في الوقت الذي يتقافز فيه اللاعب الأرجنتيني السابق ( دييغو مارادونا) في المدرجات، مع كل فرصة خطرة لفريقه، يكتفي نجوم آخرون أمثال البرازيلي بيليه، والهولندي كرويف، وغيرهم، برسم ابتسامات هادئة على وجوههم وهم يلوحون بأيديهم تشجيعاً لفرقهم من على المقاعد الوثيرة في المنصة الرئيسية.ولذلك فقد استحق النجم الأرجنتيني السابق، أن يطلق عليه لقب "كبير رابطة مشجعي الأرجنتين" في ألمانيا، نظراً لكونه متواجد بشكل مستمر وفعال في مدرجات المنتخب الأرجنتيني في جميع مبارياته في مونديال كأس العالم لكرة القدم.وبدون شك وجود لاعب بحجم وشهرة وتاريخ مارادونا في المدرجات وتشجيعه لاعبي الأرجنتين له أبلغ الأثر في رفع همة وحماس اللاعبين أنفسهم، الذين يحلمون بإنجاز تاريخي بتحقيق الكأس العالمية الغائبة عنهم منذ العام 1986م ، والتي أحرزها لهم حينها مارادونا نفسه.
وحين ترى مارادونا وهو يتراقص في المدرجات، ويهتف لمنتخب بلاده ، ويثب مع أي هجمة خطرة (لراقصي التانغو) الساحرين، لا تتصور أن هذا هو مارادونا الذي أبهر العالم كله وجعله يقف على قدمٍ واحدة، بل تعتقد أنك أمام طفلٍ في العاشرة من عمره يحدوه الحماس والتشجيع وتستهويه الرياضة.ورغم وجود العديد من النجوم المشاهير من صناع كرة القدم العالمية، أمثال الأسطورة البرازيلية ( بيليه) والفرنسي (ميشيل بلاتيني) والهولندي الطائر ( كرويف) والعديد من النجوم الآخرين، إلا أن مارادونا الوحيد الذي خطف الأضواء وكسب إعجاب الجميع من خلال تواصله المستمر مع فريقه في المدرجات وفي مقر سكن البعثة الأرجنتينية.ويبدو أن هؤلاء النجوم قد اعتادوا على التفاف الجماهير من حولهم، ولم يتخيلوا بعد المجد والشهرة التي حققوها في مسيرتهم الكروية المجيدة أن يتقافزوا كالأطفال- كما يفعل مارادونا- ويفرحوا وسط الجماهير والبسطاء.وعن المنتخب الأرجنتيني، الذي تأهل للدور الثاني من كأس العالم، بعد فوزه على صربيا وساحل العاج، يقول مارادونا: فريقنا من أقوى فرق المونديال الألماني، ومن أقوى الأجيال الكروية الأرجنتينية على الإطلاق".
ويراهن النقاد والمراقبين لأخبار ومباريات المونديال على وصول المنتخب الأرجنتيني إلى المربع الذهبي على أقل تقدير، نظراً للكوكبة المميزة من اللاعبين التي تضمها تشكيلة المدرب بيكرمان.ولفتت فرحة مارادونا العريضة الجماهير والمشاهدين، حينما نزل اللاعب ( ميسي) في مباراة الأرجنتين وصربيا، حيث صفق كثيراً لميسي الذي يعتره مارادونا خليفته في الملاعب الأرجنتينية.وكان مارادونا قد أثار المتابعين، حين رفض الخروج في حفل إفتتاح كأس العالم في التاسع من الشهر الجاري، حيث فوجيء الجميع بخروج بيليه والعارضة الألمانية كلوديا شيفر، وحين سئل مارادونا لماذا لم تساهم في الافتتاح ، أكد أنه لم يحضر إلى ألمانيا من أجل رؤية بيليه، أو بكنباور، بل جاء ليستمتع بمشاهدة مباريات المونديال وتشجيع فريقه، على الرغم من وجود عدة تصاريح تؤكد أن مارادونا الذي كان قد أعطى موافقته الرسمية للفيفا للخروج في الحفل، قد رفض هذا الخروج نظرا لأن العارضة الألمانية هي من ستحمل الكأس العالمية لحظة إطلاق المونديال، وهو ما كان يمثل تعدياً على حقوقه.
