رسوب الطلاب في الامتحانات هل هو دعوة إلى ترك الدراسة والاتجاه نحو العمل؟!
د. زينب حزام
التربية والبحث والتخطيط ثلاثة مفاهيم مختلفة، يجمع بينها ارتباطها الوثيق بالمجتمع وتقدمه وتحضره.لذا علينا بناء المدرسة والجامعة النموذجية القادرة على تأهيل الطالب وإعداده جيداً لسوق العمل .. ولا نجعله مهموماً بتقديم امتحانات تجعله يشعر بالإحباط وتهدم قدراته الإبداعية وتشعره بالعجز وأنه إنسان فاشل، لا يستطيع خدمة مجتمعه.إن معظم مدارسنا في الوقت الحاضر في أمس الحاجة لمجموعة من النشاطات المترابطة التي تستهدف التطوير التربوي خلال فترة معينة من الزمن، وهذه النشاطات تجري ضمن سياق تخطيط التطوير العام الكلي، وفي إطار الضوابط والإمكانيات المادية المتاحة .. حتى نساعد الطالب على التأهيل الدراسي والجامعي المتناسب مع قدراته العقلية والبدنية.
[c1]نحو بناء هيكل نموذجي للتعليم[/c]إن هذا التطوير يمثل اليوم جزءاً من الفلسفة الاجتماعية لدى العديد من الدول المهتمة ببناء المدارس الحديثة، وأصبح ينظر إليه بوصفة شرطاً مسبقاً أساسياً لكل توسع تعليمي متوازن، واستثماراً فعالاً للموارد التربوية، وتهيئة اليد العاملة الفنية.لقد كان التعليم في السابق لا يرتقي إلى مستوى التخطيط المنظم، كما أن الاهتمام لم ينصب إلا على الناحية الكمية فحسب، فكان هناك حرص على توفير أعداد من الطلاب ومن المعلمين، وهي أمور لا تحتاج على الأغلب إلى تغيير. أما الآن فأصبح إعداد المدرسة والجامعة النموذجية شيئا ضروريا في بناء المجتمع الحديث، ولكن هناك اعتقاد خاطئ لدى بعض التربويين، بأن تسرب عدد كبير من الطلاب في الامتحانات، يعد لصالح هذه المدرسة النموذجية أو الجامعة، لذا نلاحظ خاصة في المدارس الثانوية والجامعات تسرب أعداد كبيرة من الطلاب، حتى أن الطالب يشعر باليأس ويذهب إلى سوق العمل وهو محبط، ولا يستطيع الإبداع في مجال العمل، لأن نفسيته محبطة مقدماً.
[c1]أهداف التعليم التربوي السليم[/c]وهنا لا بد من تحديد أهداف التعليم والتربية، قبل بناء المدرسة النموذجية أو الجامعات النموذجية. فقد أثبتت الدراسات الميدانية أن التقدم الاقتصادي لا يعتمد على رأس المال والقوة العاملة والخبرة الفنية وحدها، وإنما يعتمد كذلك على التربية. وهناك أهداف اجتماعية، فالتعليم لا تقتصر أهدافه على التمكن من حيازة المعرفة والمهارات العقلية، واليدوية، وإنما تتجاوز ذلك إلى تطوير المواقف الاجتماعية والمساعدة على اكتساب القيم المدنية والأخلاقية، وبعد تحديد الأهداف يجب أن تتحول هذه الأهداف، في نهاية المطاف، إلى مشروعات وبرامج عمل، ثم إلى أساس تربوي لتنفيذ هذه المشروعات والبرامج ومنها:أولاً: تزويد مدارس التعليم الأساسي بمناهج تحمل مستويات تعليمية متوازنة مع عدد الساعات المخصصة لكل مادة أو مجموعة مواد، حتى لا يسرع المدرس في شرح المادة المكثفة في دقائق ولا يستوعب الطالب هذا الشرح السريع.ثانياً: التعليم والمعلمون: فمثلاً هل المعلمون مؤهلون بشكل كاف وعلى نحو مرض؟ وهل تتماشى برامج تعليم المعلمين مع الأهداف المتغيرة؟ثالثاً: استعمال الوسائل التقنية الحديثة فمثلاً هل يتم استخدام الوسائل التقنية الحديثة، كالمذياع والتلفاز والكمبيوتر، لتحل محل الطرق التقليدية في التعليم، أو لمجرد مساعدتها وإغنائها؟رابعا : اختيار الطلاب وتقويمهم وإرشادهم :فمثلا ما الطرائق المستخدمة في اختبار الطلاب لدورات معينة، ولتقويمهم وصلاحيتهم للترفيع ؟ وهل يتم تقديم النصائح الخاصة بغرض التوظيف في مهن معينة على أساس التحليل المنظم والمعلومات الخاصة بسوق العمل ؟خامسا : عند رسوب الطلاب في الامتحانات كيف ندرس الأسباب المؤدية الى ذلك ؟ وكيف نساعد الطالب في تأدية الامتحان من جديد وشرح المعلومات التي لم يفهمها ومساعدته في تقديم امتحان نموذجي موفق حتى يشعر بالحماس للعلم والبحث العلمي .سادسا: كفاية المباني التعليمية :فمثلا هل المباني مثالية ،ومشيدة في مواقع مناسبة؟وهل المباني المدرسية مصممة بطريقة اقتصادية ؟وهل تستفيد عملية بنائها من التقدم التقني ؟[c1]اقتراحات إيجابية[/c]إننا نقدم هنا مقترحا بتعديل سنوات الدراسة في التعليم الأساسي ،بدلا من تسع سنوات في مرحلة التعليم الأساسي حيث نجد التكرار في معلومات المواد في مختلف السنوات الدراسية لهذه المرحلة مما يشعر الطالب بالملل ،خاصة الطلاب الموهوبين ،فالطالب الموهوب قادر على اختصار هذه التسع السنوات في ست سنوات ،حتى الطلاب المحدودي الفهم ،نجدهم يملون ولذلك لابد من إيجاد ترتيبات تسمح لهؤلاء،بعدم الانتظار أكثر في المدة الدراسية الكافية بالنسبة لهم ،أي المهم في هذه المرحلة أن يقنع التلميذ السلطات الدراسية بأنه قد حصل على درجة كافية من المعارف والمؤهلات المرتبطة بإنهاء مرحلة دراسية معينة.إن معظم مدارسنا وجامعاتنا في الوقت الحاضر تعاني من العقبة المادية وعدم قدرة الأموال المخصصة على تغطية نفقات البحث العلمي ،إضافة إلى الإحباط النفسي لدى المعلمين والكوادر المتخصصة نتيجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وهذه العوامل تؤدي إلى عدم قدرة المعلم على تقديم الجديد والمفيد في شرح الدروس للمواد المدرسية هذا جانب والجانب الثاني التكرار في المناهج الدراسية الحالية وهي مكثفة بطريقة مهملة للطالب والمعلم .أما الصعوبات الأخرى تتعلق بندرة الكوادر المدربة والباحثة في مجال التخصص ،فالباحث التربوي يحتاج إلى مؤهلات ومهارات وخبرات عديدة في مجال تخصصه ،وكذلك إلى ثقافة واسعة.
طلاب في قاعة امتحانات
طلاب في قاعة امتحانات

طلاب في استراحة بين الحصص