ذمار /سبأ:دشنت أمس بمنطقة مصنعة ماريه الأثرية أعمال الموسم الآثاري الثاني للبعثة الأثرية الأمريكية التابعة لجامعة أركنساس والذي يستمر لمدة 45 يوماً بمشاركة خمسة خبراء امريكيين وخمسة خبراء من الهيئة العامة للآثار و فرعها بالمحافظة. وأوضح مدير عام مكتب الآثار بمحافظة ذمار علي ضيف الله السنباني لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن أعمال الموسم الثاني تتضمن عملية المسح الميداني للمنطقة الأثرية في مصنعة ماريه ووضع خطة تفصيلية لعدد من المواقع المختارة في المنطقة من العصر الحميري والعصر الحديدي .وأضاف بأنه سيتم خلال المسوحات الأثرية وضع مقاطع إستراتيجية لقطع زراعية في منطقة وادي الشلالة و تتبع القنوات الزراعية في الوادي وبأحدث الوسائل العلمية كتلك التي تم استخدامها في معبد أوام .ولفت السنباني إلى أن البعثة سجلت خلال الموسم الآثاري الأول الذي تم تنفيذه خلال العام 2007م 21 موقعاً أثرياً في المنطقة وتم توثيق هذه المواقع وترقيمها.ونوه إلى أن البعثة توصلت خلال الموسم الأول إلى نتائج هامة تكشف عن جوانب هامة من تاريخ اليمن في العصور المختلفة و تثبيت المرحلة التاريخية للمواقع و الذي يعود حسب النتائج الأولية إلى العصور الحجرية وما بعدها ،مشيراً إلى أن هذه النتائج تعتبر نتيجة علمية هامة منوها بان الهيئة ستمكن من رسم سلم زمني للموقع وأنشطة السكان الزراعية والاقتصادية في تلك العصور.وتعتبر منطقة مصنعة ماريه الأثرية والتي تبعد عن مدينة ذمار بحوالي 13 كم غرباً وتقع بمديرية عنس من المناطق الحميرية وتوجد أطلالها على سفح مسطح جبلي واسع تحيط به منحدرات حادة ولا تزال أساسات المباني ظاهرة للعيان كما توجد في الجهة الغربية من الموقع كتابة بالخط المسند الحميري دونت في القرن الرابع الميلادي يسجل هذا النقش تاريخ بناء عدد من المواقع والطرق في أماكن مختلفة ومنها مصنعة ماريه كما تتميز منطقة ماريه ببعد تاريخي وأثري يظهر بجلاء من خلال مجموعة من الشواهد الأثرية الظاهرة للعيان مثل بقايا المباني المتناثرة بشكل أكوام ضخمة تبرز بوضوح من خلالها الجدران المشيدة من الأحجار المصقولة والمبنية بطريقة هندسية رائعة بالإضافة إلى سور المدينة الذي لا تزال بعض أجزائه باقية إلى اليوم.