طاهر المقرمي رحل من أوغل في الحب وما اختار إلا أن يكون سرمدي التلحف بقوافي الهيدراء معشوشبا كفل تعزي مفروز لا يدري أي يد ستحمله ولا أي أيام بكر سترحق شذاه...أكرم الله من أدرك أن للدهشة سرداباً وللخوف سراديب وللنفس سدوداً تروع مفازتها إيغالا في روح تصطلي النزق لتبقى مشتعلة لا تأبه أن عاقبة العود المشعل الحرائق ..انطفأ..رحم الله من غاور في الأيام ينحت بأظافره ملامح بسمة لم تصمد أمام قساوة مفرمة الأيام مناجزة مراحل الانتهاء بدرب يبتدئ يوم تولد ضوء شفيف مد أشذاه ثم سحبها مخلفا عتب مطر الصيف وبراكين في صدور لم تمنحها السماء رخصة حفلة تصاف تليق بقلوب لم تتقن غير الطهر...فأدينت بسذاجتها في زمن تمجيد الغربان...لقد سالت روحه من عنق زجاجتها تاركة الضوء قاب قوسين من رهق الندم..فاردة أجنحة حسرة تساور السؤال الكبير :لماذا يموت أكثر من يستحقون الحياة؟؟لماذا لاتقطف غير السنابل الممتلئة؟لماذا لم تمت أبكر قليلا يارمزي ؟؟؟!! أبكر من أن أعرفك لتقهرني بموتك أو لماذا لم تمت أبعد من موتي ؟؟ فتجنبني نفس المصير....شظايا الحزن تنهش حتى شعر حواجبي!! لم أتعود أن يحملني الراحلون ثمالات عتاب أو بقايا صورة من جفاء أو نزق روح ..قدر ما تشتعل قدر ماتطفئ ثورتها كلمة باردة..أو فنجان وداد !!تعودت أن أحمل من يرحل عني هدايا إحساس وورود ذكرى لا تذبل ..هل كنت تدري يا محمد البذيجي حين أطلقت عقال جنون ضوئي في(جدل)..أنك جعلتني قرب مفازة الحرف أتقي أصابع تلوك لضوئي غرابيل الحلكة؟ وجعلتني أقترب منها ومن رمزي بأجمل لوحات البهاء والترامي في معبد الحرف سدنة للجدل المحيي المثمر ضوءا وحروفا جذلى بماء الإبداع وزهرات الحرف الباسق الفرع حتى السماء التاسعة.. ثم نختمها بمسودة أصدقاء ألدااااااء....الهياجم..منصور النقاش..عصام واصل .. من يحمل ذنب عتب رمزي من النزق العصبي الطيب طاهر القلب؟؟من يبرئني الآن من وجعي الحائم حولي لا يستطيع فرارا وجهي أو روحي السابحة فوق تعز ليلا مرتدية عباءة سوداء تقف تطالع كوخ رمزي تحت الزخات وتسال هل في حبات المطر ما يغسل عتب الراحلين؟!من يلقيني بقارعة من الأمس لأنيخ أقدامي قبالة كوخه وأعتذر عن شيء تافه صار الآن دينا متراكما مسيجا بالآهات وندم الدمع وثمالات الوجع المسمى: ليته لم ...!وليتنا لم .....رحم الله من أيقظ أوردتي للبوح وأطلق أجيادي..أتذكر يوما رمزي حين قلت لي (مشكلتك أنك تتعامل مع الناس بطهر وتتوقع منهم إدراك طهرك ومعدنك بحسن نية مغرقة لا منتبها للبس الظن وغبش الريب ..خذ حذرك يا صاحبي فأنت تعيش في عام ألفين وأقلب ....)لكنك حين أرهصت كبرياءنا لم تتذكر ما قلت ولم نمنح القلوب من الانحناء للكبر وتركتني الآن لأسقط معك وبك في بئر ذاكرتي بوجع أكبر..رحم الله من فاجأني بالغياب ولم يفاجئني بطول العتاب.. قد ضعنا يا صديقي خارج البلاد وداخلها وتقاسمنا متواليات الأحلام المتهتكة بقدر وبغير قدر..رغما عن ذكائنا وإتقان خطط لا يعترف القدر معها بأكثر من حرفين (كن)... فيكون.وحقا لقدكنت وكنا بشرا آفلين ونجوما في أرض لا توطن النجوم .. بل أنصاف البشر ..أنصاف الإحساس...أنصاف التفكير ..وكل العبث .رحم الله من لم يهبط للعشب ولم يترجم لغة النجوم منثالا بين جدران الحياة في انزواء من يعلم أن النهايات غير الطبيعية تحتاج جنونا أكثر من طبيعي ..رحم الله من أسقط ذاكرتي في متواليات حسرة وأتم سلامه بإنزواء.. وما أنتظر أن يعيش وهج الثورة ولا أنتظر أن تتصافى قلوب لم تعرف الحقد..رحم الله، فارساً ترك حواسي تصلبني على فارقة قلبه أكابد سياط الحسرة وأتون الاعتراف بحجم سذاجة أطفال تلبستني..والسؤال المقذع ..لماذا تركنا أنفسنا تتآلف مع لحظات عمياء راكضين في صحراء جفاء..؟؟دون روية ..تاركين حكايانا الجميلة ولحظات الإزدهاء مسورة بالعتب مهجورة من ضوء وعطر وأنس الأصدقاء ..سادرين صداقة تعرف دون إشفاق..رحم الله قلبك وإحساسك وصبرك وأثابك عن حسرات قلبي حسنات بعدد النجوم التي تفتقدك في تعز وبعدد ذرات جدران كوخك ..لقد نويت عمرة لوجه قلبك فادع الله أن يوفقني فيها وأن يكتبها بأجرك تعويضا من قلبي المرهق بجنون منذ خبر أنعتاقك عن هذا المدى لتشرق في مدى آخر هناك،..وأعلم أن حسنات قلبك الجميل تكفيك عن سعي قلبي لكنها ستكون لقلبي أجمل تعويض لك عن عدم تصافي قلوب لم تعرف الحقد.. سامحتك من كل أقاصي القلب عن كل شيء ظاهرا وباطنا .. فسامحني أنت كذلك ولا تعاقبني بجدل عتاب..فقلبي الآن مكشوف لك..وقد كفانا منك عقاب الفقدان والغياب..سمع الله تسبيح جدران كوخك الذي لن ينطفئ..فهل تسمع حنين جدرانه إليك؟.
|
ثقافة
محاولة يائسة لرثاء صاحب الكوخ في ذكرى رحيله الأولى
أخبار متعلقة