قال إن أي حل سياسي للأزمة الراهنة خارج الدستور سيدخل البلد في متاهات
صنعاء/ متابعات : دعا نائب رئيس المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي “14 حزباً برئاسة المؤتمر الشعبي العام الحاكم” الدكتور قاسم سلاّم دول مجلس التعاون الخليجي إلى أن يركّزوا عندما يتحدثون عن انتقال سلمي وسلس للسلطة في اليمن على أن الشعب اليمني قد منح الرئيس صالح الأغلبية المطلقة في انتخابات الرئاسة التي جرت عام 2006 وبنسبة 77.1 % من أصوات الناخبين.وقال سلاّم في حوار مع جريدة “عمان” العمانية الرسمية “أتمنّى على الأشقّاء في الخليج الذين دعونا للحوار كأطياف وأطراف سياسية داخل الساحة اليمنية أن لا يدعونا إلى الحوار خارج المظلة الدستورية والشرعية الدستورية، لأنه إذا دخلنا صفحة الصفر لا يوجد دستور ولا شرعية دستورية أو برلمانية، وهذا معناه أن نهيّئ أنفسنا للقتال الدموي المخيف”.وقال سلاّم وهو أمين عام حزب البعث العربي الإشتراكي القومي إن مبادرة مجلس التعاون الخليجي “ينبغي أن تكون هي صمام أمان وليس مدخل لتوسيع الفتنة إذا لم تكن الحكمة هي السائدة فستفرّقنا”.وأوضح سلاّم “حتى الآن هم دعوا الطرفين للحوار، وعلى الطرفين كل يقدّم حجّته للمحكّم، هذا هو المعروف، والمحكّم عليه أن يقول رأيه بشرط أساسي أن يتضمّن الرأي مصلحة اليمن ومصلحتهم هم لأن أي أضرار تتعرّض لها اليمن ستسحب نفسها على الجزيرة والخليج. نحن نرحّب بدعوة الطرفين للحوار، لكن ننظر إلى ما بعد الدعوة، هم الآن أمام دعوة وإجابة أمام صاحب شرعية دستورية ومعارضين، المعارض يقّدم حجّته وصاحب الشرعية يقدّم حجّته وأتمنّى أن يكون الحكم مرتكزاً على الدستور”.وأضاف سلاّم “نحن كيمنيين نرحّب بالوساطة الخليجية. الوساطة تنطلق من الحرص على اليمن والحرص على أمن الجزيرة والخليج، وبالتالي على الأشقّاء في الخليج أن يمارسوا كل ما يمتلكون من الحكمة والتجربة والخبرة لاحتواء الموقف بشكل موضوعي دون أن يميلوا إلى طروحات الجزيرة أو يدخلوا في صفحتها لأن الجزيرة تناوش حتى على السعودية والبحرين ودول الخليج ولكن بنسب معيّنة، وأن لا يسمعوا إلى طرف واحد وأن يقبلوا بالطرفين. الشعب اليمني كله الآن مع علي عبد الله صالح والقلة لديهم وجهة نظر يطرحونها، ونحن نقبل من القلة وجهة نظرهم على أن يقبلوا في النهاية بالحجة الأقوى التي تمثّل المصلحة الوطنية العليا، ونحن نقبل إذا كانت حجّتهم أقوى من حجّتنا نقبل بها لأن شعب اليمن هو المرجع الأوّل والأخير بالنسبة لنا”.وحذّر سلاّم من قيام “خلافة إسلامية” على يد ما أسماها “طالبان اليمن” حركة الأخوان المسلمين والخلايا النائمة لتنظيم القاعدة، في حال رحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وتوسّع تلك “الإمارة” لتمتد إلى دول الجزيرة والخليج العربي.وشدّد سلاّم على أن أي حل سياسي للأزمة الراهنة في اليمن خارج الدستور سيدخل البلد في متاهات لا يمكن بعدها أن تتمكّن من ضبط الشارع وإيقاف النزيف والانجرار إلى حرب أهلية.وقال “إن الدستور هو المظلة، أي خروج على الدستور يوصل البلد إلى كارثة محقّقة، لأنها ستنفلت وخيط المسبحة سيتقطّع. الدستور اليوم هو الضمانة الحقيقية للخروج من الأزمة التي نحن فيها”.وأعرب القيادي في أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي عن استعداد أحزاب التحالف للدخول في حوار وطني شامل مع كافة أطياف العمل السياسي بما فيهم “الحراك الجنوبي” و”القاعدة” و”الحوثيين” والمعارضة اليمنية في الخارج بشرط احترام الدستور والثوابت الوطنية سواءً ما يتعلّق بالثورة والجمهورية والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية.
