توصل العلماء حديثًا إلى فك لغز الحجارة التي كانوا يرونها في مكان، وبعد شهر أو شهرين يجدونها في آخر، ووراءها أثر على الرمال يؤكد سيرها بمفردها، وهو طلسم علمي معقد، لأن بعضها كبير الحجم والوزن، لا تقوى عليه الرياح لتحركه، ولا الإنسان أو الحيوان طبعًا، حتى اكتشفوا الأسبوع الماضي سر اللغز المكنون.كانوا يظنون دائما أن لتحركها في "وادي الموت" الشهير باسم Death Valley بولاية كاليفورنيا الأميركية، علاقة بين تركيبتها الجيولوجية وبين حزم مغناطيسية تحت الأرض، مكوَّن معظمها من خليط حديدي وصخري، وأنها تتحرك مئات الأمتار بتأثير تحرك الحزم تحتها، فيما دفعت الحيرة بآخرين للمبالغة بالعيار أكثر، إلى درجة اعتبروا معها أن لتحركها علاقة بعالم "ما ورائي" مجهول.يسمونها sliding stones أو "الصخور المنزلقة" التي تبدو بالتصوير المتسارع كأنها تزحف منزلقة على ما يشبه سطح الماء، بحسب ما تظهر في فيديو عرضته "العربية.نت" الآن، وهو أول شريط تظهر فيه وهي في مسار حقيقي فوق أديم البرية، ماضية من مكان إلى آخر يبعد أحيانًا 250 مترا، في ظاهرة كانت ولا تزال تحدث كل عامين أو أكثر في موقع كان بالماضي الجيولوجي البعيد بحيرة، لكنها جفت أسفل جبال Panamint في "وادي الموت" الشهير.وشرح مختصون بالجيولوجيا عمومًا، أن رياحا عاتية تدفعها عندما تكون الأرض طينية ومبتلة بمياه الأمطار، بحيث تنزلق إلى الأمام، لكن العثور بينها على صخور وأحجار ضخمة وثقيلة جعلهم يستبعدون هذا التحليل، فمالوا إلى آخر ملخصه أنها تتحرك في الأجواء الباردة جداًّ، حين يتجمد الماء المحيط بها، إلى كتل بلورية، يصبح من السهل أن تنزلق إلى الأمام بفعل أي عملية دفع بسيطة من هبات الرياح والعواصف، وهذه نظرية فشلت أيضًا، لأنها لم تشرح سبب أول خطوة في التحرك الأول للأحجار من مكانها، حتى فكك الطلسم فريق علمي أميركي قبل أسبوع.وأخيرا وجد فريق من «جامعة بويزي» بولاية ايداهو الأميركية، أن رقائق من الجليد خشنة، لكنها كثيفة وشبيهة بالزجاج المكسور، هي ما يحرك الأحجار في مكانها ويهزها، كما تفعل الجرافة، وحين يكون سطح الأديم طينياً ومزلاجياً، تنزلق فوقه ولو بفعل هبة ريح بسيطة، ويستمر انزلاقهابفعل تدحرجها فوق الأديم الطيني.ومع أن اكتشاف عمل الرقائق الجليدية كان المفتاح الرئيسي في فك اللغز المحيّر، إلا أن ريتشارد نوريس عبّر لوسائل إعلام قرأت فيها «العربية.نت» تفاصيل عمل الفريق، ومنها «سييرا صن تايمز» الأميركية، عن شعوره بأن بعض الغموض ما زال يحتاج إلى حل نهائي بشأن الأحجار الضخمة التي تتحرك، لكنه لا يعرف طبيعته.
أخبار متعلقة