قلنا وما زلنا نكرر القول كلنا مع التغيير المبني على ركائزه الحقيقية في مواصلة البناء والتعمير، لسنا مع الفوضى التي كان يراد منها اسقاط الدولة بمن فيها من بشر وشجر وحجر، فعام حافل بشتى انواع الفوضى ختمناه بخير عمل ألا وهو انتخاب رئيس جديد للبلاد، كان ينبغي علينا جميعاً ان ننطلق من تلك اللحظة التي اسس اليمنيون فيها تغييراً اراده الجميع، ولكنهم اختلفوا في طرق تنفيذه، وشاء المولى عز وجل ان يكون مضرب المثل في الدول الاخرى.
الحديدة تعيش أوضاعا مأساوية بدءاً من خدمة الكهرباء السيئة جداً، ورغم ذلك يفاجأ السكان بكافة مديرياتها بفواتير لا نعرف كيف جاءت والكهرباء في الاساس مقطوعة طيلة الشهر، ولهذا فهم بحاجة ليس فقط بتوفير الكهرباء، بل بتخفيض تعرفتها نظراً لمناخها الحار، لا سيما ونحن مقبلون على الصيف فيما التحكم في منظومة الكهرباء يتم مركزياً في استغفال تام لأبناء المحافظة.
شبكة الصرف الصحي بحاجة ماسة لإعادة تأهيل منظومتها، فشبكة الصرف الصحي بالمحافظة انتهت صلاحيتها وأضحت تشكل خطراً على السكان بعد ازدياد طفح مجاريها، في الحوك والصبالية والدهمية وغليل. ولأن الله لا يجمع بين عسرين فأبناء المحافظة يتوقون الى ان ترحمهم السلطات من عناء الكهرباء وبلاء المجاري.
نهب الاراضي على اشده ولم يرحم منه حتى اصحاب المحافظة، وأنا احدهم فقد تم مصادرة ارضيتي التي ساهمت في تأسيس جمعيتها بمكتب الشباب والرياضة بالحديدة، وصرفت بأوامر من مدير مكتب الاراضي وجمعية مكتب الشباب، وجميعهم ليسوا من ابناء الحديدة، وهذه ليست نظرة مناطقية، ولكنها الحقيقة فأبناء الحديدة مهضوم حقهم، اراضيهم لغيرهم، وخيراتهم لسواهم حتى الكهرباء يمدونها للعاصمة وتمر الاسلاك فوق رؤوسهم فيما هم في ظلام دامس.
نعم المظالم كثيرة في المحافظة ولكن ما هو الحل، ايكون في اشعال الفوضى وترويع الآمنين، ايكون في خلق حالة من عدم الاستقرار في مدينة عرف عنها انها مدينة السلام.. ابداً لن يكون الحل في الخروج على المحافظ والمطالبة برحيله، او كلما عين مدير لا يعجبنا نخرج شاهرين عليه سلاح الرحيل.. يا اخواني إن فوضى المؤسسات التي تشهدها مدينة الحديدة اليوم، والتي يراد منها تعويض فوضى إسقاط الدولة الذي عجز عن تحقيقه البعض من باب الشارع، فدخلوا اليه عبر نافذة المؤسسات، انا هنا لست مؤيداً لطرف في بقائه او ذهابه.. ولكني ضد هذه الطريقة الاقصائية الفوضوية التي إن تركناها تمر فلن نجد في الحديدة بعد ذلك شريفاً يتقلد اي منصب لأنه وببساطة سيجد من يحضر له أشخاصا يطالبون برحيله، وسنعيش في فوضى مستمرة.. اللهم جنبنا الفوضى ومشعليها.
الحل يكمن في الوقوف مع الشرفاء من أبناء المحافظة وإبعادها عن الفوضى التي يراد منها غض الطرف عن الجرائم الحقيقية التي تستهدف أراضيها وخيراتها بل وتمس كرامتنا وآدميتنا كسكان في هذه المحافظة الغنية بكل شيء، إلا بالتقدير والعرفان من الجهات المختصة .
إننا مع كل الخطوات والقرارات التي من شأنها حفظ أمن واستقرار وتنمية المحافظة ونرفض كل أشكال الفوضى والتخريب ونستنكر الحملة العدائية ضد محافظ المحافظة أكرم عطية، لأنه وببساطة من أبناء تهامة، ولو لم يكن كذلك لما تم مهاجمته، فالرجل لا يمكن تحميله سوءات غيره من خلال الفترة الحرجة التي تقلدها، وهنا لا ندافع عنه، بل ان كانت هناك مطالب بتغييره فينبغي ان تكون عبر الاطر الشرعية، واعني بها فخامة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي، والذي وليس احد سواه بيده تعيين اوانهاء عمل اي محافظ.. وهنا نجدها مناسبة للإشادة بطيب الذكر الاستاذ محمد صالح شملان محافظ المحافظة الاسبق على ما بذله اثناء قيادته للمحافظة.
ان المطالبة بالحقوق امر طبيعي، وما ضاع حق وراءه مطالب، ولكن ينبغي علينا ان نفوت الفرصة على من يريد ان يكمل خراب الحديدة ليقعد على تلها، لأنها وببساطة لا تهمه، وليس من أهلها.. فبعد خرابها سيرحل عنها ولكن بعد ان يكون قد رحل الامن والاستقرار، فهل نعي الدرس قبل خراب الحديدة؟.
فخامة الرئيس هادي .. الحديدة وسكانها منتظرون ان تلتفت إليها ، فأنت ادرى الناس باحتياجاتها وليس ذلك بخاف عليكم، فقد شرفت بعدة زيارات من قبلكم وهي تستحق منكم ان ترفعوا الظلم المسلط عليها، فالظلم الاول الخدمات السيئة، والظلم الثاني مشعلو الفوضى والذين لا رادع لهم سوى بإحقاق الحق وتعيين الرجل المناسب.
مع التغيير في الحديدة لا مع الفوضى
أخبار متعلقة