عدد من الشخصيات الاجتماعية تتحدث عن العيد الـ(44) للاستقلال الوطني لـ « 14 اكتوبر »:
أجرى اللقاء / عادل خدشي [c1]نضالات مريرة وكفاح شعب[/c]في البدء تحدث إلينا الأخ الدكتور الخضر لصور - مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بعدن فقال: إن العيد الـ (44) للاستقلال الوطني الناجز في (30 نوفمبر) وخروج آخر جندي بريطاني من جزء غال في وطننا اليمني الحبيب، ذكرى غالية على نفو س كل اليمنيين أتت بعد نضالات مريرة وكفاح شعبنا اليمني ضد المستعمر البريطاني وجلاء آخر جندي بريطاني لينال استقلاله الناجز في الـ (30 من نوفمبر 1967م).. ويأتي العيد هذا العام للأسف في ظل ظروف غاية في الصعوبة جراء الأزمة التي يعيشها شعبنا اليمني.. ونتمنى من الله العلي القدير أن يخرج شعبنا من هذه الأزمة بعافية وبسداد الخطوات الناجحة وبحلول ترضى عنها كل الأطراف بما من شأنه السير على خطى الوحدة اليمنية التي هي قدر ومصير شعبنا اليمني الذي ناضل آباؤنا وإخواننا في سبيل تحقيق هذا المنجز التاريخي العظيم. وأضاف قائلا: نحن في مكتب الصحة العامة والسكان وكل موظفي القطاع الصحي بمحافظة عدن نتقدم بالتهانئ إلى القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله - بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا ونؤكد أن عملنا الإنساني سيظل مستمرا وعملنا الوطني راسخـا رسوخ جبال شمسان وعيبان.. في ما يخص قضيتنا الأهم؛ ألا وهي قضية الوحدة اليمنية وقضية الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة.[c1]ملاحم بطولية وتضحية بالغالي والنفيس[/c]وخلال جولتنا التقينا الأخ ماجد أحمد محمد الشاجري - رئيس لجنة التخطيط والتنمية والمالية بالمجلس المحلي بمديرية خورمكسر - عدن فقال: اليوم وبعد مرور (44) عامـا على رحيل آخر جندي بريطاني من أرضنا الحبيبة يذكرنا هذا اليوم الـ (30 من نوفمبر 1967م) تلك الملاحم البطولية التي سطرها أجدادنا وآباؤنا الثوار الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل التخلص من نير الاستعمار البريطاني الذي جثم على صدر الشعب اليمني ما يقارب (129) عامـا من الاستبداد والظلم والقهر، والذين أشعلوا نيران الثورة في 14 أكتوبر 1963م.. وأكدوا للعالم أجمع أن الثورات لابد أن تكلل بالنصر، وأن المواطن اليمني على وجه الخصوص والعربي بشكل عام يأبى ألا أن يعيش حرا عزيز النفس كريمـا.. فنحن لم نعش فرحة الجلاء بسبب عدم ولادتنا في تلك الحقبة المليئة بالبطولات، التي سطرها شعبنا وضرب أروع الأمثلة في الشجاعة والإقدام، وكنا نتمنى النشوء في تلك الحقبة لنكون أحد صـناعها، ليسجل لنا التاريخ بأحرف من نور ذكريات ذلك اليوم الأغر في حياة شعبنا العظيم، ولكن ذكريات عيد الجلاء التي عاشها أجدادنا وآباؤنا نتمثلها اليوم أمامنا كلما حل علينا هذا اليوم الأغر، من كل عام.وفي هذا اليوم أنتهز الفرصة لأنقل عبر الأثير أصدق التهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني كافة والقيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - حفظه الله - وكل عام وشعبنا اليمني بخير.[c1]كفاح مرير وتضحيات جسيمة[/c]كما حدثنا الأخ الدكتور ناصر أحمد محمد - مدير مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية خورمكسر فقال: إن جلاء الاستعمار البريطاني عن عدن، الذي تحقق في 30 نوفمبر 1967م قد جاء بعد كفاح مرير وتضحيات جسيمة بدأها بانطلاق ثورته المباركة في الـ 14 من أكتوبر 63م وعبر الكفاح المسلح.. ودفع أبناء الشعب اليمني أرواحهم ثمنـا لها.[c1]ذكرى وتاريخ للأجيال[/c]وفي حديث المناضل عادل إبراهيم الحداد من مناضلي جبهة التحرير بعدن قال: تمر علينا الذكرى الـ (44) للاستقلال الوطني الناجز في (30 نوفمبر 1967م) الذي يعتبر وساما على صدر ثوار الأمس من القوى الوطنية كافة التي شاركت في حرب التحرير الكبرى ضد الاستعمار البريطاني، أولهم الشهداء والجرحى والمصابون جراء التعذيب الجسدي الذي مورس ضدهم بكل أنواعه أثناء التحقيقات في غياهب معتقلات وسجون الاحتلال البريطاني للجنوب العربي في تلك الحقبة من الزمن.ونتيجة لعدم إلمام لجنة المفاوضين التي تفاوضت على الاستقلال نتيجة لتلك المرحلة، فلم تصر على تقديم ملف التعويض والإجراءات لتفرض على الحكومة البريطانية دفع الحقوق المشروعة للمعتقلين السياسيين الذين زجت بهم في مرحلة الكفاح المسلح في غياهب السجون والمعتقلات، وكانت تسيطر على مقدرات شعبنا اليمني في الجنوب، وأذاقت المناضلين والثوار أبشع أنواع التعذيب.. فقد قمت برفع قضية ضد الحكومة البريطانية في عام 1966م في محكمة ولاية عدن آنذاك لأنني كنت المتضرر الأول مع آخرين من أعضاء الخدمة المدنية.وتطرقت إلى ذلك الصحف الأهلية حينذاك، ومن هذه الصحف المحلية (فتاة الجزيرة) و(الأيام) و(العروبة)، ومن الصحف العربية المصرية على وجه التحديد (الأهرام) و(الجمهورية) و(المصور)، وبعض الصحف البريطانية تناولت هذا الحدث حينها، وشاركت في ذلك أيضـا - لغرض تقصي الحقائق - منظمة العفو الدولية ولجنة حقوق الإنسان العالمية ومنظمة الصليب الأحمر الدولية، وشارك فيها المحامون المحليون حسن صحبي، وفؤاد بارحيم وآخرون لا أتذكرهم في الدفاع عن المعتقلين السياسيين والثوار، وعقدت الجلسة الأولى في المحكمة العليا والجلسة الثانية تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى، وقد تدخلت جامعة الدول العربية، وأبدت استعدادها لإرسال وفد من اتحاد المحامين العرب للحضور والمشاركة في الدفاع عنها؛ إلا أن الحكومة البريطانية كانت تؤجل إجراء المحاكمة ولم تسمح لنا بالمشاركة في الجلسة الثانية لأسباب أمنية بزعمها.والقضية لم تنته بالتقادم ولم تقم الإدارة البريطانية بتعويضنا حتى الآن، إضافة إلى مستحقات نهاية الخدمة المدنية من محطة عدن للإذاعة.وما جرى لنا من تعذيب أثر علينا حتى يومنا هذا، وما تزال آثاره ترافقنا ونعاني منها حتى الآن، والقضية ما تزال عالقة حتى اليوم، ولم تغلق ولم تنته بمرور الأعوام واحتجازي واعتقالي ظل لمدة عام ونصف العام بين أربعة جدران معتمة لا نرى فيها النور في معتقل (رأس مربط) سيئ الصيت بالتواهي، و(بين الجبلين) في منطقة البريقة (صلاح الدين)، و(زنجفور لاين) سابقـا (معسكر طارق حاليـا)، ومركز الاعتقال المركزي في المنصورة بولاية عدن.وفي هذه المناسبة العزيزة على قلب كل يمني الـ (30 من نوفمبر 1967م) أوجه نداء لكافة إخواني وأبنائي من المحامين اليمنيين الذين لديهم الرغبة في تحريك وإعادة التقدم برفع القضية على الحكومة البريطانية لدفع التعويضات، وكذلك أوجه ندائي لاتحاد المحامين الدوليين بالمشاركة في الدفاع عنا، وإعادة القضية، لأننا ظلمنا وعانينا كثيرا نتيجة لتلك الممارسات الخاطئة والتعذيب غير الإنساني وغير اللائق بآدميتنا من قبل سلطات الاحتلال البريطاني وقتذاك، وحث الحكومة البريطانية الحالية على دفع التعويضات والعلاج ودفع مستحقاتنا كافة بخصوص الوظيفة التي كنت أشغلها في تلك الحقبة في محطة عدن للإذاعة.ودعوني أنتهز هذه الفرحة التي ما تزال تلازمني حتى اللحظة لأهنئ إخواني من مناضلي الثورة اليمنية كافة بهذه المناسبة العزيزة على شعبنا وأبناء الشهداء والمناضلين الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل استقلال الجنوب اليمني في (30 نوفمبر 1967م) المجيد، ولنقف دقيقة حداد في كل مكان ترحمـا على شهداء الوطن كافة في تلك المرحلة الصعبة من تاريخ كفاح شعبنا العظيم.