استمرار أعمال الهدم الإسرائيلية قرب المسجد الأقصى المبارك هو تعبير وقح يدل على الاستهتار بمقدساتنا الإسلامية، لكنهم لا يعلمون أن مثل هذه التصرفات الحمقاء ترفع عالياً من روح المقاومة لدى الشعب الفلسطيني وتزيد من تعزيز التلاحم بين أبناء فلسطين واخوانهم من العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.حين ترتبط نكرة " المقدس " بالمكان يصبح على صغر مساحته رمزاً للوجود والبقاء والإباء.. قي " القدس " مدينة السلام تتجلى هذه الحقيقة بوضوح باعتبارها تجسيداً لأسس الصراع ومنطلقاته.تمثل القدس على الدوام قوة استنهاض للأمة وعنوان نصرها القادم استناداً إلى النص الإسلامي وعمقه الروحي الحافل بتأكيد عظمة وشرف هذا المكان من خلال الربط بين المسجد الحرام والمسجد النبوي والأقصى الشريف با لقول نصاً): أولى القبلتين وثالث الحرمين)، إضافة إلى معجزة الإسراء والمعراج، وما ورد أيضاً في الأحاديث من خصائص بيت المقدس نذكر منها: ( أرض المحشر والمنشر، المسجد الذي تشد أليه الرحال، زيارته بركة، ثواب الصلاة مضاعفا فيه، المرابطة بداخلة... الخ) يبدوأن الوجود العربي/ الإسلامي في مدينة القدس أوجد تراثا مهما من خلال مئات المباني التي أقيمت للتكايا و الزوايا والمعاهد والمدارس والمساجد ومئات النصوص المحفورة على حجارة القدس التي تنطق بهوية المدينة العربية وحضارتها الإسلامية.مقابل هذه الحقائق المتمثلة في حزمة التراكمات الحضارية والدينية والإنسانية والثقافية يحشد بنو صهيون جملة أساطير مدججة بالأسلحة والجرافات والدبابات، ويستدعون من عالم الأوهام والخرافات مقولات ومفاهيم تمثل اعتداء صارخاً على الحضارة الإنسانية والثقافة العربية فكيف إذا وضعت هذه الترهات والأكاذيب الصهيونية قيد التحقيق في مكان يتناقض بصورة كاملة وجلية.لاريب بأن الاحتلال الصهيوني للقدس أسهم- دون قصد- في تحويل المدينة إلى رمز ديني.. وطني.. قومي من الدرجة الأولى ليس للفلسطينيين وحدهم، بل للعرب والمسلمين جميعاً.لقد شاهد العرب جميعاً وملايين من غير العرب والمسلمين.. خلال شاشات التلفزيون مجموعة الأحداث التي جرت في فلسطين منذ دخول المجرم " شارون " ساحة المسجد الأقصى وواجه أطفال الحجارة والشجاعة تلك الخطوة الشارونية الدنيئة بقذف أطنان من الحجارة وانطلاق عشرات المظاهرات الغاضبة التي شارك فيها آلاف المقدسيين دفاعاً عن الأقصى المبارك، فشن الاحتلال الصهيوني حرباً ضارية ضد كل فلسطيني يتحرك فبرزت تلك الصورة الوحشية لجنود الاحتلال وتباهيهم بقتل الأطفال كما هو الحال مع الشهيد الطفل( محمد جمال الدرة ).. واستمرت المقاومة الفلسطينية تحت مسمى( انتفاضة الأقصى).عكست انتفاضة الأقصى قاعدة ثابتة للصراع مع العدو مفادها أن أية محاولة اقتراب صهيونية من بيت المقدس والأقصى الشريف معناه زيادة الالتحام العربي الإسلامي بالقضية الفلسطينية انتفاضة الحجارة الباسلة وماتلاها من أعمال استشهادية وعمليات مختلفة للمقاومة الفلسطينية عبرت بوضوح عن الرفض الشعبي العارم للحلول الاستسلامية الهزيلة التي خططت لها الصهيونية العالمية بمساعدة أمريكية غير محدودة وتواطؤ أوربي واضح لضرب القضية الفلسطينية وطمس المعالم العربية والإسلامية في مدينة السلام وأرض الأنبياء والمرسلين من الخليل إبراهيم عليه السلام إلى رسول الإسلام نبينا صلوات الله عليه وسلامه.إن فلسطين لن تحررها سوى المقاومة وأعمال الاستشهاد والتضحية بالغالي والنفيس لأجل حرية الإنسان الفلسطيني واستقلال الوطن وإلحاق الهزيمة الحضارية بأعداء الإنسانية وقتلة الأطفال مثل" اولمرت " و " موفاز " وجلاوزتهم من مرتكبي المذابح والمجازر.هذه الأيام يتحرك الصهاينة من جديد في محاولة منهم لإلغاء فكرة " المقدس" لدينا من خلال أعمال التهديم لبعض جدران الأقصى واعتدائهم على حرمته متجاهلين عمداً هذه " الحرمة " وتلك " القدسية " ولكن هيهات !! المقدسيون تحركوا من كل زاوية وركن وبيت في مدينة الصلاة.. رجالاً ونساء.. شباباً وأشبالا وزهرات فلسطين كعادتهم تجمعوا في شجاعة دون خوف مؤكدين رفضهم الضيم واستمرأهم في المقاومة واستشرافهم النصر القادم، كما قال الشاعر فاروق جويدة:مت صامداً وأترك عيون القدس تبكي فوق قبرك ألف عامقد يسقط الزمن الردي ويطلع الفرسان من هذه الحطاموتكشف الأيام أقنعة السلام إن نامت الدنيا وضاع الحق في هذا الركام فلديك شعب لن يضل ولن ينام..
الأقصى عنوان النصر القادم
أخبار متعلقة