بالنظر إلى البيان الذي أصدرته ما تعرف بـ (هيئة علماء المسلمين) برئاسة رجل الدين عبدالمجيد الزنداني خلال مؤتمر صحفي لها عقدته بالعاصمة صنعاء مطلع هذا الأسبوع لمناقشة ما سمته (مستقبل الحوار الوطني)، نجد أن البيان احتوى على عدة اشتراطات لنجاح مؤتمر الحوار الوطني من وجهة نظر هذه الهيئة وحمل الكثير من رسائل التهديد المبطنة للرئاسة اليمنية وأبعاداً مهمة وخطيرة على المستويين الداخلي والخارجي.
ويأتي صدور هذا البيان الجديد من قبل هيئة علماء اليمن التي يرأسها عبدالمجيد الزنداني بعد رفض الرئاسة اليمنية شروطاً كانت تقدمت بها هذه الهيئة في وقت سابق للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني .. حيث قالت الهيئة في بيانها الصادر انه (تبين لها أنه لم يتم الاستجابة لما سبق ان طالب به علماء ومشايخ اليمن بأن تكون الشريعة الإسلامية هي مرجعية الحوار الوطني)، واعتبرت الهيئة إقصاء اعضائها من المشاركة في الحوار تهديداً لحاكمية الشريعة وتبين للعلماء استمرار اقصاء كثير من الجهات والقوى الفاعلة في اليمن وبحسب وصفها مما عزز المخاوف التي أوجدتها الأوضاع الاستثنائية المهددة لحاكمية الشريعة الإسلامية.
وقد أرسلت الهيئة تهديداً ضمنياً في سياق البيان الصادر عنها قالت فيه: (إن هذا الإقصاء يؤثر في أمن اليمن واستقراره في الحاضر والمستقبل) وهو ما يعني توجيه رسالة تهديد للرئاسة اليمنية بإفشال عقد مؤتمر الحوار الوطني القادم، كما طالبت الهيئة بعدم القبول بأي تعديلات دستورية مخالفة للشريعة وألا يكون التعديل إلا من قبل لجنة مفوضة من الشعب اليمني على ان يكون العلماء في مقدمة اعضاء تلك اللجنة.
وأكدت الهيئة على حرمة دماء اليمنيين وقالت في بيانها (إن ما تقوم به الطائرات بدون طيار من ضربات جوية هو قتل بغير حق واعتداء على أرواح الابرياء وعمل خارج على القضاء اليمني وهذا مخالف لاحكام الشريعة وانتهاك للسيادة اليمنية).
وكان رجل الدين الشيخ عبدالمجيد الزنداني رد على أسئلة الصحفيين وانتقد من سماها بالشخصيات المرموقة وقال: (سمعنا بعضهم يقول ليس هناك سقف للحوار السقف مفتوح، وليس هناك شروط للحوار) معتبراً هذا الرد سلبياً.
وقال إن أي حوار لا يلتزم بكتاب الله وسنة رسوله فلا تفاعل معه.
وعقب صدور هذا البيان التصعيدي والخطير من قبل ما تعرف بهيئة علماء اليمن التي يترأسها رجل الدين الشيخ عبدالمجيد الزنداني والتي اغضبت فخامة الأخ المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لما تضمنه بيانها من شروط غير واقعية وإشارات تهدف إلى عرقلة الحوار الوطني والتهديد بنسف التسوية السياسية ونقل السلطة في اليمن، تحدث السفير رشاد حسين المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي باراك اوباما للمؤتمر الإسلامي في مؤتمر صحفي عقده أمس في مبنى السفارة الأمريكية بصنعاء بحضور عدد محدود من وسائل الإعلام المحلية والدولية،فيما أجاب السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فاير ستاين على عدد من اسئلة الصحفيين، وقال حسين رداً على سؤال لاحد الصحفيين بشأن نتائج زيارته ولقاءاته التي اجراها خلال مهمته انه التقى بوزير الخارجية أبوبكر القربي ونائب وزير الاوقاف وان مهمته الاساسية هي الاستماع لوجهات نظر منظمات المجتمع المدني ورجال الدين والواعظين وان تعليمات اوباما ركزت على هذا الجانب. وتدخل السفير الأمريكي بصنعاء للاجابة عن سؤال عن إعلان هيئة علماء اليمن التي يرأسها رجل الدين الزنداني شروطاً بشأن نسبة تمثيل علماء اليمن للمشاركة في مؤتمر الحوار وقال: (نريد أن نذكركم بأن عبدالمجيد الزنداني داعم للإرهاب وبالتالي ليس لدينا تواصل معه ولا نعتقد ان مشاركته في الحوار الوطني ستدعم العملية الانتقالية)، واستدرك فاير ستاين على سؤال لصحفي آخر عن الخطر الذي يشكله الزنداني وارتباطه بجماعات مسلحة مؤكداً ان معلومات الجانب الامريكي تؤكد تورطه في تمثيل مجموعة مسلحة وانه لذلك ادرج على لائحة الأمم المتحدة كداعم للإرهاب وتورطه في دعم وتسهيل اعمال ارهابية داخل اليمن وداخل الولايات المتحدة، وذلك بحسب السفير الأمريكي بصنعاء.
وقد اشترط البيان الصادر عن ما تعرف بـ (هيئة علماء اليمن) التي يرأسها الزنداني عدم إقصاء القوى والقادة والمؤثرين والعلماء والمشايخ وقبائل ووجهاء البلاد واساتذة الجامعات وضباط الجيش ورجال المال والاعمال، وتظهر هذه الفقرة في البيان كما لو أنها رفض لقرارات رئيس الجمهورية الخاصة بإعادة هيكلة الجيش والشرطة، وهي المرة الأولى التي تطالب فيها ما تعرف بهيئة الزنداني بعدم إقصاء القادة.