بغداد / 14 أكتوبر / روس كولفين :الصورة الفوتوغرافية قد تكون مضللة إذ إنها تجمد لحظة معينة ولا تظهر ما يحدث بعد ذلك وهو أمر قد يواجهه المشرعون الأمريكيون عندما يعرض عليهم الجنرال ديفيد بتريوس "لقطته السريعة" عن العراق الأسبوع المقبل. ووعد أكبر قائد أمريكي في العراق بتقديم "صورة واضحة" عن الوضع على الأرض عندما يدلي بشهادته أمام الكونجرس يوم العاشر من سبتمبر بشأن إرسال قوات إضافية قوامها 30 ألف جندي أمريكي للعراق منذ فبراير شباط الماضي والانجازات العسكرية التي تحققت هناك.ومن المستبعد أن تنطوي شهادة بتريوس على مفاجآت كثيرة. فمن المؤكد أن يقول إن سياسته لمكافحة التمرد نجحت في الحد من العنف بين الشيعة والسنة الذي أودى بحياة عشرات الألوف.لكن ماذا يحدث بعد ذلك؟ وفي حين يطالب الديمقراطيون المعارضون وبعض من الجمهوريين بسحب القوات الأمريكية من المتوقع أن يتركز الاهتمام على التوصيات التي سيدلي بها بتريوس.وشنت القوات الأمريكية سلسلة من الهجمات على تنظيم القاعدة ومتشددين من الشيعة هذا الصيف في محاولة لمنعهم من شن هجمات قد تؤثر على "الصورة" التي سيعرضها بتريوس.لكن هذه العمليات من الصعب الإبقاء عليها لوقت طويل وأشار بتريوس هذا الأسبوع إلى انه قد يوصي بخفض القوات في مارس آذار لتخفيف الضغوط على الجيش.وعدد من المشرعين الذين سيستمعون لبتريوس زاروا العراق في الأشهر القليلة الماضية ليروا بأنفسهم أن العنف تراجع بالفعل على الرغم من أن المئات مازالوا يقتلون في تفجير سيارات ملغومة وإطلاق رصاص كل شهر.وقام الرئيس جورج بوش بزيارة مفاجئة للعراق يوم الاثنين الماضي وأعلن أن الوضع الأمني تحسن مما يزيد من احتمالات خفض القوات الأمريكية. لكنه قال كذلك إن أي خفض في القوات يجب أن "يكون من موقف قوة."والأرقام التي اختارها بتريوس لقياس حجم التراجع في أعمال العنف ستواجه على الأرجح مناقشات حامية. ومنعت حكومة العراق الوزارات من إعلان أعداد القتلى.وقال اللفتنانت جنرال ريموند اوديرنو القائد الثاني للقوات الأمريكية في العراق يوم الثلاثاء إن الأسبوع الماضي شهد أقل عدد من أحداث العنف ضد المدنيين وقوات الأمن في العراق في 15 شهرا.وشهد سكان العراق بالتأكيد تراجعا في عدد التفجيرات اليومية والهجمات بقذائف المورتر وإطلاق النار. وتراجع عدد العمليات التي تقوم بها فرق موت طائفية إلى النصف من ما بين 40 و50 يوميا إلى أقل من 20 حسب بيانات الشرطة العراقيةلكن البيانات عن أعمال العنف معقدة.وعلى سبيل المثال فإن البيانات التي جمعها معهد بروكينجز الذي يرصد "تفجيرات القتل الجماعي" في العراق تظهر انخفاضا بنسبة 50 بالمائة في مثل هذه الهجمات في الفترة من فبراير إلى أغسطس لكن عدد القتلى لم ينخفض إلا قليلا.وتظهر بيانات تم الحصول عليها من وزارات عراقية أن 1773 مدنيا توفوا في العراق في أغسطس آب بارتفاع بنسبة نحو ثمانية بالمائة عن فبراير.ومع اعتقاد البعض بأن الحملة لم تفعل سوى إرجاء معركة حتمية على السلطة بين الطوائف والأعراق العراقية وداخلها يطرح سؤال ملح هو إلى متى يتعين الإبقاء على زيادة القوات الأمريكية.فقد قتل أكثر من 600 جندي أمريكي منذ زيادة القوات في فبراير. وتحدث القادة الأمريكيون عن البدء في خفض مستويات القوات في النصف الأول من 2008.واستفادت الإستراتيجية الأمريكية بدرجة كبيرة من تمرد زعماء قبائل سنية على تنظيم القاعدة. ومن المرجح أن يلقي بتريوس في تقريره الضوء على النجاح في إقرار السلام في محافظة الأنبار المضطربة والتي كانت في وقت ما تعتبر أكثر الأماكن خطورة على القوات الأمريكية في العراق.لكن كبار القادة العسكريين الأمريكيين يحذرون من أنه ما لم تبذل الحكومة التي يقودها الشيعة في العراق جهدا أكبر لضم القبائل إلى الحياة السياسية فإنها قد تعود قريبا مرة أخرى إلى قتال القوات الأمريكية والعراقية.وقال انتوني كوردسمان وهو خبير بارز في شؤون العراق مقيم في واشنطن "تراجع العنف (في الأنبار) يرجع أساساً إلى تعاون المقاتلين مع الأمريكيين. أن نفس المقاتلين الذين كانوا يقتلون الأمريكيين قد يعودون لقتالهم مرة أخرى في غضون أسابيع أو أشهر إذا لم تتخذ الحكومة المركزية إجراء."ويقول بتريوس إن الهدف الآن هو التمسك بكل النجاحات العسكرية التي تحققت. ولكن يبقى معرفة ما إذا كانت قوات الأمن العراقية يمكنها بمفردها السيطرة على المناطق التي تم تطهيرها.وقال مايكل اوهانلون المحلل في معهد بروكينجز "يتحول الجيش العراقي بشكل متزايد إلى شريك يعتمد عليه للولايات المتحدة عندما يخرج في دوريات مشتركة لكني لا اعتقد انه في وضع يؤهله للتعامل مع أغلب المناطق بمفرده."وسيقول بتريوس كذلك إن القوات الأمريكية عطلت بشدة نشاط القاعدة في العراق. لكن القاعدة أظهرت مقاومة في الماضي والقادة الأمريكيون يؤكدون ان الحرب لن يتم كسبها على ارض المعركة بل عن طريق تحقيق المصالحة الوطنية.وقال تيد كاربنتر المحلل في معهد كاتو للدراسات "شهدنا بالتأكيد مكاسب متواضعة فيما يتعلق بالوضع الأمني بشكل عام. هذه المكاسب من المرجح ان تكون سريعة الزوال... لان المناخ السياسي مازال صعبا."
تقرير "بتريوس" عن العراق ... لقطة سريعة للحاضر لكن ماذا بعد؟
أخبار متعلقة