هل سبق وكتب علينا مواصلة الانتظار، إلى أن يحين موعد البدء بتطبيق نظام الأقاليم الموعود والمرتقب؟! لننجو بانفسنا ونفوز بما تبقى لنا من صبر وأعصاب أوشكت على التلف واتلافنا معها، بسبب اصرار فروع ومكاتب الوزارات في المحافظات عامة، ومحافظة عدن خاصة على المراوحة والبقاء محلك سر في نفس الزمان والمكان الذي أريد لها وارادته، وبدأت منه وبدت عليه، كمجرد ديكورات مهملة باهتة ومجسمات منفوخة مطموسة الملامح والتعبير والايحاء والأداء، معطلة وشبه عاجزة عن تمثل ما يوحي ويبرر وجودها، منزوع عنها ومنها الثقة والقدرة على الفصل والحسم والمعالجة لكل مشكلة تقدم لها أو تقع تحت يدها بشكل نهائي أو صريح وبات حتى منها تلك المزحومة دوماً بالحركة والمعاملة إما لارتباطها مباشرة بدخول وخروج وانتقال السلعة، أو من ترى انه من حقها القطع والمنع في تقديم وتأخير صرف الرواتب والمبالغة في استيفاء خصم وقطع ما يقع على المواطن من توابع، والصرف والافراج عن ميزانيات وبنود ومخصصات المرافق بسلاسة وبدون تعب أو مراجلة، والتي عليها ان لا تنظر للجميع بعين واحدة، وفقاً للعادات والتقاليد السارية، عرقل وعقد وصعب على من يريد ان تكون سيرته صالحة حتى يعود خاضعاً ممتثلاً لمعاني واجراءات التفاهم والمسايسة مع غض الطرف وتجنب أي مخالف أو متهرب أو متلاعب يحمل توصية أو لديه حصانة أو أوامر عالية.
فروع ومكاتب وزارات ومؤسسات ومصالح، معطلة عاطلة، ان حاولت اثبات وجودها أو توقفت في الحالتين مشكلة وان دعتها الضرورة ان تصحح شيئاً من أمرها، اعاقت خطاها خطوط حمر من حولها مرسلة، فتعود برضا منها مجبرة، أشبه ما تكون بفخاخ وشباك تترصد من كانت له حاجة أو طالب مسألة، صاحب حق أو طامع في رد مظلمة، أو آخر يحلم بأن يكون له حظ، ويستفيد مما هو متاح ومتوفر لفتح الأبواب المغلقة، لكي يرتفع درجة أو يحصل على أرضية أو يشتري وظيفة أو ينال منحة دراسية أو علاجية أو مساعدة، وهي مداخل تكلف من يطرقها ويبحث عنها ان يغذيها ويصرف عليها ويزيد في اكرامها حتى يستفرغ ما لديه وما معه، وبعدها إما ان يحصل على مطلبه وهذا نادر الحصول، وإما ان يكتشف انه قد ضحك عليه وتم استغفاله واستهباله منذ تلك اللحظة التي فيها فكر انه يمكن ان يجد من خلال تلك الفروع والمكاتب لمشكلته حلاً مقبولاً يعقل.
فروع ومكاتب لوزارات ومؤسسات ومصالح وهيئات، وجودها كعدمه في مختلف المحافظات وجود كل ما فيه يقول بصريح العبارة لأي كان موظف أو طالب أو محال للمعاش، تاجر أو مستثمر أو مهاجر، مريض أو مسافر، مظلوم أو ظالم ... أو ... أو ... اياك اياك ان تغرك المظاهر وان كانت لك حاجة، احزم أمرك وبادر بالانتقال إلى صنعاء حيث المراكز، حيث كل شيء ممكن وجائز.
