لم يكن من السهل على متابعي بطولة كأس لكرة القدم المقامة حالياً في المانيا تقبل إقصاء منتخب البرازيل من البطولة باكراً وهم اللذين اعتادوا على رؤية فرسان السامبا في نهائي المونديال طوال الـ 16 عاماً الماضية, دون أن يكون الحديث بعيداً عن نيل اللقب. وعاشت المانيا ليل السبت - الأحد الماضي أجواء حزينة بعدما تأكد أن أنصار المنتخب البرازيلي الذين بثوا البهجة في شوارع المانيا سيغادرون الى بلادهم مصطحبين معهم خيبة الأمل التي فرضها زيدان ورفاقة للمرة الثانية على البن والكرة.وتأكد للكثيرون في المانيا أن الشعب البرازيلي يتنفس كرة القدم عندما شاهدوا مئات الحسناوات يذرفن الدموع على قارعة الطريق حين أعلن الحكم المكسيكي كارلوس مادينا انتهاء مباراة أصحاب القمصان الصفراء ضد منتخب الديوك بهزيمة غير متوقعة لحامل اللقب الذي جاء الى فرانكفورت بحثاً عن نصر مؤزر حال دونه زين الدين زيدان وكتيبة ريموند دومنيك.ولم تكن خسارة راقصي السامبا موجعة للبرازيليين وحدهم, بل أن الأسى امتد الى كثيرين روجوا البرازيل في السوق الألمانية من خلال عرض أعلامها وقمصانها وتذكاراتها للبيع, ما جعل بضاعتهم تبقى على أرفف المحلات وسجلات حساباتهم تعاني خسائر باهظة بعدما أحجم أنصار المونديال عن شراء تذكارات المنتخبات التي غادرت البطولة, خصوصاً أن محلات بيع التذكارات والأعلام تنافست على شراء ما يتعلق بالبرازيل والمانيا بكميات كبيرة على اعتبار أن فرسان السامبا سيواجهون "المانشافت" في المباراة النهائية وأن تلك التذكارات ستبقى مطلوبة حتى اليوم الأخير من المونديال حين تختتم المباريات بلقاء البرازيل والمانيا في ملعب مدينة برلين!.وعاشت نادلات مطعم متخصص في المأكولات الأوروبية ليلة حزينة عقب اقصاء البرازيل من النهائيات, وهولاء فضلن ارتداء القميص البرازيلي طوال فترة عملهن منذ افتتاح منافسات المونديال على اعتبار أن فرسان السامبا سيرجعون الى ميونخ في الأدوار المقبلة بعدما خاضوا مباراة واحدة ضد استراليا في الدور الأول من البطولة وسيحملون معهم الكثير من المال لصرفه في المطعم الذي راهنت نادلاته على أن البرازيل ستبقى حتى النهاية وأن البقية سيكون مصيرهم الإقصاء قبل نيل اللقب!