عبدان دهيسيا شاكي السلاح شوف الفجر لاح حط يدك على المدفع زمان الذل راح .هذه الكلمات للشاعر الوطني الكبير المجاهد .. " ابن لحج " .. المرحوم / عبدالله هادي سبيت – اللي توفى يوم الأحد الماضي في مدينة تعز وقبر فيها – قالها زمان في " الخمسينات " .. أيام " الاستعمار البريطاني " – المحتل للشطر الجنوبي من الوطن .. ليلهب بها حماس الشعب للكفاح المسلح ضد الاستعمار .. وهكذا كانت الكلمة .. لا تقل وقعاً عن " لغة السلاح " .. فكانت الثورة اليمنية .. وكان الانتصار والتحرر والاستقلال والوحدة للوطن .. مسيرة طويلة من النضال والتضحيات والبذل والعطاء .. لملحمة خالدة اسمها .. " تاريخ وطن وكفاح شعب " .وبعد كل هذه السنين الطويلة .. التي تقارب " نص قرن " من الزمان – أما حان الوقت ونحن اليوم نعيش في " عصر جديد " الذي تحقق بفضل الثورة والجمهورية والوحدة .. أن ننعم بحياة المدينة المتحضرة .. الخالية من السلاح ولغة الرصاص والعنف والقتل والهمجية والثأرات ؟ !! ونرقد ونصحى ونسير ونضحك في هدوء وراحة بال ونعيش حتى ولو كان على " طفر " أما حان الوقت لأصحاب " الريوس المغلقة " والمشفرة بالجهل والتخلف .. اللي مازالون يعيشون خارج ركب العصر والحضارة والحداثة والمدنية .. عصر الكمبيوتر والستلايت والديجتل .. أن يحطوا وينزعوا ويتركوا البنادق والقنابل والمدافع والصواريخ من على ظهورهم وخواصرهم – ولو على قاعدة .. " أن لبدنك عليك حقا " ؟! رحمة بنفوسهم وأجسادهم وحقهم في الحياة والعيش بأمن وأمان .. !!إني أسألهم .. ما فائدة أن يحمل الإنسان على ظهره وحقوه ويداته ويخزن في بيته أطنان من السلاح .. بدال الرز والدقيق والحبوب والكتب والكمبيوتر والجرايد ؟!! – ألم يعرف أمثال هاذولا " الناس – أن حمل السلاح وحيازته .. معناته " الموت " ؟! دون أن يحسبوا حساب للحياة والحب والفرح والسكينة والأمان الاجتماعي .. والعواقب اللي يخلفها السلاح – داخل الأسرة والمجتمع والأهل والعشيرة والقبيلة .. من أيتام وأرامل وثأرات وضياع ونحيب وعويل ؟! وكأنهم قد نسيوا أو تناسوا ما قاله أهل زمان عن حامل السلاح .. " عد نفسك يا قاتل يا مقتول " !!!لقد تحول السلاح – بالأمانة والديانة – وما عندي لكم يا جماعة – من " رمز تقليدي بسيط " للمفاخرة والمباهاة في الحياة الاجتماعية .. إلى " ظاهرة خطيرة " ومزعجة ومقلقة للأمن والنظام والقانون , حيث أنتشر السلاح – انتشاراً كبيراً – .. شبيهاً بانتشار " الجراد في موسم المطر " – بل وزايد قليل – واصبح خارج دايرة القانون وسيطرة الدولة .. وسوقه " حامي " وتجارته رابحة – من دون حسيب ولا رقيب .. وبسبب ذلك أصبح التخاطب بين الناس وحل المخاصمات والخلافات تتم بلغة الرصاص والبنادق والقنابل والمدافع .. ناقص الطيارات – مع تجاهل للحكومة والقضاء والمحاكم – بل ووصل ويصل الأمر بهم و" العنفطة والعونطة احيانا " وفي مرات كثيرة إلى " اللامبالاة " لسلطة الدولة والتمرد عليها والأمثلة أمامنا عديدة – ولأن الأمر وصل إلى ما وصل إليه .. وإلى هذا الحد الذي لم يعد يحتمل وإلى حدود أخرى .. وما خفي كان أعظم – فقد كان قرار مجلس الوزراء يوم " الثلاثاء الماضي " باغلاق محلات بيع السلاح في محله – كخطوة أولى على طريق الصح للخلاص التام من هذي " الظاهرة السيئة " , ونال استحسان ورضى الناس عامة وعشاق السلام الاجتماعي والمدنية .. ويبقى الآن الدور على الجميع لمؤآزرة هذا القرار والانتصار له .. ودعم جهود الدولة ووزارة الداخلية والأمن والدفاع – اللي يبذلون جهوداً كبيرة يستحقون عليها كل الشكر والتقدير .. لتتحقق هذي المهمة الوطنية .. ومن أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة وحماية المجتمع .لنجرب أن تكون حياتنا بلا سلاح .. عندها سنكبر في عيون غيرنا .. فمن السلاح ما قتل .. !!
يا شاكي السلاح
أخبار متعلقة