جزر صغيرة بوسط المحيط الهندي تبعد عن ملاجاش (مدغشقر) بحوالي 500 ميل ،منعزلة لايعرف عنها إلا القليل بسبب صغر مساحتها وبعدها ، توجد إلى الشرق من ملاجاش ، اكتشفها العرب قبل وصول الأوروبين اليها بعدة قرون ، تقع في جنوبها الغربي جزيرة ريونيون ورغم هذا البعد والانعزال وصلها الإسلام في سنة 923 هـ-ـ1510 م ، وأطلق عليها البحار البرتغالي الذي وصلها اسمه وكان (ماسكارين ) واعتقد البرتغاليون أنهم أول من وصل إليها ، ولكن المسلمين سبقوهم إلى الجزيرة بعدة قرون ثم احتلها الهولنديون في 1598 م وأسسوا فيها محطة تجارية ، وظلوا بالجزيرة حتى سنة 1222 هـ -1710 م ، وجاء من بعدهم الفرنسيون في سنة 1228 هـ ، وأسسوا ميناء بورت لويس ، عاصمة البلاد حاليا وظلت جزيرة موريشيوس قاعدة للفرنسين بالمحيط الهادي حتى هزيمة نابليون ، فاستولت عليها بريطانيا في سنة 1226 هـ -1810 م ، ولقد كانت موريشيوس محطة مهمة عندما كانت السفن تدور حول رأس الرجاء الصالح ولكنها فقدت هذه الأهمية بعد افتتاح قناة السويس ،وظلت بريطانية تحتل الجزيرة حتى نالت استقلالها في سنة 1388هـ - 1968 مسكان الجزيرة خليط من العناصر الزنجية ، ويطلق عليهم الكريول ( الزنوج المحررون )، وإلى جانبهم جماعات باكستانية هندية ، وجماعات من جزر القمر وأقلية من الفرنسيين ، واللغة الإنجليزية هى الرسمية وإلى جانبها اللغة الفرنسية والهندية تغنى المؤرخون والرحالة بجمال جزر موريشيوس الواقعة في قلب المحيط الهندي على مدى العقود الماضية، وتسابقوا على مغازلة شواطئها العذراء وسلسلة جبالها البركانية التي تحتضن عند أطرافها مدنا وقرى يعيش فيها شعب امتهن الطيبة والتصقت بوجهه ابتسامة التسامح والترحيب بكل غريب.البعض وصفها بدرة المحيط الهندي، بينما قال آخرون إنها المكان الأنسب للعشاق ومن يرغبون بالهروب من واقع العالم الصاخب.ربما كان بُعد المسافة عن موريشيوس وطريقة الوصول إليها من أكثر العوامل التي جعلتها من اقل الدول شهرة في العالم العربي، لكن التطور في حركة النقل العالمية خلال السنوات القليلة الماضية وعزوف بعض العرب عن الذهاب إلى بعض الدول الغربية للسياحة، فتح المجال أمامهم للتعرف على كنز لا ينضب من جمال الطبيعة وكرم سكان المكان.يتطلب الوصول لموريشيوس السفر بالطائرة 13 ساعة من لندن أو باريس، لكن وبما أنها تقع في الجهة الجنوبية من الكرة الأرضية، فلا تحتاج لأكثر من ست ساعات طيران من منطقة الخليج العربي للوصول إلى هناك.وما أن يصل الفرد ارض موريشيوس، حتى يشعر بنوع من الندم لعدم زيارة تلك الدولة من قبل.فإذا أردت البحر والاستجمام فالمياه البلورية الصافية في كل مكان، أما إذا كنت من هواة التسوق فهناك العديد من المتاجر الراقية تبيع أفضل ما أنتجته الماركات العالمية، وحتى الحياة الليلية زاخرة هناك، وكل ذلك في جو عائلي ودود.