غضون
- قلت أمس في هذا المكان إن ثمة مفاجآت محتملة قد تحدث أثناء التصويت لانتخاب المحافظين ، وقد حدثت مفاجآت لذيذة فمرشح المؤتمر في البيضاء ناصر الخضر سقط في الجولة الثانية وارتفع منافسه محمد العامري ، حصل الأخير على (194)صوتاً والأول على (158) صوتاً ومحسن النقيب نجا من محنة ماطر بفارق عشرة أصوات فقط والدكتور الأحمدي صار محافظاً لشبوة بالراحة مثل الدكتور عدنان الجفري الذي صوت ضده ناخب واحد فقط، ومن المفاجآت اللذيذة أن بعض بطاقات الاقتراع ألغيت بسبب سوء الاستخدام ، ففي المحويت أبطلت ست بطاقات لان أصحابها لم يحسنوا استخدامها لأسباب معروفة كـ (الزنقلة) والأمية والغباء !!- دعونا من هذا الآن .. فالمهم هو ماذا بعد انتخابات أمس ..؟فالمحافظون المنتخبون سيصدر بهم قرار جمهوري وسيؤدون اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية ..لكن ماذا بعد ذلك أيضاً ؟ يتعين أن يكون لدى كل واحد من هؤلاء برنامج أو خطة عمل جديدة ومختلفة.. يدخل ضمنها مراعاة الحكمة أو الهدف من انتخابهم بدلاً عن تعيينهم.. ويدخل فيها قدر كاف من الجرأة في انتزاع صلاحياتهم القانونية التي لا يزال كثير من الوزراء يتمسكون بها .. ويدخل فيها الجوهر الأساسي لفكرة الحكم المحلي ، وهو أن تنبع القرارات من أدنى ، وأن يسأل الناس عن احتياجاتهم ، وأن يقرروا هم ماذا يريدون وأن يشتركوا في تحقيق تلك الاحتياجات ، فلا يجوز البقاء في المكاتب والتفكير نيابة عن الناس ، كما لا يجوز الاستمرار في العشوائية والتباطؤ في إنجاز المهام وحل المشكلات.- المحافظون الجدد سيتعين عليهم أيضاً أن يكونوا أصحاب قرار وسلطة كافية لمساءلة مرؤوسيهم ، فالفساد والتقصير في المهام لا يمكن مكافحتهما إذا كان المحافظ غير قادر على مساءلة الفاسدين والمهملين، وتغيير العاجزين وكبح ذوي النفوذ .