كتب وصور/ فرحان المنتصر:من سمع ليس كمن رأى.. عبارة تختزل كل مفردات التعبير، وتوجز كل دلالات الكلمات ومكنون الصور، التي يمكن ان تقال عن المكان الساحر بجماله.. الفريد بموقعه.. الرائع بطبيعته الخلابة، وطبيعة ناسه وأهله البالغة الوداعة والاحترام، التي تكسب المكان بعدا إنسانيا يجعل منه مكانا مقصودا دائما للاستجمام والسياحة والراحة طوال العام.. طبعا إن توفرت له الخدمات الفندقية والسياحية.إنه باب المندب.. وتحديدا الشطر الآسيوي من اليابسة التي تربط ساحل البحر العربي بالبحر الأحمر الذي يقع في بلادنا الجمهورية اليمنية.. التي حبا ها الله بالجمال في كل شيء.. اليمن- كما يسميها زائروها بأنها بلاد الفصول الأربعة في اليوم الواحد.. صيف في الساحل..وخريف في المحافظات الزراعية وشتاء في الجبل وربيع في المحميات الطبيعية الخضراء.في النصف الأول من شهر يوليو كنت هناك في باب المندب في رحلة نظمها فرع مؤسسة الثورة في عدن بمشاركة عدد من الزملاء الإعلاميين في التلفزيون وبعض الصحف، رحلة استكشاف إلى مديرية ذباب وباب المندب في محافظة تعز.. مرورا بمحافظتي عدن ولحج..رحلة كنت بحاجة لمثلها منذ زمن ليس بالقريب.. طمعا في الوقوف عند ساحل باب المندب المكان الذي عرفت عنه الكثير في كتب التاريخ وكراسات الجغرافيا وبقي الوصول إليه حلما تحقق أخيرا.. مع انه كان إلى زمن قريب هدفا صعب المنال.. وصعبا جدا لأسباب تتعلق أولا بالتشطير الذي رحل إلى غير رجعة، وثانيا لوعورة الطريق وصعوبته التي انتهت بفضل حكومة الوحدة المباركة التي استحدثت الطريق المسفلت (عدن ـ الحديدة).
المقدم عبد الكريم المكحل
[c1]باب المندب عبر التاريخ[/c] يعرف مضيق باب المندب (بالإنكليزية: Bab-el-Mandeb) بأنه مضيق يصل البحر الأحمر بخليج عدن و المحيط الهندي، ويفصل قارة آسيا عن قارة إفريقيا و بشكل أدق يفصل بلادنا اليمن عن جيبوتي, وقد جاء ذكر «المندب» في المساند الحميرية، واشتق اسمه من ندب أي جاز وعبر، وهناك رأي يقول إنه من ندب الموتى ويربطه بعبور الأحباش إلى اليمن. وبحسب “ويكيبيديا”، الموسوعة الحرة، فان مضيق باب المندب يقع بين الإحداثيات (12o28’40” شمالا، 43o19’19” شرقا) و (12o40’20” شمالا, 43o27’30” شرقا)، والمسافة بين ضفتي المضيق هي 30 كم (20 ميلا) تقريبا من رأس منهالي في الساحل الآسيوي إلى رأس سيان على الساحل الإفريقي و جزيرة بريم (مَيون) التابعة لليمن التي تفصل المضيق إلى قناتين الشرقية منها تعرف باسم (باب اسكندر) عرضها 3 كم وعمقها 30م.
الصياد حتروش
أما القناة الغربية واسمها(دقة المايون) وعرضها 25 كم وعمق البحر فيه يصل إلى 310 م، بالقرب من الساحل الإفريقي توجد مجموعة من الجزر الصغيرة يطلق عليها الأشقاء السبعة،وهناك تيار سطحي يجري للداخل في القناة الشرقية, وفي القناة الغربية هناك تيار عميق قوي يجري للخارج, مياه الممر دافئة (24- 32.5درجة مئوية)، والتبخر فيه شديد (2200-3000مم سنوياً) مما يُفقد البحر الأحمر كميات كبيرة من المياه تعوضها مياه تدخله من خليج عدن خاصة في الشتاء, أما في الصيف فتخرج من البحر الأحمر مياه سطحية, وتقدر حصيلة التبادل المائي في باب المندب بنحو ألف كم3 لمصلحة البحر الأحمر، وتصل ملوحة مياه الممر إلى 38بالألف، وحركة المد فيه إلى نحو المتر. نشأ الممر نتيجة تباعد إفريقيا عن آسيا بالحركة البنائية الصدعية للانهدام السوري ـ الإفريقي الذي كوّن البحر الأحمر في أواخر الحقب الجيولوجي الثالث في عصري الميوسين والبليوسين.[c1]الأهمية الإستراتيجية للمضيق[/c]ظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس وربط البحر الأحمر وما يليه بالبحر المتوسط وعالمه، فتحول المضيق”باب المندب” إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوربية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي إفريقية.
رئيس لجنة التخطيط والتنمية
ومما زاد من أهمية الممر، هو عرض قناة عبور السفن فيه التي تقع بين جزيرة بريم والبر الإفريقي، وهو 16كم وعمقها 200-100م، مما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين، وقد ازدادت أهميته بوصفه واحداً من أهم الممرات البحرية في العالم، مع ازدياد أهمية نفط الخليج العربي. ويقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر فيه في الاتجاهين، بأكثر من 21000 قطعة بحرية سنوياً (57 قطعة يومياً).[c1]سيطرة اليمن استراتيجيا على المضيق[/c]لليمن أفضلية إستراتيجية في السيطرة على الممر لامتلاكه جزيرة بريم”ميون”، إلا أن القوى الكبرى وحليفاتها عملت على إقامة قواعد عسكرية قربه وحوله وذلك لأهميته العالمية في التجارة والنقل، كما سعت الأمم المتحدة في عام 1982 لتنظيم موضوع الممرات المائية الدولية ودخلت اتفاقيتها المعروفة باتفاقية جامايكة حيز الإنفاذ في شهر تشرين الثاني من عام 1994. وتبقى أهمية باب المندب مرتبطة ببقاء قناة السويس أولاً وممر هرمز ثانياً مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة، وتهديد هذين الممرين أو قناة السويس وحدها يحول السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح،ويحد من الحركة في المضيق.[c1]جسر بين اليمن وجيبوتي[/c]في22 فبراير 2008م كشف النقاب عن مخطط إنشاء جسر بحري يربط بين اليمن وجيبوتي عبر المضيق، وإذا نجح هذا المشروع فسوف يكون هذا الجسر هو أطول جسر معلق في العالم، وسيربط بين قارتين ويرفع من الأهمية التجارية والسياحية للموقع”باب المندب” ولليمن بشكل عام، ولاسيما وان حرة التنقل من القرن الإفريقي إلى قارة آسيا ستسهل وبيسر عبر البر. [c1]باب المندب المكان والسكان[/c]مديرية باب المندب هي إحدى مديريات محافظة تعز و تبعد عن مدينة عدن حوالي 205 كم ، وتفصلها عن مدينة تعز عاصمة المحافظة التابعة لها 80 كم، ويبلغ عدد سكانها حوالي 18 ألف نسمة، ومساحتها الإجمالية 95 كم مربعا، وهي مديرية ساحلية و يعيش سكانها على الصيد ثم الرعي وقليل منهم يعملون في الزراعة. [c1]السياحة نشاط اقتصادي ينتظر التفعيل[/c]
عبد اللطيف الشغدري
وانطلاقا من موقعها الاستراتيجي وجمال سواحلها وطبيعة وسحر جزرها فإنها تعبر مكان جاذب للسياحة على المستوى الداخلي أو حتى على المستوى الخارجي، غير ان افتقادها إلى ابسط الخدمات التي تساعد وتعزز ذلك الجذب الطبيعي مثل وجود الفنادق والمطاعم والاستراحات الفندقية بالإضافة إلى ضعف الخدمات الأساسية المتمثلة بالمياه والكهرباء، قد جعلها بعيدة كل البُعد عن اهتمام السائح المحلي أو الأجنبي بل إنها غير مقصودة للبقاء والراحة من عناء السفر عند العابر من الحديدة الى عدن لأنها تفتقد إلى مكان للراحة عدا استراحة يتيمة بناها احد المستثمرين”” إلى جوار محطة الوقود خاصته وهي مع المطعم يقومان بدور كبير في لم شتات النخبة في المديريات عند استقبال أي زائر.[c1]شريان الحياة .. إنجاز كبير[/c]في الطريق المسفلت من عدن إلى باب المندب الذي يمتد وصولا إلى الحديدة رابطا لها بالمملكة العربية السعودية، وقبيل وصولنا إلى المكان المحدد ـ باب المندب بسحر جماله وعراقة تاريخة ـ مررنا بقرى ومناطق كثيرة ، تحول سماعنا عنها إلى مشاهد بأم العين فمن رأس عمران كانت البطولة ومن بعدها منطقة كثيرة حتى وصلنا إلى باب المندب المكون أساسا من ثلاثة تجمعات سكانية هي غريرا والمطراح و السويداء.
الوزف في اكياس
[c1]القرى.. معالم ومآذن[/c]وبما ان الطريق من عدن إلى باب المندب يمر عبر ثلاث محافظات فانه من اللازم الإشارة إلى ان الطريق يسير عبر الصحراء وبالقرب من شط بحر العرب، ذلك البحر الذي زينه الله بالجمال وميزه بوفرة الأسماك.والطريق الذي خضب الساحل بخط اسود طويل فصل بين الصحراء والبحر يمر عبر عدد كبير من الطرق مثل رأس عمران ورأس العارة وخرز ومرخة وغيرها من القرى المتناثرة التي تعرف فقط باللوحات المرفوعة على جانبي الطريق للتعريف بها وتتميز بارتفاع مآذن مساجدها التي تشمخ فوق القرى التي تتكون منازلها غالبا من القش والخشب، خصوصا القديمة منها أما الحديثة فان الطوب الأسمنتي هو المادة الرئيس لبنائها، لكنها تبقى بيوتا متواضعة وتحكي حال أبناء تلك القرى الذين يعانون من فقر في الماء وانعدام للكهرباء، وشح في الخدمات الصحية بكل تأكيد.. واللافت ان تجمعات البدو الرحل ـ وكما تعرفون هم ليس لهم منازل مستقرة ـ اللافت ان كل بدوي يتخذ من ظل شجرة بيتا والأشجار هناك كريمة بظلها الوارف، ويكفي البدوي للاستقرار المؤقت هناك ظل شجرة وبضع دبات الماء يمكن ان تصل في عددها إلى العشرين بحسب قدرة البدوي حتى يعلن عن كيانه بين جيرانه.. غير ذلك فانه يعتبر نوعا من الترف عند ذلك الذي عشق الترحال مع ماشيته بحثا عن الماء والكلا.. هاربا من قيود الاستقرار ومن أعباء البحث عن بيت وسكن دائم أصبح من الصعوبة بمكان تحقيقه في هذا الزمن.
منظر من باب المندب
[c1] استقبال رسمي لرحلة شبه رسمية[/c]لاشك في ان القائمين على مديرية باب المندب بمحافظة تعز كانوا يعرفون بموعد وصول القافلة الإعلامية من عدن لذا فبمجرد وصول أعضاء الرحلة إلى مشارف المديرية فقد كانوا هناك وهم :عبد اللطيف الشغدري، ومدير أمن المديرية، علي طريق، وقائد المقدمة والكتيبة في المنطقة التابعة للواء 17 مشاة المقدّم ركن عبد الكريم المكحل،بالإضافة إلى أعضاء المجلس المحلي وشيوخ المنطقة وعقال الصيادين.وبعد واجب الاستقبال من سلام وترحيب لم يطب المقام ولم يحل الكلام على شامخ جبال المنطقة الذي يطل على أهم المضايق مسيطرا وكان الله وهبه لليمن حصنا منيعا يمكن أبناءها من حراسة العالم عبر هذه الجبار المسيطرة..وفي تلك القلعة الشامخة كان الحديث حصرياً للمقدم الركن/ عبد الكريم مكحل القائد العسكري للمنطقة الذي أجاد في حديثهعن الجانب الاستراتيجي للباب انطلاقا من طبيعة تخصصه وعن الجانب التاريخي للمضيف اعتمادا على سعة معرفته وعن المنطقة ـ باب المندب ـ نابشا في ذخيرة سنواته الطويلة التي عمل فيها في المنطقة عسكريا حاميا للحدود البحرية اليمنية، وقال أن المسافة من سواحلنا حتى جزيرة بريم (ميّون) في وسط المضيق 2600 متر، فيما تبلغ المسافة إلى سواحل جيبوتي 24 كم، وتطرق في حديثه إلى أهمية هذه المنطقة، وتحديدا الجزر المتناثرة على طول البحر الأحمر، ومنها جزر: حنيش ، زقر، واصفا هاتين الجزيرتين، وباقي الجزر، بالأساطيل الطبيعية الثابتة التي يحسدنا عليها الشرق والغرب، وذكر بالدور الكبير الذي لعبه المضيق في انتصار حرب أكتوبر 1973م بين العرب والعدو الصهيوني.المكحل اظهر قدرة كبيرة على سرد المعومات التي أبهرت أعضاء الرحلة بغزارتها وسلاستها وبل بتفردها ببعض المعلومات التي أكدت ان سواحل اليمن آمنه وان القرصنة البحرية ليست في مياه اليمن الإقليمية وان الملكة البريطانية قد أقامت بعض مراسيم زفافها في جزيرة ميون وان السفير البريطاني الحالي لا يطيب له المقام إلا في منطقة الشورى بباب المندب وكأنه يسير على خطى مليكته.[c1]إعجاز الرحمن” مرج البحرين يلتقيان”[/c]وإذا كان المكحل قد سيطر على الموقف بالشرح والتوضيح في المفرزة القديمة أعلى الجبل التي بناها الأتراك قبل أكثر من قرنين، فان الشارحين والمتحدثين عند ساحل البحر قد تعددوا كل يشرح علىطريقته عن عظمة قدرة الله عز وجل مذكرين بالآية القرآنية {مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان}، حتى البحر ساهم في الشرح والتوضيح من خلال اختلاف لون مائه في البحر الأحمر عنه في البحر العربي عند التقائهما، حيث يمثل اللون الأخضر الفاتح البحر الأحمر، واللون الأزرق البحر العربي.كما يمكن للزائر ان يلمس بالإضافة إلى اختلاف لون الماء اختلافا واضحا في درجة الحرارة فماء البحر الأحمر دافئ وماء بحر العرب بارد ويروي أهل المنطقة انه يمكن للزائر لساحل البحر ان يضع علبة الماء في مياه البحر لعدد من الدقائق حتى يسحبها وقد بردت، وكأنه ثلاجة طبيعية من صنع الرحمن صانع كل شيء.وفي الساحل وقفنا على شط لا تكونه الرمال وليس من الصخر بل من الأحجار الصغيرة المتفتتة التي تكورت عبر الزمن بفعل الاحتكاك وأصبحت ناعمة الملمس لتمنح ذلك الساحل بعدا جماليا رائعا وتفردا لم يرى مثلهما كاتب السطور في حياته من قبل.[c1]شهادة سياحية لم نحصل عليها[/c]مثل كثير من بلدان العالم التي تطل على منطقة التقاء بحرين يفكر عبد اللطيف الشغدري مدير عام مديرية باب المندب ومعه المجلس المحلي في استحداث شهادة سياحية يتم منحها في المديرية لكل من يعبر منطقة التقاء البحرين من والى البحر الأحمر وبحر العرب كنوع من التشجيع للسائحين، شهادة لم نحصل عليها لكننا ننتظر الإعلان عنها حتى نعود ونستحقها بالمرور بين البحرين ونجدد علاقتنا بالمكان والناس في ذلك الجزء الرائع من بلادنا .[c1](الشورى) عاصمة الصيادين[/c]خور الشورى، هي منطقة فيها محمية طبيعية للأعشاب والشجيرات التي تنمو بالقرب من البحر بمساحة ألفي متر مربع، وتمر بها مياه البحر لتفصلها وكأنها نهر جارٍ في وسطه توجد الكثير من الأشجار تغذي بثمارها الأسماك خاصة العربي والجمبري، والشورى عاصمة الصيادين، وفيها آثار قديمة جدا تعود إلى مئات السنين.[c1](جاور بحر ولا تجاور ملك)[/c]“جاور بحر ولا تجاور ملك” حكمة قديمه وقد رددها على مسامعنا احد المرافقين لرحلة البعثة الإعلامية في باب المندب وأظنه احد الجنود المرافقين لمدير الأمن، وهي تختزل كل ما يمكن قوله عن علاقة أهل باب المندب وكل السواحل اليمنية بالبحر.فبعد الحديث عن الصياد الذي حصل على أربعة ملايين ريال من رحلة صيد واحدة قبل أيام من وصولنا المنطقة، كنا في منطقة “السويدا”، على ارض ميدان كرة القدم نشاهد الكميات الكبيرة من “الوزف” مفروشة على مساحته وعلى مساحات متفرقة في قرية المنطقة.والوزف مال وغذاء ، و أطنان، مكومة تنتظر آكليها من فقراء بلادي والأغنياء معا، فهي أكلة شعبية مرغوبة في عدد من مناطق اليمن . و”الوزف” كائنات بحرية صغيرة يتم اصطيادها وتجفيفها لتؤكل مباشرة مع الحلبة أو مع بعض الأكلات وهو غني بمادة البروتين، وتعد عملية معالجة وبيع الوزف إلى جانب صيد الأسماك مصدر رزق لسكان تلك المنطقة، ويتم تصديرها إلى مختلف المحافظات، والدول الإفريقية القريبة من المنطقة، ويبلغ سعر الكيس “بحجم كيس القمح أبو 50كجم “ عشرة آلاف ريال عند الندرة وألفي ريال عند الوفرة.الصيد حياة ومصدر رزقعن الصيد وموسم الوزف تحدث الصياد / عوض حتروش عوض (أحد ساكني المنطقة) والذي قال: نحن نشتغل في استخراج مادة الوزف، وهذا مصدر رزقنا، إلى جانب الصيد، ونقوم بتعبئته في “جواني” ونسوقه إلى الحراج الموجود هنا، ومنه إلى باقي المحافظات وإلى الدول الأخرى.ومواسم هذا الوزف تكون في الشتاء فهو غذاء للأسماك، وهو كائن بحري يظل بحجمه الصغير، ولا يكبر.
منظر من باب المندب
[c1]الماء والكهرباء مشكلة في طريقها إلى الحل[/c]وفي منطقة “ذباب”كان اللقاء بأعضاء السلطة المحلية وفي اللقاء تحدث مدير عام المديرية داعيا كل المستثمرين إلى الاستثمار في مديرية باب المندب، لما لها من شواطئ جميلة ونظيفة لم تستغل بعد.وأوضح عبد اللطيف الشغدري المدير العام الجديد للمديرية ان من أبرز مشاريع البنية التحتية التي تم استكمالها: مشروع الطرق، فيما يجري استكمال المشاريع التعليمية والصحيّة والمياه والكهرباء وغيرها من المشاريع، وأن المجلس المحلي يقوم حاليا بعملية نظافة شاملة لكافة مناطق المديرية وشواطئها خاصة بعد شراء سيارة نظافة تقوم بذلك، وهناك مشروعان للمياه، الأول: مشروع الأشغال العامة وهو مشروع ربط مديرية رأس العارة في محافظة لحج بمنطقة المندب بـ220 مليون ريال، وتم رفع موازنة تشغيلية للمشروع وسيتم ضخ المياه للمواطنين قريبا، لافتا إلى أن هذا المشروع كان قد تم الانتهاء من تنفيذه، ولكن المجلس المحلي رفض استلامه بعد أن وجد فيه اختلالا عقب تجربته ما يعني ان المقاول الأول لم يلتزم بشروط التنفيذ، بالإضافة إلى عدم تسليمه نسخة من الدراسات والتصاميم لهذا المشروع، والمشروع الثاني منطقة “ذباب” بتمويل من المجلس المحلي، بـ 20 مليون ريال، ويتم حاليا تشكيل هيئة إدارية حتى يتم تشغيله.أما الكهرباء العمومية فلم تصل إلى باب المندب وذباب، و لكن فخامة رئيس الجمهورية وجّه في زيارته الأخيرة بتوفير “مولدين”، واحد بقوة ألف كيلو وات، والثاني بـ500 وات، والعمل جارٍ لاستكمال الإجراءات وتوصيل الكهرباء، وخلال الأيام المقبلة سيتم توصيلها إلى المنطقتين.[c1]الصحة والتعليم مطلبان مهمان[/c]عن الجانب الصحي تحدث رئيس لجنة التنمية والتخطيط بالمديرية، الشيخ محمد علي بالقول:” لا يوجد لدينا مستشفى مركزي، بل يوجد مستشفى عسكري تساهم وزارة الصحة بقسط، فيما تهتم وزارة الدفاع بالقسط الثاني، و توجد خمس وحدات صحيّة في المديرية، ولكن الكادر الطبي والأدوية فيها قليل جدا، ولا تكاد تلبّي احتياجات المواطنين”.وعن التعليم قال علي:” المديرية فيها 21 مدرسة يعمل فيها 157 مدرسا، ولكنهم ا يغطون كافة المواد الدراسية، و كانت توجد في المديرية منظمة يابانية هي منظمة “جايكا” وكانت تدعم كل مدرسة بـ500 ألف ريال، حيث يتم فيها التعاقد مع مدرسين جدد لتغطية العجز في المواد، وبعد رحيل هذه المنظمة ظهر العجز من جديد، وتم إجراء امتحانات المرحلتين الأساسية والثانوية بهذا النقص، مطالبا باعتماد درجات وظيفية إضافية للمديرية خاصة في مجالي التعليم والصحة، مؤكدا أن المديرية بشكل عام تحتاج إلى مياه وكهرباء وصحة ودرجات وظيفية إضافية”.[c1]عودة بعد اكتشاف[/c]غادرنا المكان ولم يغادرنا هو بعد يوم مليء بالسعادة والانبهار لجمال المكان الذي شاهده اغلبنا لأول مرة عدنا إلى عدن ، ففي الرابعة عصرا ركبنا الحافلة باتجاه عدن وخيوط شمس الأصيل تودعنا على أمل بلقاء آخر بباب المندب “ أهله والحجر بحره والشجر سهله والجبل”، وقد تغيرت الأحوال إلى الأحسن وتحولت الأمور إلى الأفضل في ظل الاهتمام الواضح بالمكان من السلطة المحلية وقيادة البلاد.غادرنا باب المندب وعلامات التعجب تسيطر علينا طوال الرحلة من سوء تعاملنا مع الأرض وتعمد تكدس الناس في منطقة ضيقة على حساب اتساع رقعة الأرض التي لا تقل جمالا عن غيرها في بلاد اليمن، الأرض المنبسطة السهلية الواقعة بين عدن وباب المندب تكاد تشكوا الخواء من الناس ومن المشاريع الاستثمارية، بينما الناس تتضارب على بقعة صغيرة في عدن وحولها.[c1]وفي الأخير سؤال؟[/c]والسؤال هو كيف يمكن ان تقبل الحكومة بتكدس الناس بهذه الصورة في مساحة ضيقة ولماذا لا يهتم القطاع الخاص والعام بإنشاء المدن الصناعية في تلك المساحةبناء المدن البعيدة من المدينة ـ باعتبار ان الصناعة تلوث الجو ـ ولماذا لا تحفر الآبار ويتم توصيل شبكة الكهرباء العمومية حتى تكمل مع الطريق مقومات بناء ا لمدن هناك..المسالة بحق تحتاج إلى إعادة النظر من قبل الدولة والقطاع الخاص.. المدينة تعج بالمصانع التي تزعج الساكنين وتلوث بيئتهم، ويجب ان يكون التوسع في المصانع خارج المدن حتى لا تتحول المدن إلى مقالب للنفايات لتلك المصانع وغيرها.طريق سهلي منبسط ومستو من عدن إلى باب المندب طوله حوالي 180كم ليس به إلا سور الفردوس ومملاح ومصنع ثلج، والباقي مجرد صحراء بكر تنتظر الاستثمار مثلها مثل باب المندب الذي ينتظر الخير بقدوم الاستثمار السياحي والصناعي أيضا.