[c1]أميركا تواجه الإرهاب بأفكار الحرب الباردة[/c] كشفت صحيفة نيويورك تايمز أمس أن المسئولين الأميركيين في أجهزة الدولة الإدارية والعسكرية والاستخباراتية المناط بهم مكافحة «الإرهاب»، شرعوا في تغيير إستراتيجيتهم بشأن كيفية التصدي للمنظمات الإرهابية حول العالم.ونقلت الصحيفة عن هؤلاء المسئولين قولهم إن هناك ما يدفع للاعتقاد بأن تضافر الجهود قد يخلق في واقع الأمر شيئا مماثلا لإستراتيجية الردع التي ساهمت في حماية الولايات المتحدة من هجوم نووي سوفياتي إبان الحرب الباردة.وقالت إن عالم الحاسوب أو الفضاء الإلكتروني بات بؤرة اهتمام تلك الأجهزة بعدما أصبح ملاذا عالميا آمنا للشبكات الإرهابية.، وللتصدي لمحاولات من سمتهم الصحيفة بالإرهابيين في التخطيط للهجمات وجمع الأموال وتجنيد أعضاء جدد على الإنترنت, شنت الحكومة حملة سرية لدس رسائل إلكترونية مزيفة ونشر مواد على الموقع الإلكتروني بغرض إثارة البلبلة وغرس بذور الشقاق والارتياب وسط التنظيمات المتشددة.، وطبقا لنيويورك تايمز فإن دبلوماسيين أميركيين يعملون بهدوء خلف الكواليس مع شركاء في الشرق الأوسط لإضفاء زخم على خطب وكتابات رجال الدين المسلمين المرموقين ممن يرفضون عنف الإرهابيين.وعلى صعيد الولايات المتحدة الداخلي تقوم السلطات باختبار طرق جديدة لمباغتة الإرهابيين المحتملين.وذكرت الصحيفة أن ما يصل مجموعه إلى مائة ضابط شرطة من كافة أرجاء مدينة نيويورك يتجمعون مرتين كل يوم في أوقات وأماكن تختار جزافا للتدرب على كيفية الرد على هجوم إرهابي.ويرى مسئولو شرطة المدينة أن هذه التدريبات تعد وسيلة حاسمة في جعل الإرهابيين لا يتوقعون من أين تأتيهم قوة كبيرة من الشرطة وفي أي ساعة.على أن الصحيفة ترى أن الأسلوب المفضل لدى هؤلاء المسؤولين يظل هو إلقاء القبض على المتطرفين أو قتلهم، وأن التأكيد مجددا على إستراتيجية الردع في بعض الأحوال هو بمثابة إضفاء طابع جديد لوسائل قديمة.، وتمضي تقول إنه ليس للإرهابيين أهداف واضحة حتى يتسنى للأميركيين الانتقام منهم بالقدر الذي كانت تمثله المدن والمصانع والقواعد العسكرية ومخازن الصواريخ السوفياتية بموجب مبدأ الردع الذي كان متبعا إبان الحرب الباردة.وتضيف أن تحديد مكان قادة مجموعة إرهابية ما بدقة ينطوي على صعوبة أكبر من تحديد مكاتب أعضاء المكتب السياسي بالكرملين، ما يجعل من المستحيل تقريبا ردع هجماتهم بالتهديد بشن هجوم انتقامي عليهم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1] خطر الإرهاب[/c]علقت صحيفة ديلي تلغراف على حرب غوردون براون البراغماتية على «الإرهاب» بما كتبه أرسطو «نحن نصنع الحرب كي نستطيع أن نعيش في سلام».وقالت الصحيفة إن الشعب العراقي اكتشف من خلال المعاناة أن هذه المقولة ليست هي الحقيقة دائما. وبعد خمس سنوات على الهجوم على صدام حسين أدرك شعب هذا البلد هذه الحقيقة أيضا، وهي أن خطر «الإرهاب» لم يتبخر بل ربما ازداد نتيجة لغزو بغداد.، وأضافت أن براون ربما يكون قد دفع فواتير المهمة في العراق، لكنه لا يريد أن يدفع الثمن السياسي. ومن المفترض ألا تكون مصادفة أن اختار رئيس الوزراء الذكرى الخامسة للغزو للإشارة إلى أنه أكثر معارضة من سلفه لخوض الحرب.ففي خطاب لجمعية فابيان نشر خلال عطلة الأسبوع الماضي أشار براون إلى قلقه بشأن الحشد لغزو العراق بالتأكيد على أن الحكومة ستجري تحقيقا. والأهم من ذلك أنه سيوضح في إستراتيجية الأمن القومي التي طال انتظارها غدا أن البراغماتية قد حلت محل المثالية في الحكومة.وأشارت إلى أنه إذا كان بلير اعتقد أن قواعد اللعبة قد تغيرت بعد الهجمات الإرهابية على لندن، فإن براون يريد أن يراعي قواعد اللعبة السياسية مرة أخرى بعد الحرب في العراق.، لذا سيتشكل مجلسه للأمن القومي من خبراء يستطيعون تحجيم رؤساء الوزراء المفعمين بالحماسة الزائدة ولن يكون هناك حديث آخر عن أساليب «الحرب على الإرهاب» أو «الصدمة والرعب» أو «حملة صليبية» ضد التطرف الإسلامي.وبدلا من ذلك ستخف نبرة الخطاب وسيصبح السياق عمليا، حيث سيتم التعاطي مع أمن إمدادات الطاقة ودفاعات الفيضانات وأسواق المال بجانب الإرهاب. وكما قال وزير مقرب من براون إن «قرار الحرب في العراق بُني على نزوة وفطرة توني، لذا نحن بحاجة إلى مزيد من التقصي ومعايير أكثر موضوعية».وقالت ديلي تلغراف إن براون يحاول أن ينأي بنفسه عن أقل التدخلات العسكرية شعبية منذ حرب السويس كما يحاول البراونيون تثبيت ملامة الحرب على بلير وأنهم سعداء لإجراء تحقيق.وكتبت ذي غارديان أن المعارضة البريطانية ستجدد ضغطها الأسبوع القادم على العمال لتأييد مقترح للعموم يدعو إلى تحقيق عام في إدارة الحرب في العراق ومستوى التخطيط السابق للحرب، الأمر الذي أقره براون من حيث المبدأ لكنه رفض إجراء تحقيق الآن في أحداث مر عليها خمس سنوات بحجة أنها قد تعرض موقف ومعنويات القوات البريطانية في العراق للخطر.، لكن المحافظين عقبوا بقولهم «الآن وقواتنا تقوم بدور المراقبة في العراق يجب أن يكون هناك تحقيق وهذا ما يريده الشعب كله».
عالم الصحافة
أخبار متعلقة