العين هي منفذ للقلب وباب للروح والنظرة سهم مسموم من سهام إبليس والمقصود بصيام العين هو غضها عن الحرام وإغماضها عن الفحشاء وإغلاقها عن المناهي.. وإذا دخل رمضان طلب من العين أن تصوم طاعة للحي القيوم، فكم للجوع من فضل على العين.فلتصم أعيننا كما صمنا عن الشراب والطعام، عل قلوبنا أن تصح وأرواحنا أن ترتاح.عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عليا سأله عن النظر فقال: (غض بصرك) رواه مسلم.[c1]هناك أربع مصائب تصيب كل من لم يحبس نظره:[/c]أولها: هو تشتت القلب في كل واد، وتمزقه في كل أرض، فلا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال، ولا يجتمع له شمل، فهو مطعون يئن ويشكو من فعل العين بسبب نظراتها وتلفتاتها.ثانيها: إتعاب النفس وتعذيبها بفقد ما نظرت إليه وعدم تحصيله، فالنفس من فعل العين في حسرة وفي هم واضطراب.ثالثها: ذهاب العبادة وحلاوة الطاعة بإطلاق النظر، فقل على نور الإيمان السلام إذا ما تأدبت العين، وصامت عن الحرام.- رابعها: ذنب عظيم وإثم كبير جزاء وفاقا لما فعلت العين بالإعراض ولما هتكت من المحارم وما وقع ساقط في الفاحشة إلا بعد إطلاق النظر و ضياع البصر.وفي غض البصر وحبس العين خمس كرامات ومنافع:أولها: طاعة المولى جلت قدرته في أمره بغض البصر وحسبك بهذه نعمة وعزة في الدنيا والآخرة.ثانيها: سلامة القلب وعماره وجمع شمله وراحته واطمئنانه وسروره وفرحه.ثالثها: البعد عن الفتن والأمان من البلايا والتحرز من الخطايا.رابعها: الفتح على العبد منة الله بالعلم والمعرفة والتوفيق والسداد جزاء تقواه.خامسها: فرقان من الله في قلوب العارفين ونور الباري في نفوس الصادقين يعطيه تبارك اسمه لمن غض بصره.معنى هذا أن كرامات ومنافع غض البصر أكبر من مصائبه ومن استطاع أن يتغلب على نفسه في ذلك لقي جزاء عظيماً وفوائد كثيرة منها تخليص القلب من ألم الحسرة ويورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح،ے ويورث صحة الفراسة، ويفتح له طرق العلم وأبوابه، ويسهل عليه أسبابه.في الختام قالوا عن العين: هي سهم إذا أرسل صاد وإذا أنقيد انقاد، وإذا أطلق وقع بالقلب في فساد.وأيضا: كل الحوادث مبداها من النظر.. ومعظم النار من مستصغرالشرر.كم نظرة فتكت في قلب صاحبها.. فتك السهام بلا قوس ولا وتر.
|
رمضانيات
كيــف تصـــوم العـيـن ؟
أخبار متعلقة