غضون
- كلمني زميل اشتراكي أن قائداً كبيراً في الحزب تحدث منتصف هذا الأسبوع إلى صحيفة موالية لحزب الإصلاح، وقال ذلك القائد إن حزب الإصلاح استدرج إلى حرب صيف 1994م استدراجاً من قبل السلطة، ولهذا السبب كان الزميل مستفزاً.- قلت له ما الذي يغيضك فهذا يدل على أن الاشتراكي والإصلاح في طريقهما إلى نسيان الماضي وهذا جيد، فالتصالح والتسامح والنسيان فضائل محببة، قال: لست أخالفك في هذا، لكن لا يجوز التضحية بالحقائق الكبيرة على مذبح المجاملة، فحزب الإصلاح لم يستدرج إلى تلك الحرب بل خاضها بإرادته مثقلاً بإرث كبير من العداء للاشتراكي والاشتراكيين، هو بدأ الحرب على الحزب قبل ذلك بعقد ونصف من الزمن.. حرب تكفير واستباحة دماء، وواصل ذلك بعد الوحدة.. وارتفع صوت الرجل وزاد غضبه وراح يواصل الحديث وأنا أصغي.. كيف يقول صاحبنا أنهم استدرجوا إلى الحرب وهو يعرف أنهم خاضوها تحت شعارات دينية مثل شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار.. ومن جهز غازياً فقد غزا.. وكيف نسى صاحبنا تلك الفتاوى التي استباحت قتل سكان عدن؟ هل كانوا يمازحون أو مغفلين أو مستدرجين..؟ السلطة دخلت الحرب ضد حزب وقواته العسكرية يومها تحت شعار انفصال وخروج عن الشرعية وهم خاضوها ضد كفار حسب عقيدتهم في ذلك الوقت.. هل هؤلاء استدرجوا إلى المعركة رغم أنوفهم أو عبر خديعة؟.- قلت له: يعني أنت ما تشتي تنسي أو تسامح .. صاحبك أفضل منك.. قال: أنا مع التسامح والتصالح بين كل أطراف الصراع القديم والجديد، من أيام الصراع الثوري إلى الصراع السياسي، لكن النسيان متروك للذاكرة، وعندما أقول إن النسيان أمر صعب فذلك لا يعني أنك تتذكر الحدث لإثارة الأحقاد والأوجاع من جديد، بل تتذكر ذلك كوقائع تاريخية والحقيقة تقول إن القوم لم يستدرجوا إلى الحرب بل خاضوها بيقين كبير.