ملك الأردن يشير إلى "توافق كبير" حول خطة الرئيس الأميركي وتظاهرة حاشدة في برلين تطالب بإنهاء الحرب




غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
قال ملك الأردن عبد الله الثاني اليوم الأحد إن الأردن "يعمل بالتنسيق مع الأشقاء العرب والشركاء على تفاصيل الخطة الشاملة حول غزة التي عرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على القادة العرب والمسلمين"، مؤكدا أنها شهدت توافقاً بنسبة كبيرة.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن الملك عبد الله أشار إلى "التقارب الكبير مع القادة العرب والمسلمين والتطابق في وجهات النظر مع الدول الصديقة حول التطورات في المنطقة، وبخاصة القضية الفلسطينية والأوضاع في غزة، لافتا إلى الإجماع الدولي حول حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام في المنطقة".
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الأحد إن هناك "فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط".
ولم يقدم ترمب تفاصيل عن إعلانه الذي جاء بعد أيام من تصريحه بأنه على وشك التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة.
وأضاف ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، "لدينا فرصة حقيقية لتحقيق إنجازات عظيمة في الشرق الأوسط. الجميع على استعداد لشيء مميز. شيء سنحققه لأول مرة على الإطلاق".
من جهتها قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الأحد إن التواصل مع الرهينتين متان أنجريست وعمري ميران انقطع "نتيجة العمليات العسكرية الهمجية والاستهدافات العنيفة في حيي الصبرة وتل الهوا" في مدينة غزة.
وطالبت كتائب القسام إسرائيل في بيان "بإيقاف الطلعات الجوية لمدة 24 ساعة ابتداء من الساعة 18:00 من مساء اليوم حتى تتم محاولة إخراج الأسيرين".
وتوغلت دبابات إسرائيلية في عمق الأحياء السكنية في مدينة غزة، اليوم الأحد، بينما قالت السلطات الصحية المحلية إنها لم تتمكن من الاستجابة لعشرات من نداءات الاستغاثة وعبرت عن قلقها إزاء مصير السكان في المناطق المستهدفة.
وقال شهود ومسعفون، إن الدبابات الإسرائيلية توغلت بصورة مكثفة في أحياء الصبرة وتل الهوا والشيخ رضوان وحي النصر، لتقترب من قلب مدينة غزة والمناطق الغربية من المدينة حيث يلجأ مئات الآلاف من السكان.
وبدأ الجيش الإسرائيلي في شن هجومه البري الذي هدد به على مدينة غزة في 16 سبتمبر بعد تكثيف غاراته على وسط المدينة لأسابيع مما أجبر مئات الفلسطينيين على الفرار لكن كثيرين لا يزالون فيها.
ومن المقرر أن يلتقي ترمب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض غداً الإثنين.
وقال متحدث باسم السفارة الأميركية لدى إسرائيل بصورة منفصلة، إن السفير مايك هاكابي سيسافر إلى مصر للقاء مسؤولين مصريين "في إطار المشاورات الدبلوماسية المنتظمة التي تجريها السفارات الأميركية في المنطقة".
ومصر من بين الجهات التي تتوسط بين إسرائيل و"حماس".
وقال الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة في وقت متأخر من أمس السبت، إن إسرائيل رفضت 73 طلباً أرسلتها منظمات دولية لإنقاذ مصابين فلسطينيين في مدينة غزة.

ولم تعلق السلطات الإسرائيلية بعد. وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إن قواته وسعت نطاق عملياتها في المدينة وإن خمسة مسلحين أطلقوا صاروخاً مضاداً للدبابات باتجاه القوات الإسرائيلية وقتلوا على يد القوات الجوية الإسرائيلية.
بدوره قال الجيش الإسرائيلي، إنه خلال الساعات الـ24 الماضية، قصفت القوات الجوية 140 هدفاً عسكرياً في أنحاء غزة، بما في ذلك مقاتلون وما وصفها ببنية تحتية عسكرية.
وأكدت السلطات الصحية المحلية أن خمسة أشخاص في الأقل سقطوا قتلى في غارة جوية على حي النصر في غزة. وأبلغ المسعفون عن مقتل 16 شخصاً آخرين في غارات على منازل في وسط غزة، ليرتفع عدد القتلى اليوم الأحد إلى 21 في الأقل.
وتسبب الحصار العسكري الإسرائيلي في كارثة إنسانية في جميع أنحاء غزة. وقالت منظمة الصحة العالمية إن أربعة مرافق صحية في مدينة غزة توقفت عن العمل هذا الشهر. وذكرت الأمم المتحدة أنه تم إغلاق بعض مراكز علاج سوء التغذية.
وتشير تقديرات برنامج الأغذية العالمي إلى أن ما بين 35 ألف و40 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة منذ أغسطس الماضي، لكن مئات الآلاف بقوا هناك. وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى وجود نحو مليون فلسطيني في مدينة غزة خلال الشهر الماضي.
وبدأت إسرائيل حملتها على قطاع غزة منذ ما يقارب عامين في أعقاب هجوم قادته "حماس" على إسرائيل التي قالت إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
ووفقاً للسلطات الصحية في غزة، قتلت القوات الإسرائيلية منذ ذلك الحين أكثر من 65 ألفاً في القطاع. وتسببت الحرب في نزوح جميع السكان تقريباً وأصابت المنظومة الصحية في القطاع بالشلل.
وقالت حركة "حماس" إنها لم تتسلم من الوسطاء أية مقترحات جديدة في شأن وقف الحرب على قطاع غزة، مؤكدة أن المفاوضات متوقفة منذ محاولة اغتيال قادة الحركة في الدوحة.
خلال الوقت نفسه، أشارت الحركة الفلسطينية ضمن بيان لها اليوم الأحد إلى "استعدادها لدراسة أي مقترح يصل إليها من الوسطاء بكل إيجابية ومسؤولية". ويأتي ذلك بعد تقارير إعلامية تحدثت عن خطة من 21 بنداً عرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على قادة عرب ومسلمين اجتمع بهم أخيراً في نيويورك.
إلى ذلك تظاهر عشرات الآلاف في شوارع العاصمة الألمانية أمس السبت، مطالبين بوقف الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
ورفعت حشود كبيرة أعلاماً فلسطينية ولافتات كتب عليها "الحرية لفلسطين" و"الغذاء والماء حقوق إنسانية"، أثناء سيرهم أمام مبنى بلدية برلين.
وقال داستن هرشفيلد، الذي شارك في تظاهرة "معاً من أجل غزة"، لوكالة "الصحافة الفرنسية"، "اليوم يمكننا أن نرسل إشارة مفادها أن الغالبية التي تعارض سياسات إسرائيل والإبادة الجماعية، موجودة في الشوارع ويمكنها التحرك".
واختتم المتظاهرون مسيرتهم عند نصب عمود النصر في برلين، حيث نظم تجمع وحفل موسيقي لمغني الراب وفناني الهيب هوب.
وقدرت الشرطة أن نحو 60 ألف شخص شاركوا في التظاهرة والتجمع الذي نظمه حزب اليسار ومجموعات من المجتمع المدني. بينما أفاد المنظمون بمشاركة نحو 100 ألف شخص.
ونشر نحو 1800 شرطي لمواكبة التحرك.
كما اتهم حزب اليسار الحكومة الألمانية بالصمت إلى حد كبير عن تدهور الوضع الإنساني في غزة.
وأثناء دعوته الناس للمشاركة في التظاهرة، حث الحزب الحكومة على "اتخاذ إجراءات وزيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإجبارها على تغيير نهجها".
وبحلول الساعة 18:00 بتوقيت غرينتش، كان الحدث سلمياً.
وتسلط التظاهرة الضوء على الغضب المتزايد والتغييرات في المزاج الشعبي في ألمانيا.
وحظيت إسرائيل تاريخياً بدعم واسع النطاق في ألمانيا، بينما تعد برلين من أقوى حلفائها.
ولكن مع استمرار الحملة العسكرية في غزة، تزايد الغضب على المستوى الدولي.
ومع الوقت، صعدت برلين انتقاداتها، إذ أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس في أغسطس أن حكومته ستفرض قيوداً على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل.
غير أن منتقدي ميرتس يرون أنه لم يقم بما يكفي.
وحتى الآن، امتنعت ألمانيا عن فرض عقوبات على إسرائيل، كما أشارت إلى أنها غير مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية، على عكس عديد من حلفائها الغربيين.
من ناحية أخرى، تظاهر آلاف الإسرائيليين، مساء أمس السبت، في تل أبيب للمطالبة باتفاق لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك قبل يومين من اللقاء المقرر بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن.
وأثناء تجمعهم في ساحة الرهائن، رفع المتظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها "جميع الرهائن، أعيدوهم إلى ديارهم الآن".
وقالت ليشاي ميران لافي زوجة أومري ميران الذي لا يزال محتجزاً في غزة، إن "الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنع الانزلاق إلى الهاوية هو اتفاق كامل وشامل ينهي الحرب ويعيد جميع الرهائن والجنود إلى ديارهم".
وفيما توجهت مباشرة إلى الرئيس الأميركي، حثته على استخدام "نفوذه على رئيس الحكومة نتنياهو"، مؤكدة أن "إطالة أمد هذه الحرب لن تؤدي إلا إلى تعريض أومري والرهائن الآخرين لخطر أكبر".
كذلك، دعا رونين أوهل الذي لا يزال شقيقه محتجزاً في غزة، نتنياهو إلى التوصل إلى اتفاق هدنة. وقال "لا رسائل، لا بيانات، لا تأخير. هناك فرصة الآن، هناك وقت يمكنك فيه الاختيار أن تكون قائداً".
وحذر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، نتنياهو من التوصل إلى اتفاق. وقال في منشور على منصة "إكس"، "سيدي رئيس الحكومة، ليس لديك تفويض لإنهاء الحرب من دون هزيمة حماس بشكل كامل".
ويعتمد نتنياهو الذي لم يعد يتمتع بالغالبية المطلقة في البرلمان، على حلفائه من اليمين المتطرف.
ويرفض هؤلاء أي اتفاق مع "حماس" لإطلاق سراح الرهائن، بينما يدعون إلى استمرار الحرب حتى القضاء على الحركة.

وفي سياق ذي صلة، غادر "أسطول الحرية" المكون من 10 سفن محملة بمساعدات إنسانية ميناء كاتانيا في صقلية أمس السبت، بهدف "كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة".
وعلى متن هذا الأسطول نحو 60 شخصاً من 15 جنسية مختلفة، بينهم برلمانيون فرنسيون وأوروبيون آخرون.
ومن المتوقع أن ينضم الأسطول الجديد الذي أطلقه تحالف أسطول الحرية و"ثاوذند مادلين" الذي تأخر انطلاقه بضعة أيام، إلى سفن أسطول الصمود الموجود حالياً قبالة سواحل جزيرة كريت اليونانية.
وأبحر عدد من سفن أسطول الصمود من كاتانيا في 13 سبتمبر.
وقال تحالف أسطول الحرية و"ثاوذند مادلين" في بيان نشر على موقعه الإلكتروني، "هذه البعثات المدنية تشير جميعها إلى أن المطالبة بإنهاء الحصار الإسرائيلي لا يمكن إسكاتها أو ردعها".
وأوضح المنظمون في مؤتمر صحافي، أمس السبت، في كاتانيا، أن "معظم سفننا تحمل إمدادات طبية وأغذية جافة ومواد مدرسية، إذ تم تحديد هذه الأمور كأولوية قصوى من قبل الفلسطينيين على الأرض".
وقالت تان صافي المتحدثة باسم التحالف، "لن نتوقف مهما كلف الأمر. نحن نبحر لكسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة، الذي حرم الفلسطينيين من حقهم في تقرير مصيرهم وسيادتهم وحرية تنقلهم، من بين انتهاكات أخرى لحقوق الإنسان"، مشيرة في الوقت ذاته إلى المحاولات السابقة التي قامت بها سفن إنسانية للوصول إلى غزة والتي منعتها إسرائيل في الأشهر الأخيرة.
وأضافت، "لا ينبغي للحكومات أن تتدخل موقتاً فقط من خلال التعبئة من أجل مواطنيها على متن السفن التي ترافقها الآن، بل أيضاً من أجل الفلسطينيين في غزة"، وذلك في إشارة إلى السفن العسكرية التي أرسلتها إسبانيا وإيطاليا لمساعدة أسطول الصمود بعد تعرضه لهجمات بمسيرات ليل الثلاثاء الأربعاء.
من جانبها، دعت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ميليسا كامارا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى "حماية الأساطيل حتى نتمكن من توصيل المساعدات التي نريد تقديمها إلى قطاع غزة لإنقاذ الأرواح".

أما النائبة الفرنسية ألما دوفور التي تشارك أيضاً في الأسطول، فقد قالت "أود أن أقول للحكومات، للحكومة الفرنسية على سبيل المثال، إننا هنا بسببها، بسبب تقاعسها"، مضيفة "نحن نخاطر بحياتنا لأنهم لم يفعلوا شيئاً (لوقف) هذه الإبادة الجماعية، ويتركون إسرائيل تدمر حياة مليوني غزي وتدمر الضفة الغربية".
واندلعت الحرب في قطاع غزة في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة "الصحافة الفرنسية" استناداً للأرقام الرسمية.
وأودت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بما لا يقل عن 65926 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لأرقام وزارة الصحة التابعة لـ"حماس"، التي تعدها الأمم المتحدة موثوقة بها.