أرى أن رد فعل العسكريين الروس على نية الأمريكيين لنشر عناصر نظامهم الدفاعي المضاد للصواريخ في الأراضي الأوروبية على مقربة مباشرة من روسيا في محله الصحيح. وتمثل رد الفعل الروسي حتى الآن في تصريحات تفيد أن الجيش الروسي يتسلم صواريخ جديدة لا تشكل أي شبكة مضادة عقبة على طريقها وتوحي في الوقت نفسه بأن روسيا لا تنوي الدخول في سباق للأسلحة ينهك خزينتها. ولكن لا يجوز أن نقول إن الموضوع انتهى ما دامت روسيا تملك صواريخ قادرة على خرق أي شبكة دفاعية وما دامت الولايات المتحدة تقول إن صواريخها المضادة غير موجهة ضد روسيا، فالأمر في غاية الخطورة من حيث أن المقصود إيجاد موقع لنظام عسكري إستراتيجي تابع لدولة بعينها هي الولايات المتحدة الأمريكية وليس نظاما تابعا لحلف شمال الأطلسي برمته في الأراضي الأوروبية وكأن أوروبا لا تزال تحتاج إلى الوجود العسكري الإستراتيجي الأمريكي بعد 15 عاما من انتهاء الحرب الباردة وهو ما يطرح عددا من الأسئلة يأتي في مقدمتها هذا السؤال: ألن تجهز الصواريخ الأمريكية المزمع وضعها في الأراضي الأوروبية برؤوس نووية؟ وقد سمع في موسكو من يدعو إلى ضرورة الانسحاب من الاتفاقية التي وقعها الاتحاد السوفيتي مع الولايات المتحدة لإزالة الصواريخ المتوسطة والأقل مدى في خطوة تسبق نشر صواريخ روسية متوسطة المدى تستهدف "الموقع الأوروبي" للنظام الدفاعي الأمريكي المضاد للصواريخ. وهل ثمة مخرج من هذا الوضع؟ في تصوري فإن البحث عن المخرج يجب أن يتم من خلال المباحثات بين روسيا والولايات المتحدة لكي تكون هناك مكاشفة كاملة بخصوص ما يفعله الأمريكيون لتجهيز ما يسمونه بالموقع الثالث لنظامهم الدفاعي الوطني بالقرب من الحدود الروسية، وهي مكاشفة من شأنها أن تتيح لروسيا ألا تخرج عن نطاق إجراءات مناسبة. [c1]أكاديمي روسي، رئيس الوزراء السابق
مبادرة أمريكية تعيد إشعال نار الحرب الباردة ؟
أخبار متعلقة