طارق حنبلة[c1]الشبيبة المثقفة وواجباتها الوطنية[/c]من نافل القول أن الشبيبة المثقفة والواعية والمدركة القيمة دورها في المجتمع هي الفئة التي تستحق أن تقود المشتغل وتحمل رايات التجديد الثوري برؤى واعية وملتزمة بأسس التجربة الديمقراطية الوطنية التي ولدت من رحم مجد الثاني والعشرين من مايو العظيم .. ذلكم اليوم الأغر الذي سطر فيه اليمانيون بأحرف من نار ونور ملحة الوحدة اليمنية المباركة على أسس سلمية وديمقراطية كانت بمثابة بوابة عظيمة لولادة مفاهيم وقيم ومثل إنسانية غاية في الروعة من خلال نوافذ عصرية نبيلة في حضارتها وإشراقاتها الوطنية المجيدة.وفي ظل هذه الأوضاع السياسية والاجتماعية والإنسانية المؤسفة التي يعيشها الوطن الحبيب واتساع رقعة الأزمة السياسية الخانقة في حياتنا إلى حد فاق كل التوقعات والاحتمالات فإن الشبيبة مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى السعي والبذل والنضال لتحقيق الآتي:محاولة تقريب وجهات النظر بين فرقاء السياسةنبذ العنف ولغة القتل وسفك الدماء بكل الوسائل الممكنةالتمسك بقيم وأدبيات الحوار السياسي كشرط أساسي لإحلال السلام والوئام الاجتماعي.محاربة ثقافة الحقد والبغضاء والكراهية بين أبناء الوطن الواحد.ترسيخ وتعميق أسس العمل التعاوني والتكافلي والأخذ بيد الفقراء والبسطاء الذين طحنتهم هذه الأزمة المخيفة.صيانة الدم اليمني من الأذى سواء من جانب المعتصمين أو من جانب رجال الأمن والجيش فالدم اليمني مقدس ومحرم ولا يجوز العبث والمتاجرة به.العمل بمختلف الوسائل والطرق لرأب الصدع السياسي والاجتماعي والنفسي والروحي بين جماهير الشعب وفئاته المختلفة وتنمية لغة الحب والتفاهم والإخاء والمودة حتى تحقيق الحل السياسي العادل والمتوازن بعيداً عن اللهجة الانتقامية وصيغتها القديمة الحمقاء (تصفية الحسابات الشخصية) والعياذ بالله .. نحن بحاجة إلى التسامح والتراحم ولسنا بحاجة لهذا العفن المقرف.الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والتعاون مع رجال الأمن والجيش لحماية هذه الممتلكات تأصيلاً لقيمنا الدينية والاجتماعية والحضارية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ .تغليب المصالح الوطنية العليا فوق كل المصالح الشخصية والحزبية والجهوية فالوطن هو حزبنا الكبير والعظيم الذي عشنا وترعرعنا فيه وتعلمنا منه كيف نكون أناساً خيرين نجسد معاني العطاء والإخاء والحب ولا نخاف في الحق لومة لائم ولا تغرينا أي أطماع أو مكاسب رخيصة تفقدنا احترامنا لأنفسنا وتثير سخط أهلنا وشعبنا الحبيب عنوان الحكمة والطيبة والبساطة .الخروج من أي مساحة تؤجج الصراع وتغذي شهوة العنف والانتقام والعنصرية المقيتة فنحن في هذه المرحلة الصعبة والمؤلمة نحتاج أكثر من أي وقت مضى لروح التعاون والتسامح والحب والإخاء والبعد عن كل ما ينمي الأحقاد والبغضاء واللغة الانتقامية .أتمنى من إخوتي الشباب السير على هذه الخطى وتنمية أواصر الأخوة والمحبة والتسامح أسلحة حقيقية وفاعلة للوصول إلى مساحة (فعل سياسي سوي) يلج بنا جميعاً بإذن الله إلى واحة نور مضيئة كابتسامات قطرات الندى .
|
ثقافة
محطات ثقافية
أخبار متعلقة