المخطط الجهنمي لجماعات الإرهاب التي ضبطتها أجهزة الأمن السعودية تدل على أن هذه الجماعات الإرهابية لا هدف وطنيا أو عقائديا وراء نشاطاتها، وان مهمتها الوحيدة هي تدمير المجتمعات الآمنة وقطع لقمة عيشها وقتل أبريائها. وإلا كيف نفسر أن تتدرب جماعة على قيادة طائرات تستهدف تدمير المواقع النفطية التي تشكل لقمة عيش الناس ومصدر رزق المجتمع كله، وما التفسير الديني أو الأخلاقي لعمل كريه مثل هذا.والمخطط الجهنمي يدل على فساد العقلية وإلا كيف تقوم جماعة تدعي أنها تقرأ القرآن وسنة الرسول بمبايعة زعيم موهوم في الكعبة وإعلان طاعته والولاء له ، وماذا سيحدث لهذه الأمة لو أن كل جماعة من المجانين بايعوا أميرا للمؤمنين كما يدعون، وأية فتنة عظيمة ستصيب الناس من مثل هذا السلوك المنحرف.أجهزة الأمن السعودية حققت نجاحا باهرا بالتأكيد في الوصول لهذه الخلايا ومتابعتها ومنعها من ارتكاب جرائمها. لكن، هناك نقطتان تستحقان البحث والدراسة، أولهما المصادر المالية لهذه الجماعات الإرهابية، وهذه المبالغ الكبيرة من الأموال التي ضبطت، ما هي مصادرها ؟ كيف يتم جمعها، وهل هناك إمكانية في أن تكون من أموال الناس البسطاء الذين يدفعونها لأعمال الخير ويتم استخدامها للشر وللقتل. والمسألة تتطلب مراجعة جادة لطرق جمع الأموال ومنعها من الوصول للإرهابيين.أما المسألة الثانية فهي المحرضون والمحركون لهذه الجماعات الإرهابية، التي هي غالبا من صغار السن، ما هي مصادر ثقافتهم وفتاواهم ، ومن الذي يحركهم ويقنعهم بأن يكونوا أعداء أنفسهم وأعداء وطنهم، ما هي الكتب والفتاوى التي يقرؤونها، من هم شيوخهم الذين يدفعونهم لهذا الجنون ؟من الخطأ أن يعتقد احد خارج السعودية أن هذا المخطط الجهنمي هو قضية سعودية ، فالإرهاب قضية إقليمية ، والمسألة تستهدف استقرار المنطقة كلها، والمطلوب تعاون كامل وبلا حدود بين الجميع. فرسالة القتل هي واحدة سواء في الرياض أو بغداد أو أية عاصمة أخرى ، والإرهاب واحد، ولا يجوز أن يعالج إلا بعمل جماعي مخلص وجاد بين كل الأطراف.[c1] نقلا عن صحيفة " الشرق الأوسط" اللندنية[/c]
مخططات جهنمية
أخبار متعلقة