يحتاج الشخص الهجين عرقيا واسمه علاوة على ذلك يقترن بعدوين رئيسين لأمريكا من أجل ترشيحه إلى منصب الرئاسة في الولايات المتحدة إلى توفيق نادر لا مثيل له. وهذا أول ما يتبادر إلى الذهن عندما يطرح اسم باراك حسين أوباما عضو مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي البالغ من العمر 45 عاما من ولاية إلينويس الأمريكية. وإن عضو مجلس الشيوخ باراك حسين أوباما نجل اقتصادي من كينيا وأمريكية من ولاية كانزاس يرى أنه لو تسنى له جمع مستمعين بالآلاف خلال حملته كما في حفلات "رولينغ ستوون" فإن هذا يعني أن "البلد متعطش لما هو جديد وآخر". وتفيد بعض مؤسسات استطلاع الرأي العام في الولايات المتحدة أن 62 بالمائة من الناخبين الأمريكان جاهزون للقبول برئيس أسود البشرة في البيت الأبيض. وأرغم السيناتور من إلينويس الآخرين على التحدث عن كفاءته بعد خطابه الرائع في التجمع الوطني للحزب الديمقراطي في عام 2004. وكان جوهر خطابه يتمثل في أن أمريكا أعقد بكثير مما اعتاد السياسيون الراديكاليون والصحفيون تصويرها. فإن البلد جاهز لتجاوز الحاجز المصطنع الذي يفصل بين "الفيل" و"الحمار" أي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أجل الاقتراب عن طريق الوحدة إلى أمانيه. وأما الرئيسي بين هذه الأماني فهو انسحاب القوات الأمريكية من العراق بشكل لائق ومسؤول من وجهة نظر مصير الشرق الأوسط وأمريكا. وبلور أوباما فكرته هذه في وقت لاحق في "مسودة القانون حول تقليص نطاق الحرب في العراق" التي رفعها إلى مجلس الشيوخ في يناير من هذه السنة 2007م. فجاء في المسودة أنه "بالرغم من أن جنودنا أنجزوا في العراق عملا رائعا لا حل عسكري للنزاع هناك بين الطوائف الدينية المتعادية. ولذلك يقترح عضو المجلس إلزام إدارة واشنطن بالبدء في موعد لا يتعدى 1 مايو (أيار) عام 2007 بنقل القوات الأمريكية من العراق إلى الوطن. ولا يجوز أن يبقى هناك حتى مارس عام 2008م أي لواء أمريكي عسكري". وجدير بالملاحظة أن خطة أوباما ليست قطعية كما يبدو للوهلة الأولى. وبالتحديد لا يعارض السيناتور بقاء وحدات عسكرية أمريكية محدودة في العراق للقيام بعمليات مكافحة الإرهاب وتدريب الحرس الوطني والشرطة العراقية. وبوسع الكونغرس تعليق عودة الجنود الأمريكان بصورة مؤقتة. ويبقي معد القانون لنفسه بهذه الصورة حق المناورة (تعدد الخيارات). وعلى العموم لم يذكر باراك أوباما ولم يقترح أي شيء جديد. فقد أخذ الكثير من تقرير لجنة الحزبين المشتركة "بيكر ـ هاملتون". ولكن ما سبب إثارة هذه الكلمات استياء الخصوم وإعجاب المناصرين عندما وردت على لسان هذا السياسي الجديد الأسود البشرة الذي التحق بمجلس الشيوخ منذ فترة قليلة جدا؟ من الصعب تمييز صفة معينة لدى باراك أوباما تتيح له كسب المواطن الأمريكي العادي. يقولون أن هذا لا يقتصر على التشابه بالمظهر مع الرئيس الأمريكي جون كيندي في شبابه بل وهناك تشابه في المواهب. فبوسع أوباما تجسيد الاناقة ببراعة في وقت واحد مع التواضع وهذا ما كان يتصف به جون كيندي. ويود باراك أوباما كما كونداليزا رايس حاليا وكولن باول في السابق تجاوز لون البشرة. وانطلاقا من موجة التعاطف العام المتنامية سيتسنى له هذا. وتقدر عملية الاستطلاع التي أجراها معهد "جيلاب" في فبراير الحالي درجة الدعم للسيناتور من إلينويس بنسبة 21 بالمائة مقابل 40 بالمائة لهيلاري كلينتون منافسته الرئيسية في الترشيح لمنصب الرئاسة عن الحزب الديمقراطي. إن هيلاري تتفوق على أوباما في كافة الاتجاهات. فإلى جانبها تعمل بصورة جيدة "ماكنة" من تكنولوجيي السياسة وكذلك الموهبة في إغواء الممولين للتبرع بسخاء وأخيرا شهرة الاسم أي ما يسمي بالشهرة السياسية. ومع ذلك أن شهرة "كلينتون" تتمثل في "الآثار" التي تركتها فضيحة زوجها مع مونيكا ليفينسكي وفشل إصلاح نظام التأمين الطبي والفضيحة الأخرى المتعلقة بالممتلكات غير المنقولة التي اشتهرت باسم "وايت ووتر". بينما أوباما حر من أعباء الماضي. ولكن أضعف ما لديه قلة الخبرة السياسية. فإن قدمه في مجلس الشيوخ لن يزيد حتى في عام 2008م على 4 سنوات. وعلى العموم أنا أميل إلى تلك الفكرة أن ضجة حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2008 ستفرغ من مضمونها في الصيف القادم عندما سيحدد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي خياره بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما، إذا لم تقترح الأولى على الثاني الترشيح سوية لمنصب الرئيس ونائب الرئيس على التوالي ! [c1]صحافي روسي ومعلق وكالة نوفوستي السياسي
هل من الممكن أن يشغل البيت الأبيض رئيس أسود البشرة ؟
أخبار متعلقة