[c1]دفاع صالح ناجي[/c]أرض الكنانة .. وطن النيل الذي يقال ان من شرب من مائه عاد إليه لامحالة .. وهذه بالتأكيد مجرد امنيات تراود أصحابها وتبعث في نفوسهم الأمل بالعودة مجدداً.حين وصلت إليها وجدت الأرض هي ذاتها أرض وطني والسماء ذات السماء .. غير أن لهواء الوطن أريجاً خاصاً أظنه اريج الحياة.مصر .. أرض الحضارات العريقة يمتد عبق التاريخ على طول مساحتها وعرضها والاعتزاز بتلك الحضارات وذلك التاريخ من أهم مميزات الشعب المصري، وهو شعب يجيد التعامل مع الاخرين في الظروف العامة والخاصة ماعدا القلة القليلة.وأكثر ما أثار دهشتي ان عدداً غير قليل من أبناء الشعب المصري لايتفق والفكر القومي للزعيم جمال عبدالناصر .. أنها المفارقات الصعبة في وطننا العربي الكبير .. غير أن الاختلاف في مسألة كهذه لم يفسد اتفاقاً بالاجماع للشعب المصري على أن اهرامات الجيزة اثر غاية في الاتقان .. خوفو، خفرع ومنقرع .. أنها قصة بديعة التأليف طالما قرأناها على صفحات كتب التاريخ .. غير أن ما شاهدناه كان أروع من أن يحكى فيه.وفي عالم تعجز قواميس اللغات عن ترجمة كلماته كانت "القلعة" بما حوت: بئر يوسف، مسجد محمد علي باشا، متحف جوهرة القصر، المتحف الحربي ومن أقسامه متحف اليمن .. الخ .. كل ذلك كان يحكي حضارة عصر حديث "أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر"، جمال ذلك المكان ونقاء الهواء الذي يحمل نفحات عطرة من تاريخ الاجداد يجعل الكثير من ابناء الشعب المصري يفضلون قضاء أوقات طويلة فيه وهم ممن يتجنبون ضوضاء سواحل الاسكندرية والاسماعيلية وبورسعيد، أما الذين لايحبذون المرتفعات كالقلعة ولا المناطق الساحلية وهم في الغالب رجال في سن الشيخوخة فهم يقتلون فراغهم في المقاهي التي تكثر في الحواري المصرية فيجتنبون مشقة التنقل وأزدحام الطرقات ووسائل النقل خاصة وقت المساء فيفضلون السهر في تلك المقاهي وهي تماماً كما نراها في المسلسلات المصرية، غير أنها "المسلسلات" لم تحك لنا بعد قصة النهر الجميل الذي ينادي من الازل بنبذ الكلل وتوحيد العمل، وبناء السدود وتحطيم الحدود ليعم الخير وطناً عربياً كبيراً.
انطباعات من أرض الكنانة
أخبار متعلقة