على هامش احتفال المؤسسة الطبية الميدانية باليوم العالمي للسل بعدن
استطلاع وتصوير/ محمد فؤاد احتفلت المؤسسة الطبية الميدانية بعدن في كلية الطب باليوم العالمي للسل باعتباره يعد ضمن أنشطة وفعاليات المؤسسة خلال العام الجاري 2014م الذي حمل شعار “ الوصول إلى الملايين الثلاثة من المصابين والكشف عن السل ومعالجته والشفاء منه”.فالسل يعد من الأمراض المعدية وينتج عن الاصابة بجراثيم السل حيث ينتقل من الشخص المريض إلى السليم غالباً عن طريق الرذاذ المتطاير من فمه عند العطس أو السعال ، ويسمى هذا المرض “ الدرن” الـ (تي بي).إن السعال المستمر لأكثر من أسبوعين من أعراض مرض السل فإذا كنت تعاني أنت وحدك أو احد أفراد أسرتك أو المحيطين بك منه ننصحك بالذهاب لأقرب مركز صحي لعمل الفحوصات اللازمة للتأكد من الإصابة بالسل أو عدمه.الجدير بالذكر أن عدد الوفيات بمرض السل وصل إلى مليوني شخص في العالم ويحتل المرتبة الرابعة من حيث الوفيات.حول هذا الصدد سلطت صحيفة (14اكتوبر) الضوء من خلال هذا اليوم العالمي للسل فاستعرضت كلمات عدد من الشخصيات المشاركة ومنظمي الفعالية فإليكم الحصيلة:[c1]رفع الوعي المجتمعي [/c]في مستهل الفعالية تقدم الدكتور مهيب عباد رئيس المؤسسة الطبية الميدانية بكلمته والتي أشار من خلالها إلى أن هذه المناسبة جاءت بهدف رفع الوعي بمرض السل إلى جانب تحفيز المجتمع على عمل حملة توعية من اجل الكشف عنه ،معبراً في الوقت نفسه عن سعادته للحضور الملحوظ والتفاعل من قبل الكوكبة الرائعة من قيادات المحافظة والصحة وجامعة عدن، مؤكداً أن هذا إنما يدل على الاهتمام والمشاركة من خلال الحضور والتفاعل الدائم من قبلهم مع كافة الفعاليات والأنشطة التي تبنتها المؤسسة منذ بداياتها الأولى وما يشكله من دافعٍ وحافزٍ لها للاستمرار في تقديم جل ما لديها من الوسائل في تسهيل خدماتها للعمل الإنساني للمجتمع والوطن، مشيداً بكافة الجهود الملموسة من قبل أعضاء وفريق عمل المؤسسة الذين من خلالهم تكللت نجاحاتهم في تقديم الخدمات الإنسانية الطبية والتوعوية للمجتمع.[c1]تضافر الجهود[/c]وفي كلمة للدكتور علي احمد علي يافعي عميد كلية الطب والعلوم الصحية أشار إلى أن العقل السليم في الجسم السليم ،حيث لايمكن أن يتقدم المجتمع إلا بعناصر منتجة وفاعلة ولا يبنى الوطن الجديد إلا بإعطاء مثل هذا الجانب الأهمية الكبرى وقال إن عدن تميزت في مكافحة مرض السل « الدرن » من خلال شعورهم بأن النجاحات التي حققت كانت تضاهي كل المحافظات الجنوبية منها والشمالية وكان يلمس هذا الشعور بالمسؤولية عند إصابة أي شخص بالسل من نهوض وتفاعل من كل أفراد المجتمع ويعتبرونها قضية وطنية وواجباً إنسانياً، مشيرا إلى أن قسم الصدر في مستشفى الجمهورية كان يحظى بدعم واهتمام كل الجهات وتكافل المجتمع لكي يتم إنقاذ هذا المريض، مطالباً بضرورة عودة مثل هذه السمة المميزة من جديد ، وأعرب عن تفاجئه برؤية حالات مصابة بالسل وهو ما يدل على عوامل دخيلة طرأت منها البيئة والتغذية والظروف وقصور الخدمات تتطلب من الجهات المعنية إلى جانب المجتمع وقفة جادة لمحاصرة هذا المرض من خلال تحسين الرعاية الصحية الجيدة لرعاية المجتمع والمواطن، مطالباً المعنيين في الدولة أن يهتموا بالمرافق الصحية لتحسين جودة الرعاية الصحية للمواطن ،واصفاً هذا اليوم الذي يتكلل بالعمل التكاتفي من قبل القائمين على المؤسسة الطبية الميدانية التي كانت بسيطة في بداياتها إلى أن صارت اليوم تحظى بدعم وتقدير وعمل على الواقع من خلال مشاركتهم بالتوعية الصحية للمجتمع وهي خطوات إنسانية تشكر عليها إلى جانب فريق عملها من نخبة الشباب الواعي والمجد ويضيفوا شعوراً بالاعتزاز وبأنهم على مستوى المسؤولية: « طموح ، وجدية ، وعمل ، وإبداع » ملموس على الواقع في المقياس الحقيقي ، مؤكداً أن لوزارة الصحة توجهاً جاداً لمثل هذه القضايا والأنشطة التي تتجاوز الروتين ، من خلال خلقها لشراكة نوعية مجتمعية ويتمثل بمشاركة وتعاون كل أفراد المجتمع من حيث الدعم والاهتمام بعيداً عن الصراعات والمماحكة السياسية، مضيفاً أن الوطن يمر بمرحلة مخاض غير عادي يجب أن ينتج عنه مولود صحيح ومعافى وخالي البدن من “الدرن” وغيره من الأمراض ولن يتم ذلك إلا من خلال المرونة والحكمة برؤية وبمنظور وصورة واضحة والهدف الأخير من اجل اليمن الجديد وبناء وطن ومجتمع صحيح وواع ومتعاف على هذا الأساس ، ولفت إلى أن كلية الطب والعلوم الصحية تستعد لتدشين أسبوع الطالب الجامعي وتمنى رئيس المؤسسة الطبية الدكتور مهيب عباد بان يكون هناك مشاركة لهم من خلال تفعيل دور التوعية بالكلية عبر المخيمات خلال شهر ابريل القادم تتمثل بمساهمة الطلاب بالتوعية والهدف هذه الفرصة هو تثقيف المجتمع حول العديد من الأمراض.[c1]تطور ملحوظ[/c]وفي كلمة للدكتور عبد الناصر عياش المدير الإقليمي لمركز مكافحة السل بعدن أشار إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للسل الذي يصادف 24 من مارس من كل عام حيث تم اكتشاف الجرثومة المسببة للمرض بفضل العالم الألماني «روبرت جوخ » في عام 1882م وشكل هذا الاكتشاف الخطوة الأولى للقضاء على مرض السل ما دفع العلم إلى التطور من خلال الاختراعات والاكتشافات والعقاقير والأدوية العلاجية إلى أن وصل الحال إلى ماهو عليه في يومنا هذا ، مشيراً إلى أن علاج هذا المرض في بلادنا لمس تطوراً ملحوظاً في معالجة ومكافحة هذا المرض من خلال عمل مسوحات في تحديد حجم مشكلة السل في اليمن مابين عامي 1990م - 2007 م ، تختص بتطور وانتشار هذا المرض، موضحاً خلال كلمته أن معدل الحدوث السنوي للمرض في العام 90 م لمس تحسناً بمعدل 86 حالة من كل مائة ألف من السكان ، بينما في 2007م إلى يومنا وصل إلى 50 حالة من كل مائة ألف من السكان ، ومعدل الانتشار تطور من 132 حالة من كل مائة ألف من السكان في العام 90 م لينخفض الى 78 حالة في 2007م ما يدل على انه شهد تحسناً ملحوظاً، وبالنسبة لعدد الوفيات بهذا المرض فكان 15 حالة لكل مائة ألف من السكان وانخفض إلى 9 حالات بوصفه تطوراً وتحسناً كبيراً في مجال مكافحة المرض. [c1]مشاريع وخطط المؤسسة في 2014م[/c]من جانبها تحدثت الدكتورة أسماء دريب المديرة التنفيذية للمؤسسة الطبية الميدانية خلال كلمتها حول الخطط السنوية للمؤسسة في العام 2014م والتي تتمثل بتواصل حملة مشروع مكافحة سوء التغذية عند الرضع وصغار الأطفال بتمويل من منظمة اليونسيف إلى جانب البحث عن مزيد من الشراكات مع المنظمات المحلية والدولية ، مشيرةً إلى أن المؤسسة بصدد تنفيذ مشروع جديد بتمويل من السفارة الهولندية ويتمثل برفع الوعي لدى أوساط الشباب بكيفية الوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً وخصوصاً “ الايدز” وسوف يتم تدشينه في شهر ابريل القادم.تخلل الفعالية عروض فيلمية توعوية عن مرض السل إلى جانب ورقتين الأولى مقدمة من قبل الدكتور عبد الله حسين عن كيفية انتقال وعلاج مرض السل والثانية عن انجازات المركز الإقليمي لمكافحة المرض للدكتور هوشي احمد صالح.حضر الحفل كل من الأخ احمد الضلاعي وكيل محافظة عدن لشئون الاستثمار والدكتور الخضر لصور مدير عام مكتب الصحة والسكان بعدن ولفيف من طلاب كلية الطب وعدد من المهتمين بالقضايا الصحية.