لم يشنقوك ولم يقتلوك .. فقد شنقوا ضمائرهم هم، وقتلوا نفوسهم الهلعة الخائفة .. لم يقتلوك، بل إنهم قد خلدوك .. وانى لهم فهم ذلك ؟!لم يقتلوك يا سيد الرجال وفارس فرسانهم، فقد جعلوك لنا مثلاً للتضحية والفداء، هم أرداوا أن ينتزعوا الفرحة والابتسامة منا في عيد الأضحى المبارك، ولم يكونوا على دراية بأن عرساً ينتظرك في البيوت والشوارع والمساجد وفي الفضائيات .. لقد كبرت كبر الوطن العربي الكبير، الوطن الذي صمت خوفاً ولم ينطق بعد دهره حتى ولو كفرا.نعم يا سيد الشهداء .. لقد كتبت لك الحسنات بالدعوات وهو ما سيخفف من ذنوبك كإنسان، ان شاء الله يوم الحساب، فلقد كانت أيامك بكل ما فيها من "سواد وجبروت" كما قالوا ويقولون .. كانت رحمة ونعمة من الله، فالعراق لم يوحد إلا فيك وبك، ولم يعرف هذا السيل من الدماء والمؤامرات التي فتكت به إلا بعد إحتلال وطنك وخيانة الأمة لك .. حتى ولو كنا في الأول ندرك حجم الخطأ الذي ارتكبته وحملناك تبعاته .. إلا ان الموضوع توضح بجلاء، وهو الاحتلال وقهر الشعب العربي في العراق .. ولكن هيهات لهم!لقد كنت شامخاً امام حبل المشنقة، ولم تتركهم يغطون وجهك ورأسك بالسواد .. لأنك كنت تريد أن يراك العالم وأنت رابط الجأش، غير عابئ بالموت .. وكم كانت أشباح الموت المخيفة وهي حولك ترتدي السواد المخيف مرتعدة، وظللت أنت الشامخ، يا أبن الرافدين، وياحفيد صلاح الدين وقاهر الصليبيين، الذين هم ليوم وراء كل هذا الدمار والاقتتال، الذي يسمونه "حرية للعراق"!كل العيون والقلوب شخصت، وهي تتابع لحظة الإعدام، لقد كان ترديدك للشهادة، دليل إيمانك وطريقك إلى الجنة .. لقد أنسيتنا العيد، وسجل في أذهان الجميع الموقف الذي أنت فيه، وكانت الفرحة، وكان العيد عيدين .. عيد الاضحى المبارك، وعيد تخليدك إلى ابد الابدين في هذا اليوم الرباني المهيب، أيها المهيب، يا شهيد!نحن هنا لاننعيك، ولن نبكيك، بل ننعي الأمة العربية والإسلامية، ونبكي المواقف الدولية الواقفة مع أمريكا وإسرائيل فقط .. نبكي الحال الذي أوصلنا إلى هذا الدرك من الخنوع بحجة الحرية والتحرير .. والبقاء على كراسي الحكم!عشت وستظل يا صدام رمز النضال والشموخ والإباء .. ولعل خاتمتك كانت المسك الذي يعطر حياتنا كل عيد أضحى .. فيا بخت من ضحى ، وياخيبة من غدر «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»" [c1] «صدق الله العظيم« لك الخلود ابد الدهر .. والعار للاحتلال والعملاء!
إنها مشنقة الاحتلال .. والعملاء !
أخبار متعلقة