يحتفل شعبنا العظيم اليوم بالعيد الرابع والاربعين للثورة اليمنية ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الظافرة ، وهي الثورة التي انتصر لها الشعب اليمني بكافة قطاعاته، وحماها، وتمثلها دليلاً وحادياً له للولوج الى العصر، والسير في ركب شعوب الأرض المتطلعة الى مستقبل أكثر اشراقاً وتقدماً.لقد مثلت الثورة السبتمبرية الخالدة بوابة ولج من خلالها وبها شعبنا اليمني الى طريق التقدم والرقي والازدهار بعد أن عانى الأمرين من ربقة النظام الامامي الكهنوتي الذي اغلق البلاد في وجه العالم ومارس اشد صنوف القهر والاستبداد للابقاء على الشعب اليمني شعباً معزولاً متخلفاً مسلوب الارادة وعاجزاً عن تقرير مصيره، ولذلك قامت الثورة بسواعد ودماء ابناء الشعب لتخرجه من واقع العزلة والظلام الى رحاب الحياة والنور، فكان له ان يصحو بالثورة ويباشر بتحقيق آماله التي كانت مجهضة، ويخرج من مصاف الشعب المنفعل والسلبي الى مصافات الشعب الفاعل والايجابي، الذي ضرب أروع الأمثلة في قدرته على الفعل الخلاق، والبناء الذي ينسجم مع تاريخه الحضاري العريق.لقد استعاد الشعب اليمني بالثورة هويته الحضارية التي حاول النظام الإمامي وأدها وطمرها تحت رمال التخلف والجهل، وبتلك الاستعادة للهوية الحضارية اثبت الشعب اليمني للعالم أجمع آصالته واستطاع خلال أربعة عقود ونيف حتى ساعة احتفالنا هذا أن يندمج بالعصر الذي يعيش فيه ويكون واحداً من الشعوب التي تمتلك كل مقومات النهوض ومواكبة المتغير العالمي في العلم والسياسة والثقافة والنظام ليتبوأ موقعاً متقدماً بين شعوب الارض التواقة الى التقدم.إن شعبنا اليمني وهو يقف على عتبة العام الخامس والاربعين من عمر ثورته الظافرة، يكون قد بلغ مرحلة من نضج الوعي بالثورة وبأهمية ديمومتها في وعيه ووجدانه وضميره، لتظل الثورة حافزه الدائم للحياة واجتراح الانتصارات والمنجزات العظيمة التي تثبت للعالم باستمرار أنه شعب حي قادر وفاعل ومبدع وتواق الى الأفضل، وهو الأمر الذي يجعل من الثورة وجوداً حقيقياً في وعي الشعب يدفعه باستمرار الي تغيير شروط حياته على نحو يليق بانتمائه الى الانسانية ، ليغير معها واقعه الى الأفضل باستمرار ودون نكوص.
الثورة اليمنية .. شرط الحياة والتجدد الدائم
أخبار متعلقة