صنعاء/ سبأ: وجه الاخ عبدربه منصور هادي ، نائب رئيس الجمهورية وزارات التعليم الثلاث بإتباع سياسة القبول في معاهد وكليات التربية بما يلبي الاحتياجات من المعلمين وتطوير برامج الإعداد والتأهيل لهم خاصة معلمي المرحلة الأساسية مع تفعيل آليات التنسيق بين الوزارة وكليات التربية.وفي كلمته في الاحتفال الكبير الذي أقيم في قاعة الزبيري بالمركز الثقافي في العاصمة صنعاء بمناسبة يوم المعلم ، والمتزامن مع يوم الديمقراطية الذي يصادف الــ 27 من ابريل من كل عام قال نائب الرئيس: “يطيب لي في هذا اليوم المبارك السعيد وفي هذا الصباح المشرق ان أهنئكم جميعا وأهنئ الشعب اليمني قاطبة بمناسبة يوم الديمقراطية ، هذا اليوم الذي تم فيه إرساء القواعد الديمقراطية في بلادنا ومن خلاله تمكنت الجمهورية اليمنية من المضي في تأسيس وبناء هذا النظام وصولا لتحقيق نظام ديمقراطي متكامل وهو ما حظي بتقدير واهتمام أبناء الشعب اليمني والمجتمع الدولي”. وأضاف: “ وتواصلا مع هذا النهج وتجسيدا للتوجهات الجديدة للقيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس على عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية وترجمة لبرنامجه الانتخابي تشهد بلادنا هذه الأيام عرسها الديمقراطي المتمثل في توسيع المشاركة الشعبية بانتخابات المحافظين التي ستتبعها انتخابات مديري المديريات، كما ستشهد بلادنا في المستقبل القريب العديد من الخطوات الجادة نحو الإصلاح على طريق الحكم المحلي”. وتابع نائب الرئيس قائلا: “ إن اهتمام الدولة يتعدى الجانب السياسي للاهتمام بالتنمية الشاملة اقتصاديا واجتماعيا وتتركز الاهتمامات بصورة عامة على إيجاد بنية تحتية متكاملة وزيادة الإنتاج وتحقيق معدلات النمو المتوخاة مع التركيز على القضايا الأساسية في التعليم والصحة والطرق والمياه والكهرباء والاتصالات” ، موضحا انه منذ قيام الوحدة اليمنية المباركة عام 1990م وفي ظل الأمن والاستقرار تحققت العديد من المنجزات التنموية في هذه المجالات بالنظر إلى حجم الإمكانيات المتاحة. وواصل القول: “ ومن منطلق أن الإنسان هو هدف التنمية ووسيلتها وباعتبار أن التعليم حق من حقوق الإنسان بالإضافة إلى كونه استثمارا رأسماليا طويل المدى فقد حظي التعليم باهتمام الدولة واعدت لهذا الغرض الاستراتيجيات اللازمة لإصلاحه وتطويره وفق أسس علمية سليمة وتحققت الكثير من الإنجازات في الجانب التعليمي على مختلف المستويات”. واضاف نائب الرئيس: “ وإذا كان التعليم هو مفتاح التنمية وأساس التقدم والتغيير فإن المعلم يعتبر حجر الزاوية في العملية التربوية التعليمية ودوره محوري وأساسي في قيادة العمل التربوي التعليمي كمنظم ومرشد وموجه ومقيم للعملية التربوية التعليمية وهذا يتعدى الدور التقليدي الذي يؤديه المعلم في الحفظ والتلقين وبالتالي فإن هذا الدور الجديد للمعلم يتطلب توافر شروط ومعايير لممارسة مهنته والاهتمام به إعدادا وتدريبا وتأهيلا ومكانة حتى يتمكن من تأدية دوره على الوجه المطلوب”.
واستطرد قائلا :” ومما لاشك فيه أن الاهتمام بالمعلم أخذ أشكالا وأبعادا مختلفة من خلال الإعداد والتدريب قبل وفي أثناء الخدمة ومنحه حقوقه في استراتيجية الأجور بمرحلتيها الأولى والثانية وطبيعة العمل بالإضافة إلى تكريمه معنويا وماديا بمختلف المستويات من المدرسة وحتى الوزارة. وأضاف “ إن الدولة وهي تستقبل هذه المناسبة بما تستحقه من الاهتمام وما لها من دلالات كبيرة في تجسيد قيم الوفاء ورعاية المعلم من قبل الحكومة ممثلة بوزارة التربية والتعليم فإن التكريم الشامل للمعلم في هذه المناسبة وما يلمسه من حفاوة وتقدير من الدولة والمجتمع معا يضع فالمعلمون أمام مسؤولية وطنية كبرى في الإعداد السليم للنشء والشباب بغرس القيم الوطنية والفكر الناضج السليم الوسطى البعيد عن والتطرف ، فالمعلمين معنيون بدرجة أساسية بتلك المبادئ التي تمثل تجسيدا لثقافة المحبة والوئام وتعزيز جوانب الولاء الوطني والوحدة وخلق روح الإبداع والتنافس العلمي الخلاق لبناء جيل قوي متكامل البناء المعرفي والمهني وجعل التعليم ملبيا لحاجة التنمية وسوق العمل ومنسجما مع كافة التحولات المعاصرة ومواكبا للتقدم العلمي والتكنولوجي”. وهنأ الأخ عبدربه منصور هادي في ختام كلمته الأخوة والأخوات المعلمين والمعلمات والعاملين في الإدارات التعليمية بيوم عيدهم ، ناقلا للجميع تحيات وتهاني فخامة الأخ رئيس الجمهورية موجها الحكومة ووزارة التربية والتعليم بمزيد من الاهتمام بالتعليم ، ومواصلة الجهود لإصلاح وتطوير التعليم وتحسين نوعيته . من جانبه اوضح الدكتور عبد السلام محمد الجوفي ، وزير التربية والتعليم ان تكريم المعلمين المبرزين في هذا اليوم يأتي متزامنا مع احتفالات الشعب اليمني بيوم الديمقراطية الـ27 من ابريل الذي أحدث تحولا هاما في تاريخ اليمن الحديث.واشار الى أن هذا الحفل يأتي عرفانا بحق المعلم ودوره في تنشئة الأجيال وغرس قيم ومعاني الحرية والتسامح والوئام ونبذ ثقافة العنف والطائفية والكراهية ، مؤكدا حرص وزارة التربية على جعل المدرسة مؤسسة مستقلة وديمقراطية تعنى بتربية النشء على ممارسة العملية الديمقراطية عبر انتخابات المرحلة الرابعة من برلمان الأطفال التي جرت مؤخرا. وتطرق الوزير إلى الجهود المبذولة لإعادة هيكلية الوزارة ، والعمل على استقلالية جهاز محو الأمية وتدريب عشرات الآلاف من المعلمين ، ترجمة للبرنامج الانتخابي للأخ الرئيس الذي يحتوى على 14 نقطة تتحدث عن التعليم كماً ونوعاً.واوضح الدكتور الجوفي ، ان الوزارة صرفت بدل طبيعة عمل للمعلمين في مختلف محافظات الجمهورية بمبلغ شهري قدره مليار و 850 مليون ريال ، فيما شملت المرحلة الثانية من استراتيجية الأجور والمرتبات مبلغ 21 مليار و800 مليون ريال بواقع ثلاثة آلاف ريال لكل موظف.وتناول وزير التربية الجهود التي تبذلها الوزارة بالتعاون مع ممثلي الدول والمنظمات المانحة والصناديق المتخصصة في مواجهة العجز القائم في بناء المدارس بسبب تزايد نمو السكان.
كما القى الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور ، نائب وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة العليا للاحتفال بيوم المعلم كلمة أشار فيها إلى أهمية هذا الاحتفال الذي يمثل اعترافا بعطاء المعلم ودوره في حياة الفرد والمجتمع باعتباره الأساس في إرساء مداميك صرح التنمية . وقال بن حبتور:” ان المعلم هو محور عملية البناء لما له من قيمة أدبية وثقافية وعلمية وزرع المعاني السامية كقيم الوحدة والسلم الاجتماعي” ، موضحا ان تكريم الدولة للشخصيات التربوية يعد اعترافا معنويا بما يقدمونه من جهود خلال سنوات شبابهم في سبيل تنشئة الأجيال. وألقت الأخت ابتسام عبدالله محمد الدميني ، كلمة عن المكرمين أكدت فيها ان هذا اليوم الذي تتجسد فيه اهتمامات الدولة والمجتمع معا بالمعلم ، يضع المعلمين أمام واجبات متعاظمة من اجل بناء هذا الجيل على أسس وطنية سليمة مرتكزة على الولاء لله والوطن والثورة والجمهورية والوحدة وعلى الاعتدال والتسامح والمعرفة وعلوم العصر بمعزل عن ثقافة التطرف والغلو والتعصب والكراهية والتخلف . وأشارت إلى أهمية غرس القيم الفاضلة والمبادئ الدينية والوطنية الصحيحة من اجل تحصين الأجيال من تلك الاختراقات الضارة والأفكار المنحرفة الضالة والأباطيل الزائفة التي يرددها البعض من مرضى النفوس ، وثمنت اهتمام ورعاية القيادة السياسية والحكومة بالمعلمين ومنحهم الأولوية في برامج وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية واستراتيجية التعليم ، مشيدة باهتمام قيادة وزارة التربية والتعليم في تطوير العملية التعليمية والحراك القائم في ميدان بناء وتعزيز القدرات المؤسسية وإعادة الهيكلة وإصلاح جميع مكونات العملية التعليمية. واختتم الحفل بتقديم أوبريت غنائي بعنوان (بفضلك معلمي) وقصيدة للشاعر احمد علي القاضي، وكذا توزيع الجوائز التشجيعية والدروع والشهادات على المكرمين.