واشنطن تتهم إيران بتدريب عراقيين وتعتبرها مصدر قلق يتخطى طموحها النووي
عواصم / وكالات :واصلت إيران تحدي التصعيد الأميركي-الأوروبي ضدها، فبعد أن أكد وزير الخارجية منوشهر متكي أن بلاده لن توقف أبدا تخصيب اليورانيوم، جاءت أقوى التصريحات من السفير الإيراني في موسكو غلام رضا أنصاري الذي قال إن إيران مستعدة لضرب الولايات المتحدة "في أي مكان" في حال هاجمها الأميركيون.وقال أنصاري في مؤتمر صحفي بموسكو خصص لذكرى الثورة الإسلامية عام 1979 في إيران "إذا ارتكب الأميركيون خطأ مهاجمتنا، فإنني أؤكد أن الشعب الإيراني سيلقنهم درسا، يمكننا تقديم رد مناسب ولائق وليس لدي أي شك أن إيران سترد مباشرة بعد أي هجوم" محتمل يشنه الأميركيون.وأضاف السفير الإيراني "لن نحصر أنفسنا جغرافيا في هذا الرد، فقد يحصل في أي مكان".ورغم ذلك دعا رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الرئيس الإيراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني في تصريحات نقلتها الصحف الإيرانية الثلاثاء إلى مزيد من الحذر حيال واشنطن، معتبرا أن الأميركيين باتوا الآن "مثل نمر جريح ويجب عدم الاستهانة بهم".وأضاف أن "الجمهورية الإسلامية هي العقبة الرئيسية في وجه الولايات المتحدة في المنطقة، فهم يواجهون أينما ذهبوا جدارا كبيرا مرتبطا بشكل ما بإيران"، على حد قوله.وأوضح رفسنجاني "لسنا موجودين في العراق، لكن العراقيين يؤيدوننا وهذا يثير مشاكل للولايات المتحدة، كل ما تمكنوا من القيام به في العراق وأفغانستان هو إزالة أعداء إيران، صدام وطالبان، لقد أفادت إيران من ذلك وهذا ما يثير غضبهم".
في غضون ذلك اتهم مدير الاستخبارات الأميركية الجديد طهران بتدريب عراقيين شيعة داخل إيران ولبنان على استخدام متفجرات قادرة على اختراق الدروع.وقال جون ماكونيل، في شهادة أدلى بها أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ, إن من المحتمل أن يكون عدد من القادة الإيرانيين وبضمنهم آية الله علي خامنئي كانوا على علم بذلك.وأضاف أن واشنطن تشتبه في أن حرس الثورة الإيرانية ولواء القدس -وحدة النخبة بالجيش الإيراني- يقدمون هذه الأسلحة المعروفة اختصارا بـ "EFP” إلى المليشيات الشيعية العراقية، وأشار إلى أن هذه الأسلحة أودت بحياة 170 جنديا أميركيا. كما ذكر مدير الاستخبارات أن إيران تعتبر مصدر قلق يتخطى طموحها النووي، وأن الكثير من العوامل أدت إلى تضخيم تأثير طهران بالشرق الأوسط، وأشار بهذا الصدد إلى سقوط نظام طالبان بأفغانستان وإعدام الرئيس العراقي صدام حسين وعائدات النفط المرتفعة والقوى المتزايدة "للمجموعات الإرهابية مثل حركة (حماس) وحزب الله".ورأى أن إيران في عهد حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد "تنمي قدرتها العسكرية بهدف فرض سيطرتها على منطقة الخليج، فضلا عن دعمها نشاطات إرهابية في الخارج كمساعدة حزب الله على قتال إسرائيل, وزعزعة استقرار حكومة لبنان إضافة إلى تطوير أسلحة نووية وتخزين صواريخ بالستية".وحذر ماكونيل من أن "يتحول حزب الله إلى مهاجمة المصالح الأميركية، إذا شعر أن وجوده أو وجود إيران مهدد". ونبه أيضا إلى دور سوريا في هذا الموضوع كونها تدعم مجموعات إرهابية مثل حماس وحزب الله، وتعزز تحالفها مع إيران". وقدّر أن طهران ستتمكن من إنتاج سلاح نووي في غضون خمس أو عشر سنوات.وعن الحرب على الإرهاب اعتبر رئيس الاستخبارات في أول شهادة له منذ تسلمه منصبه أن "نجاحنا حتى اليوم ضد القاعدة والإرهابيين الآخرين, إضافة إلى قدرتنا على منع الهجمات في الخارج والداخل, يعود إلى مساعدة الكثير من الحكومات الأجنبية مثل العراق والمملكة المتحدة وأستراليا والسعودية وتركيا وأفغانستان وباكستان".على صعيد أخر وصل رئيس إيران محمود أحمدي نجاد إلى الخرطوم في أول زيارة له للسودان, في ظل تصاعد الضغوط الغربية على البلدين بشأن برنامج طهران النووي وأزمة دارفور.وقال أحمدي نجاد قبيل مغادرته طهران إن هذه الزيارة تأتي ردا على زيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى طهران في أبريل 2006, بهدف "توسيع العلاقات".وأجرى الرئيس الإيراني محادثات مع نظيره السوداني ونائبه سلفاكير ميارديت. وقالت وكالة الأنباء السودانية إن الرئيسين سيشهدان توقيع عدد من الاتفاقات الثنائية.وكان مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل صرح عشية الزيارة بأن "السودان وإيران مستهدفان, ويجب أن يواجها ذلك عبر جهد دبلوماسي يهدف إلى شرح مواقفهما بشكل أفضل في التجمعات الإقليمية والدولية" .
