رمضانيات
فيصل بن غالب إن للإسلام محاسن كثيرة بل الإسلام كله محاسن لكنني سأذكر للقارئ الكريم بعض هذه المحاسن ليأخذ فكرة حسنة عن هذا الإسلام ليعتز ويزداد إيماناً به ويتبين له أن هذا الدين قد فاق جميع الأديان السماوية والأرضية في جميع المجالات. ولهذا كان بحق خاتم الأديان والرسالات ورسوله خاتم الأنبياء والمرسلين ، فقد جاء الإسلام بعقيدة واضحة المعالم نيرة لا لبس فيها ولاخفاء ولاغموض ولا تعقيد سهلة يقبلها كل ذي عقل وذهن صاف وصحيح وبصيرة ثاقبة . جاء الإسلام بتوحيد الألوهية في إله واحد وأمرنا أن نؤمن به وهو الذي خلق هذا الكون كله. متصف بأسماء حسنى وصفات عليا وهو واحد أحد فرد صمد لاشريك ولامثيل له (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) له العلم الواسع المطلق يعلم ما كان وما يكون ، وله قدرة مطلقة وإرادة شاملة ورحمة واسعة وعلو ذات وقهر وأنه المستحق للعبادة والطاعة لا معبود بحق سواه سبحانه وتعالى. ومن محاسن الإسلام أنه أمرنا بالإيمان بجميع الملائكة دون استثناء والإيمان بجميع الكتب المنزله كالتوراة والإنجيل والزبور والفرقان والإيمان و بجميع الأنبياء والرسل وأمرنا بأن نؤمن باليوم الآخر وهو يوم القيامة يوم المعاد يوم يحيي الله فيه الموتى ويحاسبهم على أعمالهم التي عملوها في الدنيا في حياتهم فيجازي المحسنين والمتقين والطائعين على إحسانهم وتقواهم وطاعتهم بدار النعيم ويثوب الكافرين بالعذاب الأليم ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) وأمرنا بالإيمان بالقدر خيره وشره من الله سبحانه وتعالى وأن كل ما يكون في هذا الكون بتقدير الله ومشيئته لا حول لنا فيه ولا قوة ( إنا كل شيء ، خلقناه بقدر ) وأن كل نفس لها ما كسبت من الحسنات وعليها ما اكتسبت من السيئات ولا يحمل أحد ذنب غيره ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) فعقيدته - أي الإسلام - عقيدة واضحة وبسيطة ومعقولة ومقبولة عند الصغير والكبير والجاهل والعالم والذكر والأنثى لأنها بسيطة وميسرة ليس فيها مشقة وتكليف وعناء، فهي عقيدة نقية وطاهرة تناسب كل العقول والقلوب والأعمار والفطرة السليمة على مدى الأزمان. من محاسن الإسلام أنه شرع الطهارة والنظافة للناس وجعلها فرضاً محتماً عليهم وتارة مندوباً. وكلنا يعلم أن الطهارة تنقي الإنسان من الأقذار والأوساخ والأتربة التي تسبب الأمراض والروائح الكريهة التي تتقزز منها النفوس. كما أن غسل الأعضاء بالماء يولد فيها نشاطاً ويذهب عنها الكسل والخمول وبعد الاغتسال والتطهر تزول كل بواعث القاذورات ومضعفات الصحة ويجلب لها النشاط وارتياح البدن والقلب وانشراح النفس. ومن محاسن الإسلام أنه جاء يدعو إلى العلم والمعرفة والصناعة والإنتاج والتطور والرقي في كل الميادين كالطب والصناعة والتجارة والعمران والبناء ومعرفة مافي أسرار الكون من علوم وحث البشرية إن استطاعوا أن ينفذوا إلى الكون الفسيح فليفعلوا ذلك بقوله سبحانه وتعالى (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لاتنفذون إلا بسلطان ) الرحمن (33) وأمر بإخراج المعادن والكنوز من باطن الأرض وجوفها لكي نصنعها ونستفيد منها كالنفط والذهب والفضة والنحاس والقصدير والبرونز والحديد وغيرها من المعادن المدفونة في جوف الأرض فقد سخرها الله سبحانه وتعالى لنا في هذه الحياة لتعيننا على طاعته واستمراراً للحياة والتطور فيها. ومن محاسن الإسلام أنه أمر الناس بالتعاون فيما بينهم والأخذ كل عن الآخر في العلم والمعرفة وأمور الحياة من الصناعة والزراعة والتكنولوجيا والمأكولات والمشروبات ولم ينه عن ذلك فقال سبحانه وتعالى ( يا ايها الناس إنا خلقنا كم من ذكر وأنثى وجعلنا كم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير ) الحجرات (13) وهكذا تجري سنة الحياة في التواصل الاجتماعي والمعرفة بين الشعوب في شتى بقاع الأرض يتعلم بعضهم من بعض ويستفيد بعضهم من الآخر. فالعلم والمعرفة والصناعة والتجارة والزراعة ليست حكراً على المسلمين وحدهم ولا على غيرهم من الشعوب فهو شراكة بين الجميع وهم شركاء فيه يأخذ كل واحد منهم ويعطي للآخر وبذلك تسير الأمور وتتوازن وتدور عجلة الحياة وتستمر البشرية في التطور والنمو والازدهار.