اليمن السعيد ـ وبفضل من الله ـ نجا من الدسائس والمؤامرات التي كانت ـ ومازالت ـ تدبر بليل لاستهداف أمنه واستقراره ووحدته إذ ضخت المليارات لضعاف النفوس لتنفيذ المخططات الجهنمية التي تبغي تمزيق الوطن الواحد، وتعكير صفو الوفاق والتوافق الوطني وزعزعة مداميك الأمن والاستقرار باشعال جذوة الفتن في مناطق متفرقة من البلاد رغبة بخرق السفينة لنغرق جميعنا دون استثناء.
لقد تمكن اليمن الواحد الموحد من تخطي العقبات وتجاوز الصعوبات في ظل القيادة السياسية الحكيمة ممثلة بفخامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي قاد السفينة وسط الأمواج العاتية محققاً انتصارات ساحقة في العديد من مجالات الحياة المهمة، وفي ظل قيادته السياسية الظافرة استطاع اليمن أن يثبت امام الملمات والمدلهمات والخطوب حيث تم نقله من أحلك الظروف واصعبها على الاطلاق في طريق التسوية السياسية العادلة، والانتقال السلمي للسلطة والتغيير الحضاري المنشود صوب الدولة المدنية الاتحادية الحديثة حيث الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
ولا نخالف عين الصواب ان قلنا إن اليمن استطاع ان يمر من عنق الزجاجة بسلام من خلال قطع شوط كبير ومميز في مجال التسوية السياسية حيث نجح المتحاورون في حوارهم وكان نجاحاً لكل اليمن من خلال مخرجاته التي اثلجت صدور اليمانيين والتي مثلت حلولاً واقعية وجذرية لتسع قضايا من بينها قضية الوحدة الوطنية التي كان ملفها شائكاً حيث تأخر حسم حلول القضية وتم تمديد الحوار من أجل استكمال ملف القضية الجنوبية الذي جاء تحقيقاً لمطالب الشباب الثوار الذين تطلعوا إلى دولة مدنية اتحادية حديثة تتجذر فيها الوحدة الوطنية وتعمق فيها الممارسات المسؤولة لرعاية حقوق الانسان على قاعدة الحرية والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والشراكة الحقيقية في الثروة والسلطة، فقلوب وافئدة اليمانيين ماتزال واجفة خوفاً على سفينة الوطن الواحد الموحد الذي نأمل بأن يكون من نصر إلى نصر رغم أنوف الحاقدين والمظللين والمرجفين الأفاكين الذين يستحقون اللعنة.
فاليمن غالٍ غلاء أبنائنا وآبائنا فهو أعظم ما حبانا الله به فصحيح ان لفيفاً واسعاً من ابناء أمتنا اليمنية الواحدة يكابدون الفقر ويتصابرون على الضائقة المالية حيث لا فرص للعمل سواء للمؤهلين الجامعيين والاكاديميين أم للشباب العاطل غير المؤهل دراسياً رغم كل ذلك إلا ان الجميع ومع تلك المكابدة والمصابرة يحبون الوطن الغالي عليهم غلاء الأبناء والآباء، فكلنا يفدي اليمن من كيد الكائدين، ومن دسائس الخائنين، ومن مؤامرات المتربصين، فخلال أربعة وعشرين عاماً من عمر الوحدة المديد تأكد لليمانيين ان سفينة الوطن والوحدة قد تجاوزت الخطر ووصلت إلى بر الأمان بيد ان هنالك بعضاً من المؤامرات وافتعال الأزمات باستهداف الأمن ومكاسب ومنجزات الثورة والجمهورية والوحدة، كالكهرباء والنفط ومشتقاته حيث خلقوا لنا أزمة مستعصية في الأيام القليلة الماضية، إلا ان الشعب عصي على كل الزوابع والمؤامرات، ويبدي مقاومة شديدة والتفافاً والتصاقاً واصطفافاً حول قيادته السياسية وقواه ومجاميعه السياسية والاجتماعية الخيرة من اجل استكمال المرحلة الانتقالية بنجاح عن طريق اتمام التسوية السياسية العادلة بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل كونها منظومة متكاملة من المحددات التي ستنقل البلاد إلى مرحلة البناء والاعمار الوطني والتنمية الشاملة المستدامة صوب ايجاد الدولة المدنية الاتحادية الحديثة .. دولة النظام والقانون، ودولة العمل المؤسسي حيث الحرية والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والشراكة الحقيقية في السلطة والثروة، فاليمن دائماً لا تلد إلا أبطالاً أشاوس أوفياء لترابها الطاهر حتى يجود الجميع بنفسه من اجل الدفاع التام عن حياض الوطن، غير ان فداء اليمن بالارواح والأنفس والقلوب والمقل يستدعي تجاوز مرحلة المماحكات والمناكفات التي تورث الشحناء والبغضاء والحقد إلى تمتين عرى الوحدة الوطنية وتجسيد المحبة والوئام والألفة والسلام بين أفراد شعبنا اليمني العظيم ومختلف فئاته وقواه السياسية والاجتماعية، بحيث نتفرغ جميعاً لمهام المرحلة الحالية ونهيئ الأجواء الملائمة والمناخات المواتية لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل التي لن تنفذ اطلاقاً في ظل الأجواء الملبدة بالغيوم ومناخات تعكير الصفو الاجتماعي وبروز الارباك السياسي. ولنا لقاء يتجدد والله المستعان على ما يصفون.
كلنا يفدي اليمن
أخبار متعلقة