
أشجار اللبان والتحنيط
بدأت استخداماتها في عصر الفراعنة، حيث استُخدم اللبان في التحنيط والطب وطرد الأرواح الشريرة أو استحضارها. ومع ذلك كانت المجتمعات المحلية في دول أفريقيا واليمن والهند وعُمان وسقطرى تستخدمها قبل ذلك بكثير.
في عهد الفراعنة تطور استخدام اللبان حيث استُخدم في التحنيط والطب وطرد الأرواح الشريرة أو استحضارها. ولعبت هذه الأشجار دورًا مهمًا للغاية في الثقافة البشرية، وكانت تُعتبر «الذهب الأبيض» في ذلك الزمان.
حتى اليوم لا تزال تُستخدم في الطب وصناعة مستحضرات التجميل والعطور وغيرها.
11 نوعًا موطنا (نادرًا)
تتواجد أشجار اللبان في دول أفريقيا والهند وعُمان واليمن وأرخبيل سقطرى. ويُعد أرخبيل سقطرى المكان الوحيد في العالم الذي يحتوي على أعلى تنوع لأنواع هذه الأشجار، حيث يوجد فيه 11 نوعًا متوطنًا (نادرًا)، أي أنها لا توجد في أي مكان آخر في العالم إلا في سقطرى.
تحديات مناخية
تُواجه هذه الأشجار العديد من التحديات مثل التغير المناخي والرعي الجائر وغيرها. فقد تضررت بشدة خلال إعصاري «ميج» و«تشابالا» في عام2015م، حيث فقدت العديد من غابات اللبان أكثر من 70 % من أشجارها.
كما يشكل الرعي الجائر تهديدًا كبيرًا، حيث يقضي على الشتلات الصغيرة ويعيق عملية النمو الطبيعي لهذه الأشجار.
إعادة زراعة الأشجار
في عام2016م بدأت جهود لإعادة زراعة أشجار اللبان المتضررة من الإعصارين عن طريق أخذ فروع من الأشجار المتضررة وإعادة زراعتها في الحدائق المنزلية ضمن نطاقها البيئي الطبيعي، بدعم من مشروع UNDP. تمت إعادة زراعة ما يقارب 1500 شجرة في 70 حديقة منزلية.
في عام2019م أُجريت دراسات ميدانية شاملة لتقييم تأثير الرعي الجائر والتوزيع الجغرافي لأشجار اللبان، بالإضافة إلى اختبار قدرة إنبات البذور لجميع أنواعها في سقطرى.
اكتشاف أنواع جديدة
بعد سبع سنوات من العمل الميداني بالتعاون مع خبراء دوليين والفريق المحلي في الأرخبيل، وبدعم من مؤسسة فرانكلينيا لحماية أشجار اللبان المتوطنة المهددة بالانقراض، تم تحليل جميع التهديدات التي تواجهها هذه الأشجار.
الدراسات أظهرت أن جميع أشجار اللبان في سقطرى معرضة للخطر، حيث انتقل أربعة أنواع من وضع «معرض للخطر» إلى «مهدد بالانقراض»، بينما تم تصنيف ثلاثة أنواع أخرى من «مهدد بالانقراض» إلى «مهدد بالانقراض بشدة». وجميعها مدرجة الآن في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).
خلال البحث الميداني في السنوات السبع الماضية، تم اكتشاف أنواع جديدة من أشجار اللبان تم تصنيفها مؤقتًا كأنواع هجينة، وقد تكون أنواعًا جديدة تمامًا.
مسؤولية مشتركة
حماية هذه الأشجار مسؤولية مشتركة بين السلطات المحلية في سقطرى والحكومة اليمنية. لذا نطالب هذه الجهات باتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على هذه الأشجار من الانقراض قبل فوات الأوان.
*باحث متخصص في المجال البيئي