القاهرة/ متابعات:أكد د.سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن كل الثورات العربية مطالبة بتبني مشروع ثقافي يساهم في نهضتها الحديثة، وليقدم حالة من الحراك والتواصل بين طبقات المجتمع.وأضاف د. توفيق في افتتاح فعاليات الدورة الأولى لمؤتمر الشعر المصري والذي جاء تحت عنوان المصري (تحولات الشعر المصري الراهن): (كل ثورات الربيع العربي ينقصها المشروع الثقافي، ولم تكن مدفوعة به)، مؤكدا أنه صار لزاما على الثورات أن تؤسس لمشروعها الثقافي الخاص، الذي يتناسب مع واقعها ورؤاها، فالمشروع الثقافي فقط يمكن للثورات العربية أن تؤتي الدور الذي قامت لأجله، ويمكن للشعوب العربية أن تصل إلى ما تريده.وأوضح د. سعيد توفيق أنه برغم قتامة الصورة التي نحياها الآن إلا أننا وبالنظر للواقع التاريخي، وإذا ما قارنا الوضع بالثورة الفرنسية التي استمرت طويلا، لا ينبغي أن نيأس فالثورات بدأت ولابد أن تواصل جهودها.وقد شهد المؤتمر وقفة حداد على الشهداء من ضحايا حادث أسيوط، وأشار الأمين العام للمجلس إلى أن بعض الشخصيات هاتفته للحديث حول الحداد الذي بدأ اليوم في عدد من قطاعات الدولة، ومدى إمكانية تطبيق ذلك على المؤتمر، مشيرا إلى انه يكفي ما قام به المؤتمر من الوقوف دقيقة حداد على الشهداء ثم مواصلة العمل الذي هو بالأساس ثورة، ولا يمكن للثورة الاستمرار إلا بالعمل المتواصل.أما ماجد يوسف رئيس لجنة الشعر فقد أكد في كلمته الافتتاحية أن المؤتمر يأتي تتويجا للعديد من المتغيرات المتلاحقة على المستويين السياسي والشعري، اللذين يظهر منهما مدى الترابط الجدلي، فالعلاقة بين الثورة والشعر علاقة تراسل ثوري، مشيرا إلى ثورات الشعر المتعاقبة منذ الأربعينيات وحتى قصيدة النثر إلى أن جاءت ثورة 25 يناير والتي أسهمت في الكثير من التغيرات حتى في لجنة الشعر التي يرأسها الآن.وأوضح يوسف أن المؤتمر هو تتويج لعمل لجنة الشعر الجديدة، راجيا أن تكون قد أفلحت وهي لم تكمل عامها الأول بعد، مؤكدا على محاولات اللجنة المنظمة للمؤتمر الخروج بمؤتمر يعبر عن راهن الشعر المصري وتياراته المختلفة.وأشار يوسف أن المؤتمر الذي يأتي تزامنا مع الذكرى الـ27 لرحيل شاعر العامية الكبير (فؤاد حداد) فقد قررت اللجنة أن تهدي دورتها الأولى لاسمه الشاعر الراحل، مؤكدا أن حداد هو صاحب النقلة الكبرى التي أنجزها شعر العامية المصرية الحديث من آفاق الزجل البيرمي إلى آفاق الشعر منا رسخته حساسية العصر الحديث.وقد شارك في الجلسة الافتتاحية د.عبدالمنعم تليمة الرئيس الشرفي في المؤتمر، الناقدة د.منيرة مصباح (التي قدمت من الولايات المتحدة للمشاركة في فعاليات المؤتمر) التي أكدت في تصريح خاص للوكالة أهمية المؤتمر الذي يأتي كخطوة مهمة من خطوات التأصيل للثقافة المصرية، فمصر كانت دائما الرائدة ثقافيا على مدار تاريخها، وأنها عليها في هذه المرحلة من تاريخها أن تكون القائد للعبور بالثقافة العربية والآداب العربية إلى آفاق أكثر تأثيرا على الساحة العالمية.وتؤكد مصباح مدى حضور وتأثير الشعر المصري (الفصيح خاصة) في المشهد الثقافي العربي أن الشعر المصري كان فيه الكثير من الرموز المهمة التي برزت في سماء الشعر العربي وكان لهم تأثيرهم، ودورهم في الحداثة الشعرية، مؤكدة أنها خلال هذا المؤتمر آثرت أن تسلط الضوء على مركزية الحداثة الشعرية في مصر، وذلك عبر تسليط مزيد من الضوء على شاعر ترى أنه لم ينل كامل حقه في حياته، وهو الشاعر الكبير (محمد عفيفي مطر) الذي لا بد من أن يعاد إليه كامل حقه، كشاعر مؤثر وفي مقدمة المشهد الشعري المصري.