للعلم دور بارز في الحياة وفي مجمل تطوراتها الحيوية ، وتعاني الكثير من المجتمعات من أنحصار الفكر العلمي في مجالات محدودة ، واقتصاره على مؤسسات بعينها مثل الجامعات ومراكز البحوث ليس إلا ، بيد أن مجتمعات أخرى لم تلتفت إلى مسألة المشاركة الفعلية والفعالة في الحياة العلمية إلا بعد فوات الأوان ، لأنها أدركت مدى أهمية الأخذ بالفكر العلمي في التعامل مع المشكلات التي تواجهها في تطورات التنمية والسكان والموارد ، بل ومجمل المسائل الاجتماعية والنفسية والطبيعية الأخرى. ولعل أهم مشكلة تواجه مجتمعنا هي ضعف الوعي الاجتماعي بالعلم ، لأن درجة التقدم العلمي لا تقاس بأعداد العلماء وحدهم ، بل باتساع الوعي بالعلم اجتماعياً بحيث يكون على مستوى الجمهور عامة، والوعي بالعلم لا يعني إحاطة المجتمع بالمعلومات العلمية - طبيعية كانت أم إنسانية - لأنه قد يحيط الفرد أو المجتمع بمعلومات علمية دون أن تتحقق الاستنارة بالعلم ، إذ لابد أن يتحقق سلوك ملتزم بالفكر العلمي ومنهجه ، فقد نجد من يحفظ عن ظهر قلب معلومات كثيرة في العلوم دون أن يتضح الوعي بالعلم، وقد نجد أيضاً مجتمعاً يعاني من مشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية وتنظيمية وإنتاجية، فإنه من الممكن الحكم بأن مرد ذلك إلى قصور في حركة العلم، لأن العلم ما وجد إلا من أجل وضع حلول للمشكلات، وإلا فلا قيمة له. وقد تسلل مفهوم الوعي من المجال الثقافي والإيديولوجي ودخل مجال العلم أيضاً ، ومن هنا فإن الوعي هو ضرورة ثقافية مادام الوعي إدراكاً مستنيراً وسلوكاً يقظاً وبناء إذ تزداد الثقافة ثراء ، ويزداد الوعي غنى حين يتجسد فيها الفكر العلمي.لذا يترتب أن يكتسب الوعي بالعلم صفات قيمية تشكل النظرة العلمية التي تعد جزءاً لا يتجزأ من الثقافة، ويظل الوعي بالعلم مستقلاً عن العلم. فهل آن الأوان أن نولي أهمية كبرى للوعي الاجتماعي بالعلم؟
|
تقارير
ضعف الوعي الاجتماعي بالعلم
أخبار متعلقة