القدس/ متابعات ; ترأس الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم أمس السبت اجتماعا طارئا للقيادة الفلسطينية لبحث تعثر مسار المفاوضات مع إسرائيل في ظل تمسكها برفض تجميد الاستيطان. ويشارك في الاجتماع الذي دعا إليه عباس أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والأمناء العامون للأحزاب والفصائل الفلسطينية.ويأتي هذا الاجتماع عقب لقاء عباس في رام الله أمس المبعوث الأميركي جورج ميتشل الذي أنهى جولة جديدة في الشرق الأوسط دون إحراز تقدم. وتحدث ميتشل عن أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي اتفقا على مواصلة المحادثات بصورة غير مباشرة، كما تحدث عن عراقيل لم يحدد طبيعتها. وقال إنه اتفق مع الرئيس الفلسطيني على مواصلة الجهود لإنقاذ المفاوضات المباشرة رغم تهديد الأخير بالانسحاب من المفاوضات إذا واصلت إسرائيل رفضها الاستجابة لمطالبه بتجميد الاستيطان. ولم تقرر إسرائيل بعد الاستجابة لهذا الطلب، واكتفى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بالقول بعد لقاء ميتشل أمس إن حكومته تبذل جهودا مع المبعوث الأميركي لمواصلة المحادثات. وتزامنت زيارة ميتشل -الذي ينتقل إلى قطر ثم مصر فالأردن- مع أخرى لمسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي اجتمعت بعباس ونتنياهو وحثت الأخير على تمديد التجميد. وقالت في القدس إن «الدول الكبرى حريصة جدا على ألا يعرض إنهاء التجميد للخطر إمكانيةَ تحقيق سلام طويل الأمد» مشيرة إلى أنها وصلت إلى إسرائيل من أجل حضها على تمديد تجميد البناء الاستيطاني ليتسنى الاستمرار في المفاوضات المباشرة. وأوضحت آشتون أنها أجرت حوارات إيجابية وبناءة مع عباس ونتنياهو وأنها طالبت إسرائيل بمواصلة التجميد ومنح المحادثات المزيد من الوقت من أجل تحقيق تقدم أكبر. وتحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن عرض «سخي جدا وغير مسبوق» يشمل تعهدات أمنية -بما فيها أسلحة متطورة جدا ووجود عسكري إسرائيلي مستمر في غور الأردن بعد قيام الدولة الفلسطينية والتعاون الأمني ضد إيران- قدمته واشنطن لإقناع إسرائيل بتمديد التجميد، ورفضه نتنياهو، وإن لم يكن رسميا. ونفى البيت الأبيض أن يكون الرئيس الأميركي باراك أوباما بعث برسالة تعهدات إلى نتنياهو، لكن مسؤولا إسرائيليا -رفض كشف هويته- أكد وجودها. وأبدى معلقون إسرائيليون مفاجأتهم للرفض، لكنهم قالوا إن نتنياهو يخشى أن يفقد السلطة إذا سار بأسرع من الوتيرة التي يسير بها تحالفه الذي تسيطر عليه أحزاب تؤيد المستوطنين.