أعطوني فرصة لأعمل شيئاً بدلاً من الإضرابات والاعتصامات لم تكن تلك مجرد كلمات عابرة التي قالها الأخ شوقي احمد هائل محافظ محافظة تعز في الحفل الخطابي الفني لتكريم شاغلي الوظائف التربوية والتعليمية بالمحافظة، فالرجل أدرك من خلال عمله رئيساً للجنة التخطيط والمالية في المجلس المحلي، واشتغاله في إدارة مؤسسة رائدة في القطاع الخاص، انه لا يمكن العمل في جو غير مهيأ للإبداع .. فمن أبجديات الإنتاج ان تتوفر لديك البيئة الملائمة والمواد الخام التي تمكنك من رفد السوق بمنتوج ذي قيمة وفائدة.
وأن الأمن والخدمات الأساسية والصحة والتعليم أهم ما يحتاجه المواطن اليمني ومن بينهم سكان تعز بحسب الرؤية الصحيحة للأخ شوقي، ولكن لا يمكن لتلك الركائز الرئيسية ان ترى النور وينعم بها المواطنون، ونحن ما زلنا نعيش في الأجواء التي رافقت الأزمة فتأثيراتها وانعكاساتها لم تفارق بعد الشارع من خلال الإضرابات والاعتصامات التي لم يعد لها معنى خصوصاً وأنت أمام رجل بحجم شوقي هائل يريد أن يصلح الوضع ولو انفق من ماله الخاص.
نعم كما أكد الأخ المحافظ هناك الكثير من المدارس المخربة وأخرى مهدمة، إضافة إلى مدرسين مضربين ومدراء وطلاب لا يقلون عنهم إضراباً، وأزيد على ما قاله أن وضعاً كهذا يمكن لي تخيله في محافظة غير تعز، أما تعز بلد العلم والمتعلمين الذين حملوا مشعل التنوير لكل ربوع اليمن، فلا يمكن أن يستمر حدوث ذلك فيها، لهذا فإن على المدرسين والطلاب إلى جوار الكوادر الإدارية أن يقفوا إلى جوار شوقي ليبدؤوا مسيرة إعادة ترميم ما تهدم من علاقات اجتماعية وقيم تربوية ومبان علمية.
نحن مع مطالبه الرائعة بإبعاد الحزبية عن المدارس فكما قال: “إذا أردنا مستقبلاً أفضل لنترك السياسة بعيداً عن أسوار المدارس، أدعو الجميع في تعز المدينة والحضارة إلى ان يتقوا الله في المعلم والتعليم، وعلينا جميعا ان نكف أيدينا عن العبث بهذا المعين الصافي فلا تنمية ولا تغيير ولا حل للمشاكل إلا بأن يكون التعليم اقدس شيء لدينا”... هل تلقى تلك الكلمات صدىً في قلوب المتعلمين من أبناء تعز، ليعيدوا بعث القيم الجميلة التي ارسوها في النفوس على مر الزمن.
أجزم ان طلاب وطالبات تعز سيأتون العام القادم الى مدارسهم والمناهج جاهزة، وسيجدون معظم المدارس جاهزة بطلاء جديد وإدارات جديدة ، وسيلاقون مدراء مدارس ووكلاء جدداً، بحسب تأكيدات الأخ شوقي، فقط ما يريده الرجل ان تفتحوا له قلوبكم قبل آذانكم، لان كلماته وما تحمله من معان يجب ان تمر للقلب لا ان تستقر في الآذان .
نعم اهل تعز هم من انجحوا الحملة الأمنية، وإن كان ما حدث في السجن المركزي يعد علامة خطيرة في صفحة التحسن الأمني الذي بدأت المدينة تتنفس نسماته.. ولهذا فالتعويل عليهم اكبر في انجاح حملة اصلاح الخدمات الاساسية والتعليمية والصحية، وهذا لن يكون عسيراً اذا ما تحمل كل واحد في المحافظة مسئوليته، وذلل الصعاب امام ادارة المحافظة، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال عودة السكينة الى النفوس وانعكاسها على الشوارع، بعيدا عن الإضرابات والاعتصامات لتعود تعز كما كانت ملتقى اليمنيين وشريانهم النابض.
لأجل تعز ..
أخبار متعلقة