إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، فجر أول أيام النحر، وأول أيام عيد الأضحى المبارك، قلب السحر على الساحر .. وكشف ـ بجلاء لاغبار عليه ـ فداحة خطأ التوقيت الذي قررته شهوة الحقد والانتقام ضد الرجل من جهة، وكذا الحقد الشيعي المتستر خلف عقيدة التقية عند الشيعة على السنة الشريفة والمنتمين إليها ولو حتى صورياً كالرئيس صدام "!" .. كما استطاع هذا التوقيت الأحمق ومع مارافق طريقة الإعدام من هتك فاضح لأخلاق الإنسانية .. واستحواذ الاساليب الطائفية و"أورادها المذهبية" و "رقصات البرع" التي اعقبت التنفيذ استطاع كل ذلك ان يحول صدام إلى رمز لايبارى إن صدق التعبير .. وهتف له الأعداء قبل الاصدقاء "!" .. ونفعه قاتلوه من حيث أرادوا أن يهينوه ويضروه .. وهذه في مشاهد الأقدار والوقائع من علامات فساد الخصم وصحة المخصوم "!!" .. أو قل على الأصح على سوء الخصم القاتل أكثر من المقتول!.دورة منهاج الذبح البشري هذه ذكرتني قصة عبدالملك بن عمار الليثي عندما جلس يحدث الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان قال له: لقد رأيت يا أمير المؤمنين، في هذا القصر، يشير إلى قصر الإمارة بالكوفة، رأس الحسين بن علي ـ رضي الله عنهما ـ بين يدي عبيد الله بن زياد على ترس "!"، ثم رأيت رأس عبيد الله بن زياد بين يدي المختار بن أبي عبيد على ترس ، في نفس المكان!!.ثم رايت رأس المختار بن أبي عبيد بين يدي مصعب بن الزبير على ترس، في نفس المكان!!ثم إني أرى رأس مصعب بن الزبير بين يديك على ترس الآن، وفي نفس المكان!! .. قال فتطير عبدالملك بن مروان من ذلك المكان وفارقه إلى موضع آخر في القصر تحضر إليه الرؤوس فيه!!ترى إلى متى يستمر هذا المسلسل المخزي، وليد ثقافة الانتقام والتقوقع في حضيض التخلف .. وانتقاء الحكاوي البائسة من تراثنا وتاريخنا لتكون من معالم هدايتنا .. بدلاً من انتقاء دروس العفو والصفح التي نصرت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم فتح مكة نصراً عزيزاً "!.لو ان صدام بقى في سجنه أو قابل العفو مع النفي لكان مؤشراً على انقلاب مؤكد على كل تعميمات دورات التاريخ في العراق!لكن الذي حل في العراق من أسوأ الغرائب التي لم يلحقها المولعون بانتقائها من التاريخ الذي يرصد عجائب البشر والكون لتكون على علم الأجيال ومعها في كل تاريخها .. وكنت بحق واحداً من الذين يظنون أن أمريكا والغرب قد بلغوا الرشد العقلي والعلمي والسياسي والعسكري .. فلا يمكن ان يتصرفوا خطأ .. وربما الشرق بتخلفه البارز للانظار يسيء فهم تصرفات الغرب وأمريكا .. بيد أن الغباء الغربي والامريكي بدأ يتجلى وكأنه من طراز فاق طراز الإنسان والحيوان .. إذ لم يعهد له مثيل .. ففي الوقت الذي تناصب أمريكا العداء لإيران .. قدمت إليها العراق على طبق من ذهب .. ومكنت عملاءها في العراق بل وحتى حرسها الثوري من إعاثة الفساد في العراق بإسم الشرعية "!" .. ويذبح أهل السنة ليل نهار لا لشيء فقط ربما لانتماء صدام إليها "!!" فهل خذلها مستشاروها عندما امروها بحل الجيش العراقي .. واستدعاء خدام طهران لتنصيبهم حكاماً طائفيين مما ساهم في خلق زعزعة في العراق وضحت فيه ورطة أمريكا بشكل يضحك الثكلى منها والصبيان عليها "!" .. والذي كان آخر ذلك تسليم صدام إلى هذه العصابة المجرمة التي تقتل كل يوم من أهل السنة العشرات والمئات بواسطة شرطتها وما يسمى بجيش المهدي للمجرم مقتدى الصدر باسم الحكومة .. وهي لاتمثل سوى المثلث الشيعي في العراق "!".لقد تجلى حجم هذه العصابة عندما زعم موفق الكذاب في صبح أول عيد الاضحى ان صداماً بدا ضعيفاً ومنكسراً ومستسلماً اثناء التنفيذ "!" .. وبعد ان تم نشر صور الإعدام .. تبين عكس ما قاله موفق الكذاب .. أضف إلى ذلك تلك الصلوات الشيعية التي تم ترديدها اثناء الإعدام ودافع عنها مسؤول عراقي بقوله إنها صلوات شيعية من حق الشيعة ترديدها .. فهل هذه الحكومة تمثل الشيعة أم كل أطياف الشعب العراقي؟! هل الإعدام هو حكم قضائي أم هو حكم عصابة شيعية طائفية ضد رجل من اعدى خلق الله عليها هم العن من اليهود والنصارى عندها ألا وهم اهل السنة قام بممارسة القمع والاضطهاد والجبروت بحقها وحق ابناء طائفته؟!!أن أسوأ ما في الطائفية يتجلى اليوم في العراق بوضوح لاغبار عليه .. فبدلاً من توصيف صدام في خانة المجرمين اجبر الواقع الطائفي توصيفه في خانة السنة .. ومن ثم ذبح كل المنتمين اليها والاصرار على تحميلهم مساوئ الرجل .. رغم معاناتهم نفس ماعانوه أو أشد! ومن ثم اجبارهم على التعاطف معه!!نعم هذه هي أسوأ مافي الطائفية التي تمارسها حكومة نوري المالكي العميلة لأمريكا .. وتباركها ثقافة وطائفية الحكيم والصدر الذين لايرقبون في سنة العراق إلا ولا ذمة بدوافع مذهبية وطائفية خبيثة، والله المستعان!.وليعذرني القارئ الكريم .. عن حديثي هذا المنتصر للسنة .، فالطائفية البغيضة هي التي حشرتني هذا المحشر .. ووجب علي على إعلان الاعتزاز بالسنة التي انتمي اليها أباً عن جد وجيلاً عن جيل ولكن بطريقة عادلة لاتقر بهضم الآخرين .. ولاتبيح دماهم .. ولاتصادر حقهم في الاعتقاد والرأي لمجرد أنهم ليسوا من أهل السنة!.فالتشيع مثلما هو عند الجعفري والصدر والحكيم والمالكي بالنسبة لهم هو مذهب الآباء والاجداد .. فإن السنة كذلك بالنسبة لاصحابها هو مذهب الآباء والاجداد "!".ولا طريق للفريقين غير طريق الاعتراف بحق الآخر في العقيدة والراي والعيش بسلام .. وكذا حقه في ان يطلع على تراث مذهبه واعلامه دون التحرش بالآخر المخالف وسبه أو غمزه أو اباحة دمه وعرضه وماله .. ودون هذا الطريق، هو طريق الموت الذي يرسم الآن في العراق .. طريق الخطر .. طريق لن يقدر الطائفيون الجدد على مواصلة المضي فيه راقصين على جثث الضحايا حتى النهاية .. وفي التاريخ عبر لمن اعتبر .. ولابد لليل ان ينجلي .. وان غداً لناظره قريب!!.
وأذن مؤذن الفتنة في العراق!!
أخبار متعلقة