الأمم المتحدة تعمل للحد من الفقر تحقيقا لأهداف الألفية
14اكتوبر/ متابعات:تراجعت نسبة الذين يعيشون في فقر مدقع، أي الذين يحصلون على اقل من 1.25 دولار يومياً، منذ تثبيت “أهداف الألفية” في عام 2000 من 42 % إلى 25 %، ما جعل في المتناول تحقيق هدف خفض عدد الفقراء بواقع النصف في غضون خمس سنوات.ومع ذلك أشار مدير “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” راجيف شاه، إلى وجود عقبات تعيق تلبية هذه الأهداف، منها الصعوبة في الوصول إلى الكثير من فقراء العالم ممن يقيمون في مناطق نزاعات أو يواجهون تمييزاً دينياً واجتماعياً، إذ زاد عدد السكان الذين يعيشون في ظروف فقر مدقع في أفريقيا جنوب الصحراء إلى 400 مليون نسمة منذ العام 1990.وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، قد دعا قبل خمس سنوات من حلول الأجل النهائي في عام 2015، إلى عقد قمة رفيعة المستوى في سبتمبر في نيويورك، لتسريع خطى التقدم الدولي في هذا المضمار.وتسعى كافة الدول المانحة إلى وضع الإستراتيجيات التي تمكنها من الوفاء بأهداف الأمم المتحدة الإنمائية ، و في هذا الصدد، رأى مسئول أممي بارز أن التجارة والدخول إلى الأسواق أكثر أهمية من المساعدات التي تقدمها الدول المانحة لنظرائها من الدول النامية لتحقيق أهداف الألفية للتنميةوعلى الصعيد نفسه ، تختبر الولايات المتحدة إستراتيجية جديدة للوفاء بأهداف الأمم المتحدة الإنمائية، التي رسمها 189 زعيماً عالمياً عام 2000، بتقليص الفقر والمرض وعدم المساواة بين الجنسين بحلول عام 2015، مجددة دعوتها للجهات المانحة والدول المستفيدة من المعونات، من خلال في القمّة المرتقبة في نيويورك بعد شهر تقريبا، إلى إن تؤكد أن مواردها الموجهة للتنمية ستدار بصورة تتسم بالشفافية.وبالفعل، أصدرت “الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” الحكومية تقريراً شكل الإستراتيجية الأمريكية في هذا الشأن، يركز على أمور مثل الإبداع والنتائج المستدامة ورصد النتائج والمحاسبة، التي من المقرر أن يعرضها الرئيس الأميركي باراك أوباما على القمة المرتقبة، لإعطاء دفع قوي للجهود العالمية لخفض الفقر والمرض وعدم المساواة.وأفاد تقرير الوكالة بأن استخدام الإبداع يعني تطوير التكنولوجيات والسبل لإيصال الغذاء والدواء على وجه السرعة وبأثمان زهيدة للفقراء، كما تأمل الولايات المتحدة بأن تطور التكنولوجيات الأكثر كفاءة عبر شراكات بين الحكومات والمنظمات الدولية والقطاع الخاص وشبكات أبحاث دولية.ومن الأمثلة على هذا النهج مبادرة الزراعة التي أعلنت عنها في يونيو الماضي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والتي تهدف إلى استخدام العلم في مكافحة الجوع عالمياً، عبر الترويج لتحسينات في أساليب الإنتاج الزراعي والمزارع ووسائل التغذية في دول تجاهد لإنتاج ما يكفي من الغذاء لشعوبها.وكان مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمي لمنطقة آسيا-الباسيفيك لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، آجاي تشهيبر، قد أكد أن المساعدات التي تقدمها الدول المانحة تعد حاليا دون الحد المبدئي نظرا للأزمة المالية العالمية ، موضحا انه وفقا لبيانات الأمم المتحدة، فإن المساعدات التي تقدمها الدول المانحة تمثل حاليا 0.31 % من إجمالي ناتجها القومي، وهو ما يقل بكثير عن هدف 0.7 %. وأضاف تشهيبر “ثمة حاليا عدد قليل من الدول قريب من هذا الحد، لكن اغلب الدول دونه”، مشيرا إلى حقيقة تدهور الاقتصاد العالمي وتأثر الكثير من الدول بأسوأ أزمة عالمية منذ أمد بعيد، مؤكدا أن الأهم من ذلك هو التجارة والدخول إلى السوق لأنهما يعملان على خلق الوظائف وزيادة النمو. وأضاف “أدركت الدول المتلقية للمساعدات الآن أن تنظيم القطاعات أفضل؛ فالعديد من الدول تقوم بمشروعات صغيرة، وتتجه نحو أهدافها في مجالات الصحة والتعليم ومياه الشرب”، مؤكدا انه سيكون من الأفضل للدول النامية أن تحدد أهدافها بنفسها بدلا من أن تحددها الدول المانحة.وضرب تشهيبر المثل باليابان كبلد مانح رئيسي قلل مساعداته جراء الأزمة المالية العالمية، قائلا إن اليابان تركز حاليا على برامج المساعدات بدلا من المشروعات،و أضاف “هذا شيء جيد لأن مشروعا تلو مشروع لا يوفر التنمية، انك تحقق التنمية إذا كان المشروع متسقا مع برامج البلاد وقطاعاته .”وعلى الصعيد نفسه، قدمت الصين أربعة اقتراحات لتدعيم جهود تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ، مؤكدة أنه يتعين بناء توافق سياسي أقوى وضخ حيوية اكبر في الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية من اجل الوصول إلى نتائج مؤثرة ويمكن تحقيقها.