العيد يعني الفرح والبهجة، ليس فقط في عيون وقلوب الصغار ولكن ايضاً عند الكبار، فالعيد ليس فقط خرقة جديدة وعظمة، بل هو حالة من الإشباع والإمتلاء الروحي والمادي لكل الناس، وكل يوم ، وهذا هو ماظل يناضل كل الناس من اجله دون توقف ، وسيظلون كذلك إلى ما لانهاية، فهذا هو مبرر وجودهم، وكينونتهم الأبدية، اجيال بعد اجيال، لكن الجشعين والانانيين كانوا ومازالوا يحولون دون ذلك.عيد الأضحى وعيد الفطر هما عيدان في العام عند المسلمين، وللمتدينين، وغيرهم لهم اعيادهم ، والاحتفال بالعام الجديد ميلادياً أو هجرياً، هو واحد من التقاليد المتكررة، وكذا الاجازات الدينية وغيرها هي كلها لحظات تجديد للنشاط والفرج والبهجة خروجاً عن الروتين اليومي الممل، مع أن العمل حياة ، ولابد ايضاً ان تتخلله اجواء الفرح والبهجة والمسرة والرضا عن النفس وعن الواقع المعاش، بالتحرر من كل المنغصات التي ترافق علاقات العمل الجماعية. ان تكون كل أيامنا اعياداً، يعني ان تختفي “التكشيرة” من وجوه البشر، وتسود بدلا عنهاً الابتسامة، وان تكتسب حياتنا قدراً أكبر من الصفاء والنقاء الإنساني، والإبداع البشري عموماً ، وان يغادر الناس كراهيتهم وبغضهم وحسدهم، وان تسود لغة الحوار والتفاهم بينهم ، وان يغادروا نزعة التوحش والتمنطق بالسلاح عند منازعاتهم، وان يحتكم الجميع لقوانين العقل والمنطق والحق، دون تزييف أو كذب أو خداع.ومن اجل ان تكون كل ايامنا أعياداً وتسود حياتنا روح الفرح والبهجة والمسرة، لابد من مغادرة روح التآمر عند البعض، وان نواجه جميعاً كل اشكال البلطجة والصعلكة ، والفهلوة والجدعنة الزائفة، ونترك التدليس والغش، وكل اساليب النهب لحقوق الاخرين، وان يطبق ميزان الحق والواجب على جميع البشر دون تمييز أو استثناء، بهذا تكون لحياتنا معنى ومغزى وقيمة عند الجميع، وبهذا فقط نحقق ذاتيتنا الفردية والجمعية، ونؤكد إنسانيتنا ومواطنتنا، وكل عام وأنتم بخير.
أن يكون كل يوم عيداً
أخبار متعلقة