
هل يُعقل أن تعيش العاصمة الاقتصادية والمؤقتة عدن في ظلام دامس والاكتفاء بالكاد بساعتين لاصي مقابل عشر ساعات طافي، بالرغم من وجود قيادات الدولة والحكومة فيها.. لكنهم لا يعيشون ما يعيشه ويتجرعه المواطن الغلبان على أمره، وما يتم عقده من اجتماعات ولقاءات من قبل القيادات مع الهيئات والمنظمات واللجان رفيعة المستوى والشخصيات و.. يُعد أمرا جيدا وبرتوكولا لازما تنفيذه لكنه أيضا بحاجة إلى ترجمة فعلية على أرض الواقع ولو بأدنى المؤشرات ، لا أن يُصبح بمثابة ذر الرماد ، والاكتفاء بتدوين المانشيتات العريضة ونشرات الأخبار، والنشر والتعميم، فالمواطن بحاجة ماسة إلى خدمات ملموسة، بحاجة الى تحسين وضعه، إلى تخفيف معاناته، الوضع في العاصمة الحبيبة عدن والمحافظات أيضاً أصبح لا يُطاق، ضاقت الأرض ذرعاً بأبنائها، الأسعار في ارتفاع جنوني وهيجان مستمر جراء هبوط سعر العملة المحلية مقابل الريال السعودي والدولار، سعر الكيس الدقيق ستون الف ريال اي أنه يساوي راتب الموظف الذي خدم الوطن سنوات عديدة ناهيك عن عدم حصوله على هذا الراتب الزهيد الذي لا يكفي أصلاً لشراء كيس دقيق بالأساس، فما يمر به المواطن والوطن بشكل عام من محن وجروحٍ غائرة وأوضاع متردية ليست هينة، وليس مستحيلا على وُلاة الامر وقيادات الوطن العمل على تحسين تلك الأوضاع ولو بشكل نسبي تدريجياً، ولكن ما يشهده القاصي والداني عكس ذلك (شر البلية ما يُضحك)، كلما قُلنا عساها تنجلي قالت الأيام هذا مبتداها، وكلما صفت غيمت، فإلى متى يستمر هذا الوضع وماهي مآلات وعواقب الاستمرار بإدارة هذه البلاد بهذه الطريقة.
الوضع جدا حرج وليس بحاجة إلى تشخيص او استكشاف ودراسات توضح ذلك وليس بحاجة إلى معجزات وخوارق، لحل تلك الأوضاع، متى ما وجدت الإرادة القوية والقرارات الصحيحة والسليمة لتلك القيادات.
المواطن مرن ومتجاوب، جادٌ للعمل والكفاح ومستعد لدعم وتعاون الحكومة متى ما بدأت وبادرت الحكومة بالتعاون معه والأخذ بيده ولكن للأسف الشديد، ما يتم يشبه قصة ماري أنطوانيت ملكة فرنسا عندما اخبروها بأن الشعب لا يجد الخبز ردت قائلة “إذ لم يجدوا الخبز فليأكلوا البرْيوش” وهو نوع من الخبز الفرنسي الغني بالزبدة والبيض، يميل إلى أن يكون أغلى من الخبز العادي، حيث أصبحت هذه العبارة رمزًا لعدم إحساس أولياء الأمور بمعاناة الشعوب.