يكفي تصعيداً
الظروف التي يمر بها الوطن اليوم لا يخفى على احد مدى تصاعدها نحو مسار لا يمكن أن يتنبأ به أحد، خصوصاً بعد رفض جماعة الحوثي لمبادرة اللجنة الوطنية الرئاسية التي وافق عليها اللقاء الوطني الموسع بالاجماع .. وهذا أمر يتطلب استدعاء الحكمة والروية في التعامل مع معطياتها.وقلد أكد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لدى ترؤسه أمس اجتماع مجلس الوزراء على ان الوطن لم يعد يحتمل المزيد من التصعيد والدفع به إلى أتون العنف والفوضى، مشيراً إلى أهمية تفويت الفرصة على الدعوات التي تستهدف الإضرار بالوطن وأبنائه وأخذ العبرة من التجارب المريرة التي يعيشها بعض الدول العربية التي انزلقت إلى العنف والدمار المادي والمآسي الانسانية.المرحلة الحالية تتطلب العديد من الاستحقاقات الوطنية لانجاز مهام المرحلة الانتقالية وعلى رأسها تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وصياغة وإقرار الدستور وهي مهام جسام تتطلب تضافر الجهود الحية من أجل انجازها وتحقيق رغبات الشعب في تحقيق غد آمن ومشرق، لا أن تتحول الانظار عنها إلى متاهات افتعال ازمات جانبية تقوض العملية السياسية برمتها.لكن ما يجري اليوم من قبل جماعة الحوثي من تصعيد وتحشيد واعتصامات حول العاصمة وداخلها وغيرها من الممارسات والاقوال الانفعالية التي تضع العربة قبل الحصان ما هي إلا أفعال واقوال تستهدف استقرار الوطن والخروج الآمن من ازماته المتتالية، لأنها تفتعل المشكلات وتستحضر دغدغة مشاعر الناس نحو غايات لا تهدف خيراً للوطن وابنائه.وعليه فان على القوى السياسية والعقلاء في اليمن أن يؤمنوا البلاد من الدخول في نفق مظلم وان يجلسوا على طاولة حوار تكون مبادرة اللجنة الوطنية الرئاسية محورها، والعمل على صياغة رؤى وطنية تجمع الجهود لا ان تحشدها ضد الوطن والدولة، وجمع القوى والاحزاب والجماعات على أرضية الوفاق والتوافق.أما الطريق الآخر الذي يسلكه الحوثيون في الاحتشاد والاعتصامات حول محيط العاصمة وداخلها واستحضار لغة عدائية ورؤى غير قابلة للتطبيق فانها ستجرنا جميعاً نحو هاوية لا قرار لها، ولن تجلب إلا الدمار والمآسي وسيغرق الوطن في بحر ظلمات واسع.والرهان الأخير هو على يقظة الشعب اليمني ووعي ابنائه بما يخطط له مما يستحق من الجميع أن يضع المسؤولية الكاملة عليه، ومن خلاله فقط وعلى ضوء تجاربه السابقة مع الازمات والمحن ولن يكون هناك طريق سوى ذلك المؤدي إلى استقرار الوطن والحفاظ على أرواح الناس وممتلكات الدولة وعلى المسار الانتقالي للمرحلة الراهنة.