د. فهد محمود الصبري:يمثل قطاعا الزراعة والموارد الطبيعية فرصة فريدة لمكافحة مرض متلازمة نقص المناعة المكتسبة المعروف باسم الإيدز في الاقتصاديات الريفية واسعة الانتشار. ويعتمد نحو 80 بالمائة من تعداد السكان في بعض البلدان الأفريقية على زراعة الكفاف وتعد المحاصيل والماشية ومنتجات الموارد الطبيعية الأخرى أساس الاقتصاد وعائدات التصدير وتعتبر الزراعة والغابات ومصايد الأسماك بمثابة شبكات أمان رئيسية.وفي مناطق أخرى من العالم، لا يزال هذان القطاعان يوفران سبل المعيشة لنسبة كبيرة من تعداد السكان تتراوح فيما بين 50 - 60% في آسيا ومن 15 - 30% في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. ويؤدي تأثير مرض متلازمة نقص المناعة المكتسبة المعروف باسم الإيدز إلى القضاء على قاعدة أصول الأسر الريفية واستنزاف الأيدي العاملة لديها والحد من نطاق معارفها ومهاراتها وكبح قدراتها على كسب المال من الأنشطة الزراعية وغير الزراعية وتقويض قدرتها على توفير الطعام اللازم لها والمحافظة على معدلات التغذية الملائمة.ولم يتم تقدير البعد الريفي للوباء بصورة كاملة سوى خلال الآونة الأخيرة حيث ارتفعت معدلات انتشار الوباء بالمجتمعات الريفية تدريجياً لتقترب من المعدلات الحضرية. ومن ثم، تسنح الفرصة الكبرى أمام مراكز خدمات الإرشاد الزراعي التي لديها خبرة منقطعة النظير في العمل على تحسين التغذية والأمن الغذائي ودعم سبل المعيشة الريفية للمساهمة في مواجهة الوباء الريفي. ولهذا يجب الاعتماد على هذا القطاع بمساعدة العاملين في مجال الإرشاد الزراعي والهيئات التنموية على المساعدة في مواجهة الوباء الريفي من خلال مبادرات قطاعي الزراعة والموارد البشرية.
أخبار متعلقة