لا عجب إن قلت لك إننا نعيش في زمن البجاحة، حيث مات فيه الحياء وانتهى زمنه، أصبحنا اليوم في زمن كل شيء فيه بجاحة، بل أن من البجاحة ان تكون مخطئا ثم تترك فشلك وتحاسب الآخرين، يفشل وزير الكهرباء في إصلاح المنظومة الكهربائية أو لايستطيع تلبية احتياج المواطن من الكهرباء، والمفروض أن يقدم استقالته ويقول فشلت لعل غيري يكون أفضل، ولكن البجاحة هو أن ترمي فشلك على المواطن انه لايسدد الفاتورة، وزير يستلم معاشه الشهري سبعة آلاف دولار ثم يتبجح على المواطن المسكين الذي يستلم ثلاثين دولارا ويمكن أقل من ذلك.
من البجاحة أن القادة العسكريين ورجال الدولة والمسؤولين يستلمون مخصصات شهرية من عشرين الف لتر من الديزل والبترول لتشغيل منازلهم وسياراتهم ثم تتوقف الكهرباء لعدم توفر الديزل، البجاحة ان يتوقف التعليم الاساسي العام لعدة أشهر ولا يزال وزير التعليم في منصبه وكأن شيئا لم يكن، و لا عجب إن قلنا إننا أمام حكومة بجحة بكل أعضائها حيث فقدت قيادة الركب وبوصلة النجاة في انقاذ هذا الوطن البائس، الذي خرج من حروب أهلية طاحنة منذ عشر سنوات مضت، ولا تزال فيه موازين العمل والإصلاح متعسرة و معطلة، ولا تستطيع تسيير حياة الناس والخروج بهم من تلك المعاناة والقسوة التى يعيشونها كل يوم، مات الحياء السياسي ومات زمنه وأصبحنا في زمن البجاحة.
قد لا أفهم كثيرا في العولمة و لا السياسة ولا الاقتصاد، ولا دنيا البنوك ورقص الديوك وسياسة طيور المحاصصة دون مكاشفة، انما افهم حين يفقد المواطن قيمة معاشه الشهري الذي يقتات منه هو واولاده، ويضرب الجوع أطناب كبده وهو يبتلع ريقه حسرة وندماً أمام انهيار قيمة الريال اليمني السعرية مقابل العملات الصعبة الاخرى، انه زمن البجاحة حيث أصبح راتب المواطن لم يعد يساوي قوت أسبوع منذ وُليتُم علينا، حكومته عاجزة عن المساعدة أو انتشال البلد من هذا الضياع المخزي، أفهم أنها حكومة فاشلة انما بجحة ومات الحياء فيها لانها لاتزال تمارس عملها، بينما الحقيقة هي خارج نطاق التغطية بل خارج الوطن، كل شيء متوقف عن العمل، التعليم توقف بسبب إضراب المعلمين عن العمل بحجة المعاش الزهيد الذي لايفي بقوت عيشهم، اسودت الدنيا فيك عدن لاكهرباء ولا تعليم، فشل ذريع للحكومة وعجزها عن توفير الخدمات والحد الأدنى للعيش الكريم للمواطن، البجاحة أن الفي موظف حكومي ومسؤول يستلمون بالدولار من ميزانية الدوله، يغشون ويكذبون على المواطن كل يوم ومطلوب منه أن يصدقهم، لا عجب إن قلت لكم إننا نعيش في زمن البجاحة، وانتهى زمن الحياء .