عبدالقوي الأشول رغم شحة موارد سلطنة عمان النفطية الا ان تلك الحاضرة الخليجية تبدو متفردة بجملة مزايا وخصال .. ما كان لها ان تكون لولا حنكة القيادة السياسية في هذه السلطنة، ومقدرتها المثيرة للاعجاب في نقل مجتمع السلطنة في ظرف زمني قصير الى مصاف المجتمعات الحضارية الاكثر تقدما ونموا.فكل من يتطلع او يزور سلطنة عمان الشقيقة يبدي اعجابه بما حقق هؤلاء الاشقاء من تبدل في واقعهم وما تحقق لانسان هذه الحاضرة العربية العريقة من تقدم ورفاه اجتماعي هو في محصلته النهائية تتويج لادارة محنكة وعقول راجحة وضع اصحابها استراتيجية التطوروالنمو العمانية في اطارها الواقعي والصحيح.فعلى ربوع سلطنة عمان العريقة تبدو معالم بلد خليجي احسن استثمار امكانياته وموارده البسيطة وتنويعها وصولا الى اقتصاد عماني متعدد الموارد وغير معتمد بصورة كلية على العائدات النفطية اي ان التنوع في البيئة العمانية وامكانيات الانسان العماني العملية عوامل ساهمت في انجاح سياسة المكان في جعل مواردها متعددة المشارب.عمان العاصمة تزهو بتفرّد مظهرها النظيف المشرق .. وما جاورها من اراضٍي ومدن السلطنة تبدو مرتدية حلة الاناقة العمانية في مظهرها المنسجم او الذي يبدو متناسقا مع بيئته يمن عليها الخالق بهطل المطر ويبعث الحياة في ارجائها برداء مخملي غاية في الاتقان والجمال.وفي الوقت الذي تكون جهود المختصين في الصناعات النفطية كبيرة في جعل مورد النفط على محدوديته موردا لدعم جوانب التنمية الاخرى فان الريف العماني هو الآخر منتج وقادر على المساهمة في جوانب التنمية عبر موارد عائداته التي مثلت في شقها الاول اكتفاء ذاتيا للسلطنة من معظم احتياجاتها التي كانت قبل زمن تأتي مصدرة من الخارج.وعلى جوانب النهضة العمانية العملاقة تجد اهتماما ملحوظا بالتعليم بل انه يبدو وفق معطياته الراهنة من الجوانب التي تميزت بها عمان وسوف تظل تدعم تميزها لعقود قادمة بحكم الاهتمامات الاستراتيجية في جانب التعليم . لابطريقة انتشاره على ربوع السلطنة فحسب ولابكمية الطلاب والمدارس .. بقدر ما تجد الاهتمام بنوعيته واستراتيجية مخرجاته المتوافقة مع التنمية والمتوائمة مع مستجدات العصر الالكتروني بكل ما فيه من متطلبات وتحديات هي محط اهتمام دول العالم.ان استقرار سلطنة عمان الشقيقة السياسي كان الداعم الحقيقي والباعث الاساسي لما هو قائم من منجزات على ربوعها علاوة على ان سلطنة عمان .. هي البلد الخليجي الاكثر حظا عما سواه بمقوماته السياحية فالطبيعة الخلابة .. وحسن ادارة هذا النشاط الريعي منذ البداية عوامل عدة لنشوء حركة سياحية نشطة بعد ان اضحت السلطنة محط انظار الافواج السياسية من مختلف مشارب المعمورة فالسلطنة اسطورية المعالم .. عميقة في عراقتها وجذورها التي تستمد في حاضرها كل صور الثراء القائمة من ماضينا العربي.نكهة التاريخ عمانية يمكنك قراءتها في ملامح الوجوة السمراء وكل ما على ارض الفيانق العمانية من تاريخ ومجد.انها وبحق حاضرة عربية متميزة ودوحة لاينضب معينها من التجدد.هي الارض التي تزور امزان السماء ربوعها وتتعهدها السحب الممطرة لترسم على محياها البديع لوحة اسطورية تباهي الكون في مفردات محاسنها الخلابة.
