي أعلن عن تأسيسه في جدة منتصف العام 1975 بكونه الإطار الأمثل لتنسيق وتنظيم مجالات التعاون بين البلدين على أساس الشراكة الاقتصادية والتكامل خاصة في ظل التمثيل رفيع المستوى في هذا المجلس برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ومعالي عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء اليمني .ولأكثر من ذلك يتطلع المسؤولون في اليمن إلى دور محوري لمجلس التنسيق في توسيع وتمتين الشراكة الاقتصادية من خلال الدفع بالمستثمرين ورؤوس الأموال بصورة ثنائية أو منفردة لإقامة المشاريع الاقتصادية وجذب الاستثمارات السعودية للاستثمار في اليمن ووضع البرامج المشتركة في مجالات المياه والبيئة وتنمية المجتمعات الصحراوية وتعزيز إطار تبادل الخبرات والتعاون الثنائي في مجال استخدام وتوظيف تقنية نظم المعلومات والاتصالات ، وتفعيل نشاط الغرف التجارية ومجالس رجال الأعمال اليمنية السعودية وتعزيز الصلات فيما بينها ورفع مساهماتها في التنمية الاقتصادية والتبادل التجاري.وثمة تطلعات إلى تعزيز التعاون لمواجهة التحديات التي تواجه البلدين خاصة في الجانب الأمني انطلاقا من النجاحات التي حققها البلدان في تجاوز مشكلات الإرهاب ومختلف التحديات الأمنية التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة .ويؤكد المسؤولون في اليمن أن بلادهم حريصة على رابطتها السياسية والأمنية والاجتماعية مع المملكة تماما كما هي حريصة على رابطتها السياسية والأمنية مع الامتداد الإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي ولذلك أصبحا اليوم يدركان تماما عناصر التوافق والتكامل والاندماج ويؤمنان بأن طريق التقدم والأمن والاستقرار في المنطقة يعتمد على حجم التعاون الوثيق في كافة المجالات سعيا لتحقيق الأهداف المتوخاة على الصعد الاقتصادية والسياسية والأمنية.------------------------- نقلاً عن صحيفة (اليوم) السعودية
اليمن والمملكة .. آمال بمبادرات جديدة للشراكة
أخبار متعلقة