التحديات التي تحيط بالمنطقة أكبر من ان نجد لها حلولاً على طرق عقيمة لا تحرك ساكناً في مجريات الاحداث السريعة والمتعاظمة والخطيرة .. ونحن العرب منذ قمة انشاص وحتى اليوم مازلنا وربما سنظل ظاهرة صوتية (على مدار العقود الماضية ) إلا من بصيص ظهر هنا وهناك وفي اعتقادي ان هذا البصيص هو ميلاد قوى جديدة تمتلك ارادة أمة وايمان عظيم لذلك اثبتت بما لا يدع مجالاً للريبة ان الامة تختزن من القدرات والامكانات اكبر مما نتصور وانها قادرة ان تحقق النصر في اية لحظة وأي مكان وزمان عكس ما ترسخه الانظمة العربية وكرسته طوال سنوات وعقود عززت فينا منطق الانكسار والفشل والهزيمة وأخيراً ( الانبطاح) .. والتسليم بما هو آت من خلف المحيط .ونحن اليوم على أعتاب قمة عربية جديدة نتذكر قمم المنع واللاءات في الخرطوم وما بعدها الى ان وصلنا بالسلام والتسليم لما تبقى من فلسطين مبادرات ولدت فاشلة وأجهز عليها في وقتها شارون ومازلنا أمام ما تعانيه اسرائيل وامريكا من حصار وتراجع وفشل في الاستراتيجيات المعدة للمنطقة مازلنا نعيش الماضي ونطلب من أنفسنا ان تستجر وتعيد انتاج ما فشلنا على تسويقه وكأنه (فلته) واعجاز او ان الزمن توقف عند هذه المبادرة .ان التحديات الماثلة اليوم امامنا تتطلب ارادة وايمان يفتقر النظام العربي اليوم لهما .. ولن نستعرض تطورات الاحداث التي عاشتها المنطقة العربية من العراق وفلسطين ولبنان والسودان والصومال والدور العربي المفقود كلية ، فيما يجري في هذه البلدان .. فالعجز الكامل يؤكد اننا أمام نظام عربي مأزوم افتقد بوصلة تحديد أولوياته ومسميات الأشياء .. فاذا كانت القمم السابقة تصدرتها القضة الفلسطينية وظلت محور الصراع العربي الاسرائيلي فإن قمم الألفية الثالثة فقدت كل شيء حتى الى الوصول الى اتفاق لجدول أعمال .. فأصبحنا اليوم امام قضية العراق وقضية لبنان وقضية السودان وقضية الصومال وكل قضية من هذه القضايا بحجم القضية المركزية العربية قضية فلسطين .. والسؤال أيضاً مشروعاً هو ماذا تبقى من الجامعة العربية أمام المشروع الشرق؟!.فما كان لنا ان نتوه في ظل الصراع الأمريكي مع الإرهاب لولا أن نظامنا العربي المأزوم والذي أمدته الحرب الباردة بأوكسجين للحياة فإن هذا النظام اليوم أصبح أمام شفافية مطلقة عرته وفضحته عبر مواقف بدا هذا النظام فاقد الأهلية والحياء ، ان ما يجري في فلسطين والموقف من الحصار على الشعب الفلسطيني أو حول تحديد موقف واضح ازاء عدوان اسرائيل على لبنان وليس على حزب الله كما تقول واشنطن وتل ابيب ورددته ابواق عربية على طريقة ( سيدي قلي ) أما سيناريو فرق الموت في العراق (امريكية الصنع ) وهي ذاتها التي مورست في امريكا اللاتينية تحت اشراف الاستخبارات الامريكية هي الاخرى تفضح هذا النظام المأزوم الذي ينتظر الفرج والحل من الخارج .. فواشنطن هي من قدمت الى المنطقة لاحتلال العراق وهي التي اعلنت الحرب على حماس وحزب الله على اعتبار انهما منظمات إرهابية وهي التي تنشط في دار فور لخلق الفوضى البناءة في المنطقة وهي التي تقود البوصلة الطائفية وتهيئ مسرح الجريمة لحرب طويلة المدى بين المسلمين (شيعة وسنة) فالسفراء الامريكان يصولون ويجولون ويحاولون ان يقنعوا أنفسهم بأن أسباب مشاكلنا هي إيران والشيعة مع ان ذلك لم يكن ذات معنى حين كانت إيران قاعدة خلفية لأمريكا في الخليج ايام الشاه وكان السفاك الزائر الدائم لأراضينا !!هذا هو حالنا نحن العرب وهذا هو الواقع .. فإذا كانت المعطيات بهذا الضعف والتبعية والتسليم بما يخطط في واشنطن وما تعول عليه اسرائيل وامريكا ، فإن القمة القادمة هل ستصل بنا الى ذوبان قضية اللاجئين واعلان دولة فلسطين في الهواء الطلق (دولة مؤقتة ) ويبقى الحال على ما هو عليه في العراق ولبنان وربما السودان والصومال حتى تعلن نتائج الانتخابات الامريكية القادمة وحتى لا نتسبب في إيذاء حزب بوش ونؤثر على سير عملية الانتخابات .. فلابد أن نصنع لبوش نصراً ولو وهمياً في أي مكان فأمريكا لا تتحمل الهزيمة بحسب بوش .. أما نحن العرب فأبطال في الهزائم ونصنع من (الحبة قبة ) وقد جبلنا بالهزائم وكل قمة عربية ونحن بخير ..
قمة (الحبة قبة )
أخبار متعلقة